الجمعة، 29 مارس 2013

المراقبون العرب و الفخ السوري / أحمد الرواس

عندما قررت الجامعة العربية بعث لجنة من المحققين العرب إلى سوريا عقد بعض الطوباويين عليها آمالا عريضة، و قالوا بأن الشعب السوري سوف يخرج إلى الشوارع عن بكرة أبيه في غياب الدبابات و الآليات العسكرية ، و في حضور الصحافة العربية و الدولية ! و فات هؤلاء أن النظام السوري ما وافق على دخول المراقبين إلا بعد أن انتهى من وضع الخطط المضادة، و بعد أن فرغ من دس الفخاخ سواء للمراقبين أو للمتظاهرين. فات هؤلاء أن النظام السوري هو من أمكر و أخبث الأنظمة البوليسية في العالم، و هو لا يتورع عن أخس الأساليب و أقذرها للإيقاع بخصومه أو بكل من يفضح أساليبه الإبليسية، و هكذا دخل المراقبون العرب و استلمهم النظام و وضعهم على خارطة التصاميم الماكرة التي هيأها لهم. فمشروع العمل يبتدئ من قصر الضيافة على شرف المحافظ الذي هو ليس إلا رجل مخابرات متمرس الذي يستميلهم بشتى الوسائل النفسية  و الترغيبية و الترهيبية محاولا توجيه مسار تقاريرهم من المنطلق، و طبعا لا يمكن للجنة أن تقدم على زيارة أية مناطق إلا بعد الإعلان المسبق عنها للسلطات السورية كشرط لتوفير الحماية لهذه اللجنة التي أخذت تدرك تلقائيا أن مغامرتها بالتوجه إلى أي مكان غير معلن يعني تعرضها للإغتيال من طرف أزلام النظام المندسين في كل مكان ثم يعلن عن أن القاتل هم جماعات إرهابية مسلحة. و ما مثال الصحفي الفرنسي و البلجيكي عنا ببعيد.

لقد أخذ بعض المراقبين الشرفاء الابتعاد عن تلك اللجنة المشبوهة و أخذوا يفضحون أساليب النظام السوري الخبيثة للإيقاع بالمراقبين و قد تحدث المراقب الجزائري الشريف أنور مالك عن بعض الأساليب الخبيثة التي التجأ إليها نظام بشار للإيقاع بالمراقبين حيث كشف القناع عن أسلوب الغواية الجنسية بحيث قام النظام بتكليف مجموعة من الفتيات الفاتنات و الأتي يرتدين ألبسة فاضحة بخدمة المراقبين ! في فنادق فارهة..و كشف المراقب المستقيل عن أساليب الغواية التي تتبعها تلك الفتيات الماجنات المجندات  للمخابرات السورية حيث يعرضن خدمتهن على المراقبين، حتى في أوقات متأخرة من الليل، و عبر أنور مالك بالقول بأن تلك الفتيات يبالغن في أسلوب الغنج و الدلع قصد إغواء بعض الشباب في اللجنة ! ثم كشف أيضا عن وجود كاميرات خفية في غرف نوم المراقبين بل حتى في دورات المياه قصد تصوير المراقبين في أوضاع مشينة من أجل استعمال الصور كورقة ضغط، و لي الأذرع و إرغامهم على اتخاذ مواقف موجهة لصالح النظام. و كشف أنور مالك كيف أن بعض المراقبين الذين تنبهوا إلى هذه الأساليب القذرة كانوا يتصرفون و هم داخل غرف النوم كما لو كانوا على الشارع و الناس كلهم ينظرون إليهم. نظرا لوجود أجهزة تصوير دقيقة خفية معدة لتصوير من يقع في فخ عواهر المخابرات السورية. و قد صرح المناضل السوري الشيخ عدنان العرعور على الهواء مباشرة أن هذا الأسلوب من تسخير المومسات لخدمة الأهداف المخابراتية  و تصوير الخصوم المحتملين في أوضاع  فاضحة هو أسلوب مشهور لدى المخابرات السورية و كذلك لدى حليفها حزب الله في لبنان.
هذه الحقائق تدفعنا بشدة إلى التساؤل عن سر مواقف رئيس لجنة المراقبين العرب البعثي السوداني الفريق محمد الدابي  المتواطئة  بشكل فاضح مع النظام الدموي  في دمشق، هل أوقعوا به فعلا و أصبح لذلك ألعوبة في أيدي نظام بشار؟ هل هناك من سبب منطقي لكذبه الفاضح عدة مرات عندما قال من قبل بأن الوضع في حمص يدعو إلى الاطمئنان !! بينما الحقيقة أن المدينة منكوبة بكل المقاييس ! و عندما صرح لوسائل الإعلام الأجنبية أن المراقب الذي قال بأنه هو و أصحابه قد رأوا القناصة على أسطح المنازل بأم أعينهم و هم يطلقون النار على المتظاهرين ، مدعيا كذبا أنه قال : "إذا رأيناهم "و لم يقل "رأيناهم" !و كذلك تكذيبه لكل ما صرح به المحقق الشريف أنور مالك من أسليب المكر التي ينتهجها النظام لإيقاع بالمراقبين و أساليب التضليل التي ينتهجها النظام مثل تغيير أسماء الشوارع و الساحات و إخفاء الدبابات لفترة قصيرة قبل أن تعود إلى أماكنها بمجرد انسحاب المراقبين، و الزج عمدا بالمراقبين في وسط مجموعات من موالي النظام و مجنديه ليهدروا أوقاتهم ، و يفوتوا الوقت لزيارة ما يريدون ، و كذلك أسلوب استفزاز المشاعر بحيث كان النظام يأتي بأتباعه و يشرعوا في لعن رموز المسلمين مثل لعن أم المومنين عائشة و أبي بكر و عمر حتى يستفز مشاعر بعض المراقبين فتصدر عنهم ردات فعل معينة يتم تصويرها حالا من طرف قناة الدنيا النظامية و المرافقة أبدا للمراقبين لتحصي عليهم كل الخطوات، مع العلم أن كل ما قاله أنور مالك ظهر موثقا مآت المرات على أشرطة الفيديو …
لم يزد أنور مالك بإثباتاته على تأكيد ما يعرفه العالم مسبقا من وحشية نظام بشار الأسد التي استطاع الشرفاء الأحرار أن يوثقوا فصولا كثيرة منها عبر هواتفهم. و لكن بعثة المراقبين العرب كانت امتحانا لإنسانية أولئك المراقبين و مصداقيتهم و تجردهم و قد نجح أنور مالك و زميله في اجتياز ذلك الامتحان ببراعة بينما سقط على منخاريه في ذلك الامتحان رئيس اللجنة الفريق الدابي، و أمسى لعنة  سيلقي بها التاريخ في مزبلته قريبا ، و لعل  الدابي قد أكسبته المذابح التي أشرف عليها ضد أبناء المسلمين في دارفور منعة ضد الشفقة و العطف و ضد أية أحاسيس إنسانية أو قيم آدمية تجاه قتل آلاف الأبرياء في سوريا.
و قديما قال الشاعر:
إذا كان الغراب دليل قوم**** هداهم إلى أكل الجيف
لكننا نرجو أن ينفض من حوله باقي المحققين العرب، و يعلنوا عن مواقفهم النزيهة  و يتركوه يترع من أكل الجثث وحده.

في 14 يناير 2012

0 التعليقات:

إرسال تعليق