عندما ينعق أدنيس
لمن لا يعرف علي أحمد سعيد إسبر أو لا يعرف لقبه النرجسي الخرافي أدونيس فهو رجل يحسبه البعض من المثقفين أوالمتثاقفين، الذين استهواهم الغرب و ثراثه اليوناني و الإغريقي فنما الإعجاب لديهم نموا مرضيا على حساب جلد الذات و احتقار التراث العربي و الإسلامي، من كبار الشعراء!!
إن لسوريا شخصا علوي الطائفة، نصيري الهوى، و إن كان أفضل ما يهوى هو التبجح بالإلحاد ،هاجر منها إلى الغرب و أعطي وظيفة التدريس في السربون، إنه الشاعر أدونيس الذي يوهم بعض المعجبين المنبهرين و الاحتفاليين بكونه يقول الشعر و يقرض المعاني و إن كان أحد منهم لم يفهم من شعره شيئا، ليس لعلة بلاهتهم، و لكن لأن الرجل ببساطة يهذي و يهلوس. و لكنه نحى منحى الهذيان المقنّن، و ظني به أنه من حين لآخر يخلد إلى نفسه و يجلس مستغربا من بلاهة من أعجب بشعره و تعلق به! و هو الذي لا يقول في عرف أهل النهى شيئا. سئل أدونيس يوما عن غياب العقل و المنطق و الفهم عن قصائده فقال إن علة العرب أنهم يبالغون في الفهم و سلوك طريق العقل!!!
و بالتالي فهو يدعوا الناس إلى الاعقل،إنني و منذ أن قرأت شعر أدونيس أيقنت أن الرجل مصاب ببلية النرجسية القوية و أنه لا شك يومن أن مجرد غثيانه و هرائه الذي يلقيه يجب أن يستحوذ على المعجبين.
أذكر أنه سبق أن دار بيني و بين أحد المثقفين الذين تخصصوا في الشعر الحر، و لاحظت أن الرجل قد انطلت عليه خدعة أدونيس و توهّم أنه قد بالغ في النطق بالحكم العميقة و الدرر العلمية المكنونة حتى فات مستوى فهمه هو!! و لما رأيت أن الرجل قد أسرف على نفسه.أردت أن أبين له عمليا أن أدونيس لا يقول شيئا فقلت له أنا لا أفهم أدونيس عندما يقول:
عندما نأكل أعمارنا خبزا على مائدة الزمن و نشرب آمالنا نخبا على تراب البيدر.
فاستعد الرجل ليحاضرني في الحكمة البليغة و المعاني الجليلة التي يحتويها هذا البيت الرائع، و صار يعدد أمام اندهاشي المعاني الرمزية و الدلالية للخمر و الخبز و الأكل في خيال أدونيس و فلسفته الشعرية ، و أحرجني استرساله فعاجلته بالقول: أرجو منك المعذرة على هذه النكتة! إن البيت ليس من تأليف أدونيس و لكنه من قولي الذي أنشأته للتّوّ !! و هذا دليل عملي على أن الرجل يستهزئ بقرائه و لا يقول شيئا بالفعل!
مشكلة أدونيس أنه غارق في الأنانية و النرجسية و هو لا يزيد على حالة من تضخمت لديه صورة الغربي فصار عابدا لها و مقدّسا لرموزها، كافرا بما يعارضها أو أي فكر يخالفها، لقد قرأت بعض مناقشات الرجل في السيرة النبوية فعلمت أنه من أجهل من قرأت لهم في هذا الميدان.و أشد الناس حقدا على نبي الهدى محمد ص. و يبدو أن الصنم أدونيس قد أثرت عليه سفسطته الشعرية التي يختبئ من وراء شبهاتها الترميزية، فأخذ يتعدى بها إلى ميادن أخرى فجاء كلامه أشبه بتخريف من يعيش أرذل العمر!
من ذلك ما طلع به علينا في الآونة الأخيرة من محاولته ركوب موجة الثورة السورية، و هو الذي لم ينبس يوما ببنت شفة في انتقاد الحكم الشمولي في سوريا، و هو الذي لم يقل كلمة واحدة في التنديد بالإبادة الجماعية التي تعرض لها أهل حماة سنة 1982 ، و هو الذي لم يرفع عقيرته بشئ لتعذيب الأطفال و تقتيل النساء . الذين يعرفون أدونيس يعلمون أن الرجل أشبه بمرتزق همه الطمع في التكريمات و المكرمات على موائد الحكام العلمانيين، فما يهم هذا الرجل هو المادة فقط! وعندما لم ترى لجنة جوائز نوبل في الأدب ما يستدعي منحه أية جائزة، فأدبه لا يعدو أن يكون تقليدا للعبثية الأدبية، تأزم الرجل إلى حد كبير… ورآى في ذلك احتقارا له.
لقد ردد أدونيس نفس أكاذيب النظام السوري الذي اتهم المحتجين بكونهم فئات متطرفة تسعى لقيام إمارات إسلامية! إلا أن الرجل كان اتهامه أوسع نطاقا و أشمل موضوعا و أعمى حقدا،فهو يرفض هذه الثورة السورية المباركة لعلة يراها كبيرة و زلة لا تغتفر و هي أنها تنطلق من المساجد، فلا بأس أن تنطلق الثورة من البارات و الكبارهات و مواخر الزنا و المسارح، و لكن أن تنطلق من المساجد فهذا هو الخطر بعينه، ذلك أن أدونيس من أولئك الشواذ القلائل الذين إذا سمعوا كلمة الإسلام يجفلون و يفزعون كما لو لدغتهم أفعى سامة!!
و عندما استشعر أن الشعب السوري ماض في طريقه نحو الحرية و الانعتاق من قبضة الطغاة الدمويين، عاد مرة أخرى محاولا ركوب الموجة فكتب مقالا بعنوان رسالة إلى السيد الرئيس، و في المقال الذي نشر في مجلة السفير كرّر عبارة السيد الرئيس عشر مرات على الأقل!! و كأنه يردّ على الشعب السوري الذي سحب من بشار الشرعية و هو يريد أن يستردها له.
يسجل التاريخ أن أدونيس جبن أن ينبس بكلمة ضد الكيان الصهيوني حتى عندما كان يفتك بمآت الأطفال في غزة و في قناة و في جنين و في صبرا و شتيلا، فكيف يتوقع منه من يتوقع أن يكون في صفّ الشعب السوري.
مشكلة أونيس أنه يرى نفسه مرجعا معصوما لا يسأل عما يفعل! يحارب الأيديلوجيا،و يهاجم في خسة و دناءة رسول الهدى ، و يكافح أدلجة الدين! و هو الغارق في الأيدلوجيا حتى خياشم أنفه. إنه يحارب قيم الإسلام و أخلاقه الحضارية السمحة و مقاصده السنية العليا ، لكنه في نفس الآن يسوّق للخرافات اليونانية و للأفكار الإلحادية و العوائد الجاهلية و الوثنية، و يشجّع على سلوك درب الرذيلة، ويريد من العرب و المسلمين أن يقعوا في مستنقع الإباحية و بركة الإلحاد الآسنة حتى يرضى عنهم و يكونوا عنده من المتحضرين! أدونيس الصنم ينسى أن دوحة الإسلام الكبرى و التي أخذت تورق من جديد في الربيع العربي،و التي تضم أكثر من ربع البشرية لا تشعر على أية ورقة نزل هو و زمرة إلحاده متطفلين، لقد هبت نسائم التغيير التي سوف تنفض رياحها المباركة غبار المتطفلين. فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
نوفمبر 2nd, 2011 at 10:58 ص