الأربعاء، 27 مارس 2013

حزب الله يدعم الديكتاتورية في سوريا /أحمد الرواس


 الثورة في سوريا تفضح حزب الله
كنت دائما أقول لأولئك الذين انخدعوا بحزب الله اللبناني، و وقعت عقولهم تحت أقدام آلته الإعلامية المغرضة ، إذا لم تكونواقادرين على القراءة ما بين السطور في الخطاب الإعلامي الطائفي لحزب الله  اللبناني فانتظروا حتى يجود عليكم الزمان بأحداث تتكشف لكم فيها حقيقة هذا الحزب الطائفي بكل جلاء وو ضوح لا لبس فيه. و لم يمض من الزمان إلا قليلا حتى ظهر تحيز هذا الحزب لأهل طائفته و وقوفه إلى جانبها حتى عندما تواطأت مع الصهيونية الأمريكية في العراق فلم نسمع من الحزب ولا من رموز هذا الحزب  أي انتقاد أو حتى  مجرد لوم لكبار أئمة الشيعة الذين تواطأوا مع الاستعمار الأمريكي في العراق و دافعوا عنه بكل استماتة، مثل السيستاني الحليف الرئيسي للاستعمار الأمريكي للعراق، و الهالكين باقر الحكيم وأخيه عبد العزيز الحكيم الذي تسميه أمريكا و بريطانيا بالحليف الرئيسي لها في العراق ، بل أكثر من هذا عندما قتل باقر الحكيم الذي جلب الاستعمار الأمريكي للعراق و دخله على ظهر دبابة الاحتلال ، و هو الذي كان من قبل يردد في شوارع طهران ذلك الشعار الزائف : الموت لأمريكا، فقد أقام حزب الله أكبر مراسيم تأبين و عزاء في تاريخه لباقر الحكيم، وخصه حسن نصر الله بخطبة طويلة مديدة  رفعه فيها إلى مقام الشهداء و أولياء الله الصالحين، و قال بأنه من العلماء العاملين! و أعرض تماما عن تنسيقه مع قوة الاحتلال الأمريكي و مساعدته في تهيئة الأرضية لها بين مقلديه و أتباع نحلته في العراق. كان ذلك بمثابة هزة قوية لكثير من المخدوعين فراجعوا حساباتهم و تنبهوا إلى مكامن الضعف في نفوسهم و عقولهم و التي منها نفذت سموم الالة الدعائية لهذا الحزب الطائفي فدمرت و عيهم الفطري و انساقت من ورائه تصرخ في غفلة و سط هيجة إعلامه المضلل.
ثم تلاحقت الأحداث، فوقعت في إيران هبات شعبية  ضد حكم الملالي الخرافيين  و ضد تلميذهم المريد الطائع أحمدي نجاد الذي يتقن فن الفرقعات الكلامية و قذائف الجمل الخطابية! التي تمحي إسرائيل من الوجود كما تمحي أحلام النوم  في الليل حقيقة الواقع في الصباح! فجند حزب الله آلته الإعلامية الممونة  من ملالي إيران، و تبنى خطاب التخوين كالعادة ضد أولئك المحتجين ضد القمع، و التزوير  و غطى بسرابيل آلته الدعائية الداكنة على كل تلك الدماء البريئة التي سالت في شوارع المدن الإيرانية،و اختصر الأمر كله في تلك الإسطوانة المشروخة و المملة : مثل المؤامرة الخارجية، و مؤامرة دول الاستكبار على الجمهورية! و أمسى آية الله كروبي الذي كانت تربطه علاقة وطيدة به مجرد عميل للخارج، نفس الشيء عن د.مير حسين!.
 بعد موقف قناة المنار لسان حزب الله الناطق و المتحاملة على المتظاهرين في إيران، فطنت زمرة من باقي المخدوعين و حررت نفسها من خطر التدحرج إلى الهاوية مع جوقة المخدوعين، و إذا بها، إذ استنقذت نفسها،  ترى الحقيقة أنصع بياضا من الشمس، و هي أن قناة المنار إحدى أكبرقنوات الخداع المدروس و صناعة الكذب في المنطقة. و تلاحقت الأحداث، فظهرت الثورة في مصر فجندت القناة نفسها ضد نظام مبارك الذي –كما يقول المصريون- كانت الحسنة الوحيدة التي فعلها للمصريين خلال حكمه هو أنه تنبه أخيرا إلى خطر انتشار التشيع الرافضي بين المصريين!  و قد غاظ شيعة حزب الله موقف مبارك المتصدي لتلك المحاولات، فحملوا عليه خلال الثورة كما لوكانوا مستبشرين بتلك الثورة، بل حاول حزب الله أن يركب موجتها يوم أن صرح في إغراض و ريبة فاضحة أنه مستعد لمساعدة المصرين! فقابل المصريون ذلك باستهجان عظيم في ميدان التحرير.
ثم جاءت ثورة الشيعة في مملكة البحرين، فجندت المنار كل طواقمها، و شحذت كل أسلحتها الدعائية، بل وجندت أيضا مختبرات استديوهاتها لدمج الصور الواردة إليها عن طريق عملائها في البحرين، ودبلجتها، و توضيبها بما يخدم هدفها، و ترتيب عرضها بشكل يوحي بهول مجزرة رهيبة  وقعت في البحرين! بحيث يخيم على المستمع و هو واقع في أسر هذه القناة المغرضة،إيحاء ثقيل بأن شعب البحرين يتعرض للإبادة الجماعية من طرف قوات الأمن البحرينية و الجنود السعوديون و الإماراتيون! مع أن أحدا منهم لم يشارك في ذلك و لم يحتك بالمتظاهرين أصلا، و بسرعة يتم تزييف الحقائق، و يتم الإعراض عن كل صور العنف الذي يمارسه شيعة البحرين على رجال الأمن البحرينيين، الذين قتل عدد منهم و بترت أطراف آخرين بالسيوف، كتلك الصورة التي تظهر أحد الثائرين من الشيعة و هو يسرع نحو رجال الأمن بسيارة رباعية الدفع بسرعة جنونية و يصدم عددا منهم. أو تلك الصورة التي تظهر كمية الحقد الذي يحمله بعض الروافض على أهل السنة هناك حيث قام مجموعة من الثائرين الشيعة بدوس رجل شرطة بحريني ثم تعاقبوا على سحق جسده تحت عجلات سياراتهم الرباعية مرارا و تكرارا حتى تمزق. فجاءت المنار لتزعم بشكل فاضح في تحليل متكلف، كتكلف تحليل صور الأكذوبة التي عرضها حزب الله على أنها لطائرات التجسس الإسرائيلية فوق ببيروت و هي تركز على المنعرجات في الطريق الساحلي!!!و التي يبدو أنها أحرجت حتى أقرب المقربين من الحزب فلا يجرؤاليوم أحد منهم حتى على ذكرها ، أقول زعموا أن ذلك الشرطي لم يكن شرطيا، و إنما هو رجل من المعارضة!؟
ثم جاءت الفضيحة الكبرى و هي أحداث  الثورة السورية، و ما أدراك ما الثورة السورية..و إنني أدعو كل الذين يريدون أن يشاهدوا آخر فصل في سلسلة السقوط الإعلامي و تحيز حزب الله الفاضح  لنظام الديكتاتور  السوري، فليصبرنفسه قليلا أمام شاشة المنار ! فالأمر قد يكون مسليا ومضحكا بالنسبة للذين تتسم نفوسهم بروح الدعابة، أما بالنسبة لمن عندهم مشكلة الضغط من الغيورين على ذبح الحقيقة، فإن نشرات المنار بشأن ثورة سوريا هذه الأيام قد تزيد الأمر استفحالا بالنسبة لصحتهم!!
العالم اليوم أجمع على أن النظام السوري ما هو إلا أحد الأنظمة القمعية الدموية التي تحصد أرواح المحتجين السلميين، و تتعمد تزوير الحقائق و نشر الأكاذيب و تخوين الشرفاء، فقد بادر النظام السوري إلى إطلاق رصاصه على المتظاهرين فقتل منهم العشرات في درعا و صنمين، و الرقة و الآذقية و حماة  و دمشق  و مناطق أخرى كثيرة، و قد أقدم انظام السوري الشمولي على هذه المجازر عن سابق تخطيط و ترصد، فقد أقدم يوم الخميس الماضي و الصباح الجمعة بمنع الصحفيين العرب و الأجانب  من زيارة مدينة درعا و أرغمهم على التوجه بعيدا و بعد ساعات من ذلك قامت أجهزة القمع السورية بقتل العشرات في تلك المدينة و جرح المآت!!
و استمر النظام السوري كالعادة في تلفيق التهم فادعت أن هناك عصابة مسلحة هي التي احتلت المسجد العمري و قتلت المعتصمين، و رددت المنار نفسالأكذوبة و هي تعلم زيفها، ثم قالت فيما بعد أن المحتجين قد هجموا على المقارات الأمنية بأسلحتهم فدافه الشرطة عن أرواحهم! فرددت المنار نفس الأكذوبة و هي تعلم.
ثم ادعى النظام أن جماعة مسلحة أخرى ظهرت هذه المرة في الاذقية و قامت بقتل المؤيدين لبشار الأسد و حاولت نشر حرب طائفية بين سكانها و كذلك رددت المنار و هي تعلم كذب كل ذلك.
و قد تابعت نشرة  الثالثة و النصف لقناة المنار الإخبارية من يومه الأحد فتعجبت لجرأة هذه الطائفة على الكذب البواح و الاستخفاف التام بعقول ضحاياها من البسطاء و المخدوعين، و انضمامها تماما لنظام الجلاد الأسد ضد شعبه المفقر و المظلوم منذ عهد أبيه الأسود. في هذه النشرة ركزت القناة على مبادرة بشار الأسد و وعوده بالإصلاح، متهمة المحتجين بأنهم يعملون لجهات خارجية فهم مجرد طوابير داخلية للجهات المتربصة بسوريا، و أن ما يجري هو فصول من المؤامرة على سوريا لدعمها للمقاومة!! كما ركزت على أن الهدوء يعم سوريا، و أن فلول المحتجين قد غمرتها سيول المؤيدين، و لاحظت أن النشرة على طولها لم تتضمن سوى صور للمؤيدين سواء الذين أخرجهم النظام داخل سوريا أو داخل لبنان، و لم تظهر القناة أية صور أو لقطات أفلام للمحتجين السلميين، إلا صورة واحدة تظهر فيها بعض الأدخنة المتصاعدة في مكان مفتوح في ضواحي درعا! و اتصلت القناة بمراسلها في دمشق أنس الأزرق ليؤكد لها أن هناك مؤامرة لإشعال نار الطائقية في سوريا و خصوصا في الاذقية!!. ثم تسأله المذيعة الحاذقة عن الجهات التي تعمل على إثارة هذه القلاقل و أعمال العنف الطائفي في سوريا، فلم يتردد المراسل النزيه! من توجيه الاتهام لأعداء حزب الله في لبنان، و قال إن الذين حاولوا اتهام سوريا باغتيال الحريري هم أنفسهم الذين قاموا باغتيال المواطنين المؤيدين للنظام لاسوري في الاذقية و هم الذين لهم المصلحة في إذكاء نار الفتنة في سوريا، ثم ركزت لاقناة على مجموعة قلليلة ممن قالت إنهم مؤيدون للنظام السوري و هم يجوبون بعض الأزقة في بيروت و قالت بأن البعض من الحاقدين على سوريا قاموا بتعويق مسيرهم و الاعتداء على جموعهم! و كل تلك الصور العديدة جدا و التي عرضتها مختلف القنوات العالمية و العربية للشعب السوري وهو يتظاهر سلميا في مختلف أنحاء سوريا لم يظهر لها أثر في قناة المنار الرئيسية.
إن الذين ما زالوا يجهلون خبث هذه القناة و عمالتها الكلية لأنظمة القمع سواء في إيران أو سوريا، و معاداتها للشعوب المستضعفة في مثل هذه الدول، أنصحهم باستعمال ملكتهم العقلية و لو قليلا وهم يشاهدون نشرات هذه القناة أو قنوات مشابهة مثل القنوات الإيرانية و العراقية الرسمية إلا إن كان يؤذيهم رؤية الحقيقة و هي تغتال أمام أعينهم بدم بارد.
الشعب السوري المنتفض كان يدرك دائما أن جماعة حزب الله تمالئ سلطة القمع السورية على تطلعاته،و أنها لم تقف يوما مع مطالبه، و ما اصطفت يوما إلا في صف جلاديه، و لم تطالب يوما بإطلاق سراح من يرزحون في أقبية التعذيب في سجونه من المعتقللين السياسيين منذ عهد أبيه، و لم يكن حزب الله يوما إلا ملمعا لصورة الطغيان الطائفي  في سوريا، و حتى يوم قام حافظ الأسد بإبادة أكثر من 30 ألفأ من الأبرياء في مدينة حماة لم يكن شيعة لبنان في منظمة أمل و حزب الله فيما بعد إلا مرددين لعبارات التخوين التي كان ملالي إيران يرددونها ضد الأبرياء. في ضوء هذه المواقف العدائية المنافقة  
كان الشعب السوري المنتفض يردد فيما يردد شعارا يقول :
لا إيران و لا حزب الله  بدنا مسلم بخاف الله! رددت هذه الشعارات في أكثر من مسيرة و قد نقلتها الجزيرة و العربية و غيرها. و من يرى تواطؤ حزب الله و تعاونه مع النظام الشمولي العسكري الانقلابي في سوريا لا يعجب أبدا لمثل هذه الشعارات التي يرفعها الشعب السوري اليوم. و لن نستغرب إذا سمعنا في مستقبل الأيام انضمام أفراد حزب الله إلى قمع المتظاهرين في سوريا. 

في 28 مارس 2011



2 تعليق على “حزب الله يدعم الديكتاتورية في سوريا /أحمد الرواس
1.       http://www.gravatar.com/avatar/ad516503a11cd5ca435acc9bb6523536?s=32assan قال:
أغسطس 10th, 2011 at 3:40 ص
قلوبنا في المغرب العربي كلها مع الشعب السوري الحر الكريم الذي استطاع أن يزلزل أركان أعتى دكتاتورية في الشرق الأوسط…لقد انفضحت نوايا حزب الله وإيران وكشفوا عن وجههم الطائفي …لا يهتمون إلا بالطوائف الشيعية …الشعب السوري سينتصر على الطاغية بإذن الله ….
الشعب السوري العظيم لا بد منتصر بإذن الله، و لسوف يأتي اليوم الذي يرمى فيه نظام بشار الشمولي الطائفي في مزبلة التاريخ، لن يكون مصير نظام بشار الطاغية بأحسن من مصير كل طاغية مبير، لقد فقد هذا النظام و رموزه الطائفيون كل مصداقية لحكم سوريا. لقد بدأ العد التنازلي لطغاة الشام و يوشك أن يحتفل الشعب السوري بحريته و تحتفل معه الإنسانية بزوال ركن من أركان الشر و الهمجية في العالم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق