معجزة إخبار القرآن بتوسع الكون
من حقائق الكون التي تحدث عنها القرآن الكريم حقيقة اتساع الكون وعدم ثباته مند وجوده فالقرآن الكريم يقول في سورة الذاريات 47 : "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ"
فالآية تتحدث عن قدرة الله التي أوجدت الكون …والمقصود بأيد \ بقوة \ وعظمة وإنا لموسعون هكذا بصيغة اسم الفاعل الدال على التجدد والمضارعة في إشارة لا يخطئها الفهم تدل على أن فعل التوسيع هو فعل مستمر دائب ..والآية ترسم أمام مخيلتنا صورة للكون يبدأ من نقطة ما في الماضي – والسماء بنيناها – بصيغة الماضي ثم إن هذا الكون منذ نشأته وهو في اتساع مستمر،
و قد بلغت هذه الحقيقة القرآنية حدا من الوضوح جعلت كثيرا من المفسرين القدامى يفسرونها على ظاهرها و كأنهم يتحدثون في القرن الواحد و العشرين .و هاكم نموذج هو تفسير بن كثير الذي عاش في القرن السابع يقول : وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ.
…"يقول تعالى منبها على خلق العالم العلوي والسفلي" والسماء بنيناها " أي جعلناها سقفا محفوظا رفيعا " بأيد " أي بقوة قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والثوري وغير واحد " وإنا لموسعون " أي قد وسعنا أرجاءها ورفعناها بغير عمد حتى استقلت كما هي ."
و لكن ابن كثير لم يشر إلى سر أن ينتقل الخطاب في سياق واحد متصل من صيغة الماضي في : بنيناها ، إلى صيغة اسم الفاعل في : لموسعون، و هو معذور في ذلك فالاكتشافات العلمية أيامها لم تكن تواكب ما أخبر به القرآن من حقائق .وكان من شبه المستحيل على أي كان أن يسبق زمنه فيعلن عن اكتشاف توسع الكون .
وهذه الحقيقة القرآنية ظلت طي الغيب قرونا عديدة حتى أماطت الاكتشافات العلمية اللثام عنها. فكيف بدأت قصة اكتشاف اتساع الكون ؟
تعود بوادر هذا الاكتشاف إلى العالم النمساوي دوبلر Doppler
الذي لاحظ أن الذبذبات الصوتية المنبعثة من قطار سريع تصل لراصدها في نقطة ما ثابتة بتتابع متكاثف يقوى إلى أن يصل إلى أقصاه عند توازي القطار مع موقع الراصد. فإذا ما غادر القطار تلك النقطة ارتدت تلك الذبذبات من القوة إلى الضعف عكس الشطر الأول، ثم فيما بعد لاحظ في بحوثه أن الموجات الصوتية تتصرف بسلوك مشابه، فهي حين تكون متوجهة إليك- أي أنها تنطلق من مصدر متوجه نحوك- فإن موجاتها تتزاحم لتميل إلى الطيف الأزرق- أو ما يسمى ب الزحزحة الزرقاء في الطيف الضوئي ..أما إذا كانت تتجه بعيدة عنك فإنها- في هذه الحالة- تميل إلى اللون الأحمر، وتنحاز إلى الطيف الأحمر. وبهذه الطريقة ولدت للوجود آلية قياس المسافات النائية في الكون، وأمكن للعالم النمساوي دوبلر ان يستنتج أن بعض المجرات هي في الواقع تتباعد عنا.( أنظر نموذج 1)
ثم جاء بعده سليفر Slipher فأكد نفس الحقيقة. وفي 1925 تمكن من رصد 40 مجرة تتباعد عن بعضها البعض، ثم أعقبهما العالم الفيزيائي الأمريكي الشهير إدوين هوبلEdwin Hubble1929 والذي أكد أن سرعة تباعد المجرات عن بعضها ، أو عن مجرتنا درب التبانة يتناسب طرديا مع بعدها عنا ..وبالتعاون بين هوبل وميلطون هوما صون Milton Hummason الذي كان يعمل معه في مرصد جبل ويلسون بكاليفورنيا قرارا هذه الحقيقة ودللا عليها في بحث نشراه في سنة 1934 وكان هابل أول من اكتشف أن توسع الكون توسع متسارع ، أي انه ليس بوتيرة ثابتة بل تزداد مكانا وزمنا.
ومن أعظم مظاهر الإعجاز في القرآن الكريم أن ترد فيه إشارة واضحة إلى هذا الاكتشاف. و الحق فإن المرء ليندهش وهو يجمع بعض آيات الكتاب الذي تصف لحظة خلق الكون وصيرورته إلى بعضها البعض ،ثم يقارن ما بينها وبين ما وصل إليه العلم الحديث ليكتشف تطابقا وتكاملا تامين! بالرغم من أن كيفية خلق الكون من العدم تظل غيبا لا يستطيع الإنسان تصوره على حقيقته، ولكنه يستطيع عقله لأنه ليس هناك من أي احتمال آخر. فالاسترسال إلى ما لا نهاية فكرة مخالفة للعقل أصلا. إ لا أن صيرورة الكون بعد الخلق تتماشى فيه الاكتشافات الفلكية الحديثة مع ما ذكر في القرآن الكريم ..
وهذه جولة سريعة في تطور الكون حسب ما توصل إليه علماء الاختصاص بعد عشرات بل مئات السنين من البحث ..:
توصل العلماء اليوم إلى أن الكون وجد عند نقطة زمنية محددة تعود إلى ما قبل 13.7 بليون سنة – بعض التقديرات تصل بالرقم إلى 16 مليار سنة –
كان الكون- من قبل هذه الفترة- عبارة عن سحب كونية كثيفة، و دخان ممزوج بتراب كوني تحت ضغط كوني هائل، أدى إلى انفجار عظيم ،هو ما يسمى ب بيغ بينغ Big Bang وهذا الانفجار هو الذي يضع البداية للكون الذي نعرفه.
أنظرنموذج2
( نموذج 2)
أمست هذه النظرية بمثابة حقيقة علمية بعدما أيدتها جميع التجارب والأبحاث الفيزيائية و الكشوفات الكونية .
كان آخرها مشروع ما سمي ب: مصادم هادرون الكبير المرموز له ب: LHC أو :Large Harold Collieder و الذي قامت به : (المنظمة الاوربية للابحاث الذرية European Organization for Nuclear research بين فرنسا وسويسرا تحت جبال جورا والالب قرب مدينة جنيف، وشارك فيه أكثر من 10.000 عالم ومهندس من 100 قطر من أنحاء العالم ومئات من الجامعات والمختبرات بهدف التكهن بفيزياء الطاقة العالية. و المشروع – قبل تعثره كان يهدف إلى تقليد مخبري للإنفجار العظيم ، و الذي انطلق في جومن مخاوف بعض العلماء إلى أن تؤدي هذه التجربة التي امتدت في نفق طوله 27 كيلومترا بين فرنسا وسويسرا، أقول: مخاوف من أن يؤدي اعتباطيا إلى خلق ثقب اسود مصغر قد يودي بالحياة فوق الأرض! و ما يعبر عنه علماء الفيزياء الكونية بالانفجار العظيم له ما يؤيده عند كثير من علماء المسلمين في الآية 30من سورة الأنبياء: " أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي" فالآية تتحدث عن أن الكون كان في الأصل كتلة – مرحلة الرتق- ثم انفجرت انفجارا مدروسا و هو مرحلة الفتق. أما عن مرحلة الدخان فتشير إليه الآية 11 في سورة فصلت: " ثم استوي إلى السماء وهي دخان فقال لها و للأرض إئتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ،فقضا سبع سماوات في يومين وأوحى في كل السماء أمرها وزين السماء الدنيا بمصابيح و حفظا ذلك تقدير العزيز العليم"
ومنذ ذلك الانفجار والكون يتسع ويتسارع في اتساعه ،وقد قدر العلماء سرعة تمدد الكون بما بين 63000 في الثانية و 272000 كيلو في الثانية! وهذه السرعة تقارب سرعة الضوء كما جاء في موقع د راغب زغلول النجار. ويقدر علماء الفيزياء الكونية أن الكون سيظل يتمدد إلى أن يصل إلى نقطة حرجة فيعود إلى الانكماش على ذاته في حركة رجعية ،ومن ثم يتجمع أجزاؤه وتندمج مجراته ليصبح كتلة واحدة تنضغط فيتولد ضغط هائل كما كان من قبل الانفجار. ويرى الدكتور زغلول النجار أنه- وبعد الانكماش سيعود الكون إلى الانفجار مرة ثانية – كما بدأنا أول خلق نعيده ، ثم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات.لنبعث على أرض غير هذه الأرض. لكني أقول بتواضع إن ذلك يبقى علما بالغيب فلا أحد يوقن بما يريده الله لهذا الكون، ومتى يأذن الله بزواله أو تبديله ،ولا يمكن بحال التنبؤ بإرادة الله من خلال قراءة الصيرورة الفيزيائية للكون ، فلو أراد الله للشمس مثلا أن تنكدر أو تنفجر و بالتالي إنهاء الحياة في مجموعتنا الشمسية لفعل ذلك في أية لحظة ، رغم أن التقديرات الفيزيائية تدل على أنه ما يزال للشمس حوالي 4 بلايين سنة من التفاعلات النووية قبل أن تستهلك وقودها من الهيدروجين. فنهاية الكون أو بقاؤه متعلق بإرادة الخالق و ليس بالصيرورة الميكانيكية للوجود الفيزيائي للكون.إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.
إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده.
قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون.
و عندما نتأمل في بعض آيات القرآن ذات الصلة ، و نتأمل مليا في الصورة التي ترسمها لنا نجد تكاملا بين العلم و القرآن و انسجاما تاما ما بين آياته في الأنفس و الآفاق و آياته المبثوثة في الكتاب المبين.
فعن التوسع الكوني expansion of the universe يقول القرآن الكريم :
" والسماء بنيناها بأيد و إنا لموسعون"
و عن مرحلة كان الكون فيها دخانا يقول القرآن الكريم :
" ثم استوي إلى السماء وهي دخان"
و يقول أحد كبار علماء الفيزياء الكونية الدكتور و ينبيرغ Weinberg في كتابه :
The First Three Minutes, a Modern View of the Origin of the Universe:
ص 94-108 أو: الثلاثة دقائق الأولى، نظرة حديثة لأصل الكون .
يقول :
The science of modern cosmology, observational and theoretical, clearly indicates that, at one point in time, the whole universe was nothing but a cloud of ‘smoke’ (i.e. an opaque highly dense and hot gaseous composition, .
"إن علم الفلك الحديث، النظري منه والقائم على الرصد يدل بوضوح و جلاء أنه في نقطة زمنية محددة لم يكن الكون فيها سوى سحابة من دخان."
وعن عودة الكون نحو الانكماش مرة أخرى، و شكل هذا الانكماش يقول القرآن :
"يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده."
و من مرادفات الكتاب : الرسالة والبريد ، و قد كانت الرسالة فيما مضى عبارة عن ورقة تلف بطريقة عصوية ثم تربط من نطاقها و تبعث ، فإذا أراد قارئها الاطلاع على محتواها فك نطاقها فتتوسع بشكل تضخمي و زاد حجمها .و قد أظهرت المراصد الفلكية العملاقة،مثل المرصد الفضائي هابل.( أنظرشكل 3)
أو غيره من المراصد سواء في جبل ويلسون بكاليفورنا أو تلك الموجودة في أريزونا أوهاواي أن كثيرا من المجرات تأخذ شكلا حلزونيا ،تعرف باسم المجرات الحلزونية : Spiral Galaxies و تشبه تماما شكل الرسالة الموصوفة سابقا إذا نظرت إليها من الجانب الأفقي. أنظر شكل 4.و 5
شكل 4 و5
و غني عن البيان أن القرآن ليس مرجعا علميا في الفيزياء أو الكيمياء أو علم الفلك أو الطب! بل هو كتاب هداية للبشرية ، و نور تهتدي به في ظلمات بحر العقائد و الأيديولوجيات الضالة حتى تصل إلى بر الأمان و السلام الذي هو رضا الله الخالق .و لكنه –مع ذلك- قد تضمن مآت الإشارات العلمية الدالة على قدرته تعالى و حكمته ، منها ما لا يصعب على الإنسان العادي أن يدركه، و منها ما يحتاج إدراكها إلى العلماء الباحثين و الراسخين في كثير من الاختصاصات العلمية . فالقرآن كما يحث الناس على تدبر آياته المسطورة في الكتاب المبين، فهو في نفس الآن و بشكل متوازي يحثهم باستمرار على التدبر في آيات الكون ، و آيات الأنفس والآفاق . لأن المحصلة من البعدين واحدة، و هي معرفة الله و الإقرار بوحدانيته ،وابتغاء رضوانه ولذلك فإننا نجد أن القرآن - وبعد أن أشار إلى مجموعة من آياته في الكون والأنفس و الحيوان -قال عقب ذلك : إنما يخشى الله من عباده العلماء .في إشارة لا يخطئها الفهم أن ما بث الله في هذا الكون الفسيح من بلايين البلايين من الآيات كفيل بمن يعيها ويتدبرها أن تهدي نفسه إلى خشية الله .تدبر هذه الآيات:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ *وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر: 27-
و القرآن الكريم تضمن أكثر من ألف آية في الإشارة إلى حقائق هذا الكون و ما بث فيه من دابة. و من هذه الحقائق حقيقة اتساع الكون موضوع هذه الحلقة من إعجاز القرآن الكريم . هذه الحقيقة أشار إليها القرآن الكريم قبل أكثر من 1430 سنة بينما لم يبدأ العلم في اكتشافها إلا في مرحلة متأخرة، بدايتها كانت في العشرينات من القرن الماضي ، كما أسلفت، و ما يزال علماء الفيزياء و الفيزياء الكونية يدرسون هذه الحقيقة ويتوسعون فيها . و غني عن البيان أن ألبرت أينشتاين الفزيائي الألماني المشهور، بنى نظريته النسبية، التي أحدثت منعطفا في علم الفيزياء و الفيزياء النظرية، بناها على هذه الحقيقة التي أشار إليها القرآن ،حيث قال إن جميع القياسات التي تؤخذ للكون من حولنا هي قياسات نسبية نظرا لعدم ثبات المجرات و الكواكب والنجوم في أماكنها ، بل هي تتباعد، و بالتالي تختلف القياسات من زمن إلى زمن. كما أن الضوء الذي يصلنا من المجرات و النجوم البعيدة لا يصلنا بشكل مستقيم ، كما افترضت له المعادلات الرياضية السابقة بل هو يتعرج وينحني بمروره بجوار ما يسمى بالثقوب السوداء التي هي عبارة عن مقابر سحيقة للنجوم المستهلكة ، و هذه الثقوب السوداء تضم داخلها كثافة مخيفة بحيث تفوق كثافة الشمس بأكثر من مليون مرة، ومن هذه الكثافة الخرافية تولد جاذبية مخيفة تجذب إليها كل ما في الجوار، بل حتى الضوء على خفته وسرعته البالغة 300 ألف كيلومتر في الثانية لا يستطيع مغادرة هذه الثقوب، فكل نجم وقع في دوامة هذه الثقوب السوداء تبتلعه هذه الثقوب و تبتلع نوره. و هذه الثقوب السوداء ما تزال تكتنفها الأسرار، وما يزال العلماء يبحثون في أصل نشأتها وكنه مركزها الذي يستعصي على المعرفة. فأي شعاع ضوء يمر في جوار هذه الثقوب يتعرض للانحناء إن لم يكن للامتصاص ! وبالتالي فالمسلمة الفيزيائية التي تقول بأن الضوء دائما يسير في اتجاه مستقيم لا تصلح قاعدة يعتمد عليها في الكون! بل و اكتشف العلم الحديث ما هو أعجب من الثقوب السوداء ، اكتشف ما يدعى بالثقوب السوداء الخارقة الكتلة أو :
Supper massive blackhole S MBH والطريقة التي ابتكرها الفيزيائيون لمعرفة هذه الثقوب السوداء هي آلية ما يمكن ترجمته ب : التشتيت البؤري للجاذبية أو :
Gravitational Distortion Lensing و هذه الآلية الجديدة باختصار تدرس مدى التشوه الذي يحدث لأشعة الضوء بفعل الجاذبية المخيفة لمثل هذه المناطق المظلمة في الكون! فمن خلال تطعين الحواسب العملاقة بمعطيات رياضية معينة يمكن لها حساب مدى قوة لجاذبية و مداها في هذه الثقوب السوداء التي ألهمت كثيرا من محبي الخيال العلمي فتصوروها مداخل للعودة إلى الماضي أو السفر للمستقبل !! كما في فيلم : Star Trek و فيلم : Minutemen .
الموضوع يطول وقد تكون لي عودة إليه بحول الله و لكني كخلاصة أقول :
إن مسألة توسع الكون ليست نظرية خيالية بل أكاد أجزم أنها أصبحت حقيقة علمية ، ولذلك فلا حرج من الميل في تفسير تلك الإشارة القرآنية الواضحة بهذه الحقيقة العلمية ، فالقرآن جاء لكل زمان ومكان ، و خاطب المعتزين بالفصاحة وتحداهم أن ياتوا بمثله أوبسورة من مثله، و يخاطب المعتزين بالعلوم البحتة و المستغنين بها و يتحداهم أن يثبتوا أنه ليس من عند الله. " قل لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا". و أنى لمحمد ص الذي وجد في فترة كانت مثل هذه العلوم الكونية ما تزال كسيحة مقعدة لا تبرح الخرافة والأساطير، سواء تلك التي ورثها العالم من أساطير الإغريق ، وآلهتها العديدة التي جعلتها نجوما و كواكب ، و شهبا،و فصولا، وجمالا و قبحا، أو تلك التي حاكها وثنيوا شبه الجزيرة العربية عن الكون من حولهم في سماء الربع الخالي .أنى له بمعرفة كل هذه الحقائق المبهرة عن الكون و التي تعد بالمئات في القرآن الكريم.
و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى .
للمراسلة و الاستفسار
0 التعليقات:
إرسال تعليق