بين محمد الدرة الفلسطيني و حمزة علي الخطيب السوري
الصور لفظاعتها تدمي القلوب، و يتعجب من يراها من مدى ما يمكن أن تنحدر إليه بعض الأنظمة الاستبدادية و التسلطية، و مدى استعدادها للمضي قدما في درب الجرائم ضد الإنسانية.
إن ما يحدث اليوم في سوريا يمكن أن يسمى بالأحداث المعيارية،أي أنها تفضح وحشية النظام الذي يقوم بها، و تفضح الطبيعة الوحشية لرأس النظام الذي يسمح بها و يستمر في التعمية عليها، و تفضح وحشية من يتستر عليها مثل النظام الإيراني، و تفضح الطبيعة الغادرة لحزب الله و أمينه العام الذي يستخدم كل حيل المكر و الخديعة في محاولة التستر على تلك الجرائم البشعة ضد أفراد الشعب السوري، و يتكالب عليه بتكثيف الأكاذيب و الخداع و الترويج لأسطوانة المؤامرة الخارجية، و الجماعات الأصولية، و لا ينسى حسن نصر الله أن يعرج على قوى 14 آذار!!
إن حزب الله يقول لكل من تأخر بهم ركب الانخداع، و خلفوا مع السفهاء ممن لم يبلغوا الرشد السياسي بعد أنه مستعد للتستر على إبادة أي شعب عربي مسلم سني إذا ما كان صراع ذلك الشعب مع حليفه في المذهب و السياسة!
لم يكتف حسن نصر الله أن غرز خنجر غدره المسموم في خاصرة الشعب السوري الفقير و المستضعف باختياره الإعلامي لدور كانس الدم المسفوح في مسرح الجريمة، و رش العطر المخدر!من الدعايات المضادة، بل يشارك بالفعل في قمع المظاهرات بوحشية لم نعهدها إلا عند فرق الموت الشيعية في العراق. فقد أكد أكثر من مصدر منه جريدة السياسة الكويتية، أن حسن نصر الله يزود النظام السوري بالمقاتلين من حزب الله، كما زود من قبل بهم النظام الإيراني الذي قمع المحتجين في المدن الإيرانية. و تذكر الأخبار أن الذين أظهرهم النظام السوري على أنهم أفراد سوريون قتلوا في كمين عند عودتهم من لبنان لم يكونوا في الواقع سوى أفراد من حزب الله مدججين بالأسلحة كانوا متجهين إلى قتل المتظاهرين في المدن السورية.
لا أظن أنه سبق لأحد من الناس أن خدع العرب في تاريخهم الأخير مثلما خدعهم حسن نصر الله! فقد استغل استعدادهم الفطري للوقوف مع كل ما يسمى بالمقاومة و انساقوا معه، و مع كل أطروحاته الصادق منها و الكاذب، واستطاع حسن نصر الله بدهائه السياسي المعهود أن يحشر كثيرا من المغفلين في صفه في صراعاته السياسية بلبنان، و جندهم أبواقا ضد خصومه، فكرّه إليهم منهم من شاء و سوده في أعينهم، و حبب إليهم من بيادقه و رجاله من شاء و حببه إلى نفوسهم المهزوزة!
لقد ظهر حسن نصر الله على حقيقته أكثر من أي وقت مضى، فمفاهيم المستضعفين و المستكبرين الذين صدع رؤوسنا بها لا واقع لها في عرف هذا الحزب و أمينه إلا إذا تعلق الأمر بأتباع نحلته الشيعية الإثناعشرية، فقد سبق لهذا الحزب و لولية نعمته إيران أن تستروا بل و تكالبوا على 40 ألف شهيد و شهيدة أبادهم الهالك حافظ الأسد، و قالوا عنهم بأنهم عملاء الصهيونية، و اليوم يكرر التاريخ نفسه، و ها هو حزب الله يقف مع القتل و الإبادة و السادية و الجرائم ضد الإنسانية التي يقوم بها النظام البعثي الطائفي السوري، و يخون في المقابل حركة الاحتجاج السلمية.
فهل بقي عذر لمن ما يزال مخدوعا في هذا الحزب الطائفي بامتياز، اللهم أزل غشاوة الخداع من أعين من تبقى من المخدوعين و فك عنهم العزلة التي أصبحوا فيها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق