الأحد، 24 مارس 2013

1/2 إيران و خيبة الأمل الكبرى أ الرواس


2/1  إيران و خيبة الأمل الكبرى/ الحلقة الأولى

عندما تفجرت الثورة الإيرانية في إيران قبل 31 سنة استقبل العالم الإسلامي ذلك الحدث التاريخي باندهاش ، سرعان ما تحول إلى إعجاب و تعلق أمل كبيرين ، و تحول عند البعض إلى نقلة فكرية و حتى عقائدية، نظرا للزخم الذي دفعت به تلك الثورة و للقوة التي أبداها رواد الثورة من المعممين على رأسهم الخميني !و نظرا لضخامة الشعارات التي كان يطلقها رجال الدين الشيعة من قبيل التحرر من الاستكبار العالمي، و نصرة المستضعفين في العالم ! و شعار الوحدة الإسلامية ، و التقارب المذهبي الذي سقط له عدد كبير من رموز أهل السنة مخدوعين بتلك الشعارات البراقة، و التي لم يعد بريقها الورق الذي زينت به.فتسابق رؤساء التيارات الإسلامية لمباركة الثورة " الإسلامية" ومنهم من قدم البيعة للخميني !و على رأس الذين انخدعو ببريق هذه الثورة جماعة الإخوان المسلمين !الذين ساهموا للأسف في نشر خديعة تقول إن نظام الجمهورية الإسلامية يعمل على الوحدة الإسلامية ، و نبذ الخلافات المذهبية، و احترام مذهب الغالبية من أهل السنة و الجماعة في العالم!
و نظرا لكثافة تلك الدعايات فقد صدقها عامة المسلمين في مختلف أنحاء العالم الإسلامي ! و بدأوا يبشرون ببزوغ فجر الدولة الإسلامية من إيران و بلاد فارس! و ألفيت البعض يبحث في التراث الحديثي و التراث الفقهي ما يؤيد هذه النظرة ، و روج حديث : لوكان الدين بالثريا لناله رجال من فارس! و نسي هؤلاء أن بلاد فارس كانت كلها على مذهب أهل السنة قبل 500 سنة فقط، وأنها حولت بحد السيف إلى اعتناق المذهب الإثناعشري، و أن ذلك القهر و الترهيب  ما يزال يمارس على من تبقى من أهل السنة و الجماعة في إيران حتى إبان الثورة و بعدها. لكن القليل فقط من الناس كان مستعدا في ذلك الوقت المحموم بأجواء الثورة  أن يفتح عينيه على الحقائق المرة ، و الجرائم التي كانت – وما تزال – تمارس على أهل السنة والجماعة في إيران سواء على العرب السنة في الأهواز، أو في بلوشستان، في في كردستان إيران أو غيرها من مناطق السنة .فقد أغمض الكل عيونهم في نشوة بانتصارات الثورة على المستكبيرين، و أغمضوا أعينهم متلذذين بألحان تلك الشعارات، و استكانوا في شلل لتلك الأماني الكاذبات التي فجر رجال الثورة ألعابها النارية في سماء الحالمين في العالمين العربي و الإسلامي. و الذي ساهم في استمرار تلك الخديعة التاريخية هو و قوف معظم الدول العربية إلى جانب صدام حسين في حربه على إيران و تأييدالغرب يومها لصدام في تلك الحرب المدمرة! ورغم أن صدام بدأ يطالب بوقف الحرب منذ السنوات الأولى بعد أن أدرك فشل مخططه الحالم في تقسيم إيران، و إسقاط نظام الحكم هناك ، إلا أن خميني و رجال الدين في إيران قد أصروا على استمرار تلك الحرب المدمرة لسنوات عجاف أخرى ، و أخذ نظام الملالي يبعث بمآت الآلاف من الأطفال إلى أتون تلك الحرب المدمرة ،فاندفعوا إلى الجبهة دون خيرة عسكرية تذكر، فالتهمتهم نيران تلك الحرب ، و أذابت رئاتهم غازات القنابل الكيماوية التي كان العراق يكثف من قصفها بتشجيع من الغرب !و كان الملالي لا يهمهم كثيرا آلاف الشباب الذين يتساقطون صرعى تلك الحرب المدمرة! فهم في الواقع كانوا ينظرون إلى أولئك الشباب و الشيوخ على أنهم وقود  ضروري لاستمرار تلك الحرب موقدة إلى أن يتحقق لهم النصر المبين، و هو سقوط نظام صدام، و زحف الشيعة على الحكم و قيام دولة شيعية واحدة تضم إيران و العراق !تمهيدا لدولة صاحب الزمان المهدي ، المسجون – حسب ألأسطورة الإثناعشرية- في سرداب بسمراء في العراق.و ربما اعتقد كثير من عامة الشيعة الإيرانيين أن صدام هو الذي كان يمنعه من الخروج من ذلك السرداب! و يشترك الملالي مع العامة من الشيعة في قولهم عقب كل ذكر لاسم المهدي : عجل الله فرجه! و استمرت تلك الحرب المحرقة أكثر من 8 سنوات أهلك فيها الحرث و النسل ، و بلغت تكالفها مآت البلايين و هلك فيها أكثر من مليون إنسان، و عندما أدرك الخميني و من تحته من الملالي الشيعة أنه لن يكسب الحرب مهما ضحى بخيرة شباب إيران ، عندها أعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد ، و شبه قراره هذا بتجرعه لكأس السم الزعاف!و كان ذلك يوم 20غشت  سنة 1988 و لم يلبث الخميني إلا قليلا حتى مات يوم 3 يونيو 1989 بنزيف داخلي لم ينفع معه علاج.
و السؤال الآن هوما حققت إيران للمسلمين في العالم ، و ما ذا أبرزت من عظمة الإسلام في قوانينه و تشريعاته؟ في الجوانب الاقتصادية و السياسية، والاجتماعية ؟ عندما كانت إيران في الحرب كانت تعلق كل فشل اقتصادي ، أو تشريعي أو تنظيمي أو سياسي  على مشجب الحرب ! فلا التفات لغير الجبهة الحربية!  و لكن – وبعد مرور أكثر من 22 سنة على وقف إطلاق النار ، يتأكد لكل ذي بصيرة أن إيران لم يكن يوما في نيتها إقامة الدولة الإسلامية المأمولة لدى المسلمين ، و لكنها ومنذ اليوم الأول أسست لقيام نظام طائفي إثناعشري مغلق على ذاته.و هذا ما يفسر بوضوح انسداد الأفق الذي تعاني منه إيران و التخبط  التشريعي الذي يعيشه  مجتمعها، و الفتن الداخلية التي تهدد كيان إيران بالزوال القريب! فإيران اليوم تمثل استمرارا للنظام الصفوي على عهد إسماعيل الصفوي قبل 500 سنة ! فليس هناك أي انفتاح على المدارس الفقهية الأخرى ! وليس هناك أي إثراء للجهازالتشريعي بالغنى الفقهي لدى المذهب السني ! و ليس هناك أي تسامح مع المذهب السني، بل هناك قمع و اضطهاد، و محاربة لأهل السنة والجماعة.و يكفي أن يعلم القراء الأحبة أن أهل السنة و الجماعة من الإيرانيين لا يحظون بأية حقوق مذهبية على الإطلاق. و يكفي أن نعرف أن السنة في طهران ما يزالون يطالبون ببناء مسجد لهم في العاصمة طهران منذ أكثر من 30 سنة و السلطات الإيرانية تأبى عليهم هذا الحق ! فطهران هي العاصمة الوحيدة في العالم الخالية من مسجد لأهل السنة! فحتى اليهود توجد لهم بيعات و النصارى توجد لديهم كنائس عدة في طهران و باقي مدن إيران إلا أهل السنة فإنهم يمنعون من ذلك ، و هذا مؤشر يدلك على مدى التعصب المقيت الذي عليه ملالي إيران و رجال الحكم في نظام ما يسمى بالجمهورية الإسلامية تجاه مذهب اهل السنة ، وكأنهم يستشعرون خطر عودة إيران سنية كما كانت قبل أن يرغم أهلها بحد السيف على التمذهب بمذهب الرافضة بعد أن قتل  علماءهم .و مما يدل على تعصب علماء إيران أنهم ضمنوا دستور ما يسمى الجمهورية الإسلامية بندا يقول  - في المادة 12 من الدستور - : الدين الرسمي لايران هو الاسلام و المذهب الجعفري الاثني عشري ، ثم أضافوا جملة غريبة لا مثيل لها في دساتير الدنيا وهذه العبارة هي : و هذه المادة تبقي الي الابد غير قابلة للتغيير.

يتبع……..

0 التعليقات:

إرسال تعليق