الثلاثاء، 26 مارس 2013

ويل للمدخنين - أ الرواس


         تنتشر موجة رهيبة من التدخين في العالم الإسلامي اليوم مما يستدعي إعادة النظر في تعاطي المجتمع و الدولة و أئمة المسلمين و وعاظهم مع هذه الظاهرة الخطيرة و المميتة في المجتمعات الإسلامية و العالمية . و يحز في نفس كل غيور أن يعلم أن العالم الغربي، الذي أشاع آفة التدخين كعهده في إشاعة كل شاذ من الأمور ، أصبح يقل فيه عدد المدخنين، و يتجه بجد نحو التخلص من بوائقه، بينما يزداد الإقبال على هذه الآفة الخطيرة في العالم العربي و الإسلامي ! الذي يتلوا في كتابه : كنتم خير أمة أخرجت للناس. بما يجب أن يكونوا عليه من أسوة حسنة لباقي أمم الأرض .كما كان أسلافهم في الأجيال الأولى ، و لكن واحسرتاه فقد خلف من بعدهم خلف مشوه أضاعوا الأمانة الربانية المنوطة بهم و ضيعوا رسالتهم الحضارية، وانساقوا وراء إشباع نزواتهم وشهواتهم حتى لو تحقق لهم أن فيها هلاكهم ! تعتبر اليمن أكثر دول العالم الإسلامي تدخينا ، تليها تونس حسب بعض الدراسات ثم إذا أضفنا إلى هذه الطامة طامة القات المقززة للطباع السليمة انتصبت أمامنا كارثة اليمن الفكرية و الاجتماعية ، و الغريب أن يسمى اليمن بالسعيد! فتبا لهذه السعادة إذا كان مصدرها رزم القات و الجلوس لساعات في مضغه و تخزينه في الناحية اليمنى أو اليسرى من الفم حتى ليخيل إليك و أنت تنظر إلى المخزنين-كما يسمون في اليمن- كما لو كانوا يعانون من تورمات خطيرة في ضروسهم و فكاكهم .و يصعب عليك أن تستسيغ الأكل و أنت تنظر إلى تلك المناظر البشعة للمجترين و قد أحدث القات المخزن خللا في توازن اعتدال وجوههم ، ويرشح من فم المبالغين في التخزين سائل أخضر لعدم قدرتهم على التحكم في لعابعهم لانشغال شدقيهم في عصر أعشاب القات!و للقات مخاطر كثيرة فهو يسبب سرطان الجهاز الهضمي كما أنه المسئول الأول عن انتشار البواسير في اليمن إضافة إلى أمراض أخرى عديدة ومع ذلك يستمر اليمنيون في مضغه. ورغم أن السعودية تعتبر أقل الدول في العالم الإسلامي تدخينا 13% و تحتل المرتبة 23 عالميا إلا أن هذه النسبة التي تزداد بين العلمانيين الجدد في السعودية -هي نسبة غير مقبولة في بلد نزول الوحي ، و منطلق مشعل الهدى للبشرية. و تلي اليمن دولة اندونيسيا بنسبة تفوق 65% !! و ينفق الإيرانيون أكثر من مليار دولار على السجائر سنويا ! دون احتساب أنواع التدخين الأخرى مثل الرجيلة المنتشرة بكثافة في إيران. و دون احتساب تدخين مخدر الأفيون و الهيروين المستخرج منه و المنتشر في إيران على نطاق واسع و خطير، فقد ذكرت وكالة جازان نيوز: متابعة - عبدالله السبيعي :أن رئيس التعليم العام بإدارة شرطة آذربيجان الشرقي: تعتبر إيران حالياً أول بلد في العالم يستهلك المخدرات بالنظر لعدد سكانها وطبقا لتقرير المخدرات العالمي عام 2008 الذي اصدرته الامم المتحدة عن مدمني المخدرات في العالم، توجد في ايران اعلى نسبة من المدمنين في العالم، اذ أن 2.8 في المائة من السكان الذين تزيد اعمارهم عن 15 سنة مدمنون على نوع من المخدرات، والى جانب ايران توجد دولتان فقط في العالم تتعدى نسبة المدمنين فيهما 2 في المائة وهما موريشيوس وقيرغيزستان. واذا ما وضعنا في الاعتبار ان عدد سكان ايران يصل الى 70 في المائة، وان بعض الادارات الحكومية تعتقد ان عدد المدمنين يصل الى 4 ملايين شخص، فإن ذلك يضع ايران على قمة عدد السكان المدمنين في العالم على المواد المخدرة بما في ذلك الهيروين. و رغم أن إيران قامت ببعض الإجراءات العاجلة ،مثل حظر التدخين في الأماكن العامة، إلا أن ذلك لم يحد من عدد المدخنين الذي يتجاوز 30% ، خصوصا و أن كبار مراجع الشيعة من المدمنين على التدخين ، و ما زلت أذكر الصدمة التي أحسست بها أيام الإعجاب بإيران، يوم أن رأيت آية الله علي خامنئي المرشد العام في الجمهورية الإسلامية يدخن الغليون! لكني بعد بحث بسيط تبين لي أن رجال الدين الشيعة أغلبيتهم من المدمنين على التدخين!بل إن بعضهم تجرأ بإصدار فتوى تشجع على التدخين حتى في رمضان! كما فعل الراحل حسين فضل الله في فتواه المشهورة و التي زعم فيها أن التدخين لا يفطر في رمضان، ففي وسع المدخن أن يملأ دمه بما يشاء من الدخان و يعتبر في زعمه صائما!! و أذكر أنني و قبل سنوات كنت في زيارة لأحد المراكز الإسلامية في جنوب إسبانيا، و صادف وجودي زيارة قام بها نجل أبي القاسم الخوئي من بريطانيا و قد كان يجلس في المحراب ،و بعد الصلاة حدث بعض المجتمعين حديثا وديا، ثم أدخل يده في سلهامه و أخرج علبة السجائر و تناول سيجارة وهم بتوليعها لولا أن ضج في وجهه الشباب المغاربة الذين لم يعهدوا في مساجدهم ذلك و اعتبروه إهانة للمسجد، و كثر الهرج و المرج فانسحب الوفد أمام استنكار الجميع! وبين إيران الأولى في العالم في عدد المدمنين على المخدرات، و اليمن أولى بلدان العالم الإسلامي تدخينا و السعودية الأقل تدخينا تتفاوت النسبة صعودا و هبوطا بين هذه الرتب الغير مشرفة في العالم الإسلامي . أخطار التدخين منذ أن تأكدت مخاطر التدخين سنة 1960 قتل التدخين حوالي 60 مليون مدخن! و اليوم تقول منظمة الصحة العالمية أن 1 من بين كل 10 مدخنين يقتله التدخين! ورغم أن الأعمار بيد الله طبعا إلا أن الإحصائيات العلمية تفيد أن كل سيجارة تستقطع من عمر صاحبها 5 دقائق! و هي معدل الوقت الذي يستغرقه في تدخينها. فدخن ما شئت من عدد السجائر ،فكل سيجارة تولعها هي إيذان بنقص عمرك!!!

تفيد دراسات حديثة أن نسبة الإصابة بسرطان الرئة القاتل بين المدخنين تزيد بنسبة 20 ضعفا عن غير المدخنين! و أن أكثر من 7 ملايين يقتلهم الدخان سنويا في العالم و النسبة مرشحة للزيادة إلى 10 ملايين سنة 2020 .
أخطار التدخين علي المدخن:
• سرطان الرئة وسرطانات أخري.
• أمراض القلب والأوعية الدموية.
• الضيق الشعبي المزمن. التدخين وأمراض القلب والأوعية الدموية
• يزيد التدخين من ترسب الدهون بالأوعية الدموية مما يسبب تصلب الشرايين وما ينتج عنها من:
– قصور وجلطات الشريان التاجي للقلب.
– ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته.
– جلطات شرايين المخ ونزيف المخ.
– جلطات الرئة.
التدخين والجهاز التنفسى
• الجهاز التنفسي من أهم الأجهزة المعرضة لأخطار التدخين.
– سرطان الرئة:
• تزداد نسبة الإصابة بسرطان الرئة عشرون مرة في المدخن عن غير المدخن.
• وتدل الإحصائيات علي أن التدخين هو المسئول الأول عن الزيادة الرهيبة في نسبة الإصابة بسرطان الرئة. – الضيق الشعبي المزمن الذي ينتج من:
• الالتهابات الشعبية المزمنة.
• تمدد وتهتك أنسجة الرئة (الامفزيما الرئوية).
– يعاني المريض من سعال مستمر وضيق التنفس من أقل مجهود وعدم القدرة علي العمل والحركة.
– في المراحل المتقدمة يؤدى إلي فشل التنفس.
أمراض أخرى تنتج من التدخين:
– قرح المعدة.
– سرطان المعدة.
– سرطان الفم –
سرطان الحنجرة.
– سرطان المثانة.
– العقم في الرجال والنساء.
– المياه البيضاء (تعتم عدسة العين).
خطورة تدخين الأم أثناء الحمل أو تعرضها للتدخين السلبى
• قصور في نمو رئة الجنين.
• الموت المفاجئ للجنين أو بعد الولادة.
• نقص وزن الجنين.
• التأثير علي ذكاء الطفل.
• زيادة نسبة الإصابة بالأمراض النفسية والأزمات الربوية.
هذه بعض المعلومات العلمية عن أخطار التدخين ، و كمية هائلة من المعلومات و الدراسات و الإحصائيات المحلية و الدولية متاحة اليوم على الشبكة بكل اللغات لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد.و لكن المعلومات وحدها لا تردع المدخن الذي نخرت السجائر عزيمته الرجولية قبل أن تنخر رئته و أوعية دمه. أذكر أنني كنت أحدث بعض الأصدقاء في حفل عن مخاطر التدخين ، فتصدى لي أحد الشباب المدخنين و الذي لم تنقصه الصفاقة قائلا : هذه المعلومات قديمة و مكرورة! فارتأيت أن أوقف الحديث خوفا من الدخول في مهاترات! أما صاحبي المدخن فقد حسب أنه قد أفحمني!وولى بوجهه مستكبرا. من المؤسف أن أغلب دول الغرب تتجه اليوم لمحاصة التدخين و المدخنين، و تتعامل معهم كما لو كانوا مرضى بأمراض معدية يجب أن يحال بينهم و بين الأسوياء الأصحاء! حيث ظهرت تشريعات في الغرب تضيق الخناق أكثر فأكثر على المدخنين ، و أصبحت تضيق عليهم الأرض بما رحبت ، و تجدهم في بعض الدول الغربية يخرجون إلى العراء في البرد القارس و الريح الشتوي العاصف لكي ينفثوا سمومهم في أجسادهم،و فيما حولهم خارج الأماكن العامة التي أصبحت تحظر عليهم تسميم أجواء الآخرين. و أنا أعتقد جازما أن المدخن رجل أناني بالطبع، فهو لكي يشبه نهمه بسم النيكوتين يفرض عليك عنوة أن تستنشق سمومه ، و في الدول المتخلفة لا يستطيع المرء أن يجد مكانا نقيا من سحب الدخان المسمومة في المقاهي و القاعات، فثقافة احترام اختيار الآخر لم تبدأ بعد في أغلب الدول المتخلفة ، و ما يزال الجهلاء من المدخنين في هذه الدول ينتشون عجبا بتدخين سجائرهم أمام غير المدخنين!!غير مدركين -لجهلهم و قلة وعيهم أو قل لقلة أدبهم و انعدام طيب الأخلاق فيهم- ما يسببه دخانهم من إزعاج، و تقزز بالنسبة لمن يكره رائحته! بله مخاطره على الآخرين. فأولى لهم أن يعوا آثار التدخين السلبي الذي تفيد بعض الإحصائيات أن مئات الآلاف يفقدون أرواحهم بسببه في العالم . ففي الولايات المتحدة وحدها يموت أكثر من 2000 شخص سنويا بسبب التدخين السلبي ، هؤلاء ليسوا مدخنين و لكنهم يضطرون إلى الجلوس مع المدخنين! إما في العمل أو في البيت.حيث تفيد الدراسات الحديثة أن نسبة إصابة الزوجة المتزوجة بمدخن بسرطان الرئة الخبيث ترتفع ب 20% عن نظيرتها المتزوجة من زوج لا يدخن.و لذلك فتزوج الفتاة من مدخن هو في الواقع مخاطرة بحياتها و حياة أولادها، و إني هنا أقدم نصيحة لكل فتاة أن ترفض الزواج إطلاقا من زوج يدخن، كما أنصح الآباء برفض المدخنين الذين يتقدمون لطلب يد بناتهم.فهو آخر خير يمكن أن يسدوه لفلذات أكبادهم قبل الزواج. فمعترك الحياة الزوجية يتطلب رجالا شجعانا يستطيعون القيام بأعباء الحياة و مواجهة الصعاب و التغلب عليها، و هذا لا يتوفر في غالبية المدخنين الذين لم يستطيعوا أن يقاوموا الانبطاح في مهانة أمام سيجارة حقيرة هي عبارة عن ملفوف من مئات السموم و الروائح الكريهة. عجبي ممن يطلع على ما يكشفه علم التشريح مما يخلفه التدخين من آثار مدمرة على مختلف أجهزة الجسم خصوصا الجهاز التنفسي و مع ذلك يستمر في التدخين!و لما كنت صغيرا كنت أتعجب من الروائح المنتنة التي كانت تنبعث من بعض المدخنين حين كان يجمعني بهم السجود في المساجد أو الحديث المباشر في وجهي حتى ليخيل إليك أنك تقف أمام بالوعة من بالوعات الصرف الصحي، وليس أمام إنسان كرمه الله وأعلى ذكره بين الخلائق. لكني عندما اطلعت في مراحل تالية على حالة رئة المدخن المعروضة على طاولة التشريح علمت مصدر تلك الروائح الكريهة الخانقة، فرئة المدخن هي عبارة عن قطعة إسفنج سوداء قاتمة، استخرجت من مستنقع يزخر بالبكتيريا لسنين.و قد سدت تجاويفها المليونية برواسب متكلسة من القطران المزفت كالقار! و لذلك فقد تحول عجبي من انبعاث تلك الرائحة إلى عجبي من رحمة الله بهؤلاء المدخنين وكيف يمنحهم الاستمرار في الحياة و هم يحملون في صدورهم تلك الجثث الشبه متعفنة لسنوات لعلهم يرجعون، و لكن إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله.و قديما قال الشاعر : لقد أسمعت لو ناديت حيــــــــا      و لكن لا حيـــــاة لمن تنادي
و نار لو نفخت فيها أضـــاءت    و لكنك تنفــــخ في رمـــــاد
 أقول لكل مدخن : كن رجلا و اسحق آخر سيجارة بقدمك و تقدم في الحياة رافعا رأسك ، و لا تدع هذه السيجارة الحقيرة أن تذلك و تهين كرامتك، و تمزق أوعيتك ، و تدمر رئتك.
أيها المدخنون ! إننا لا نكرهكم !و لكن نكره فيكم تدميركم لأجسادكم، و إذايتكم لمن حولكم، خصوصا أطفالكم الذين لا يملكون غير استنشاق سمومكم.
أيها المدخنون! إننا نحب أن يتغير حالكم و تسلم أجسادكم و تتفتح على شرور التدخين أعينكم . فهل أنتم منتهون؟!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق