من بين وسائل الخداع التي تنتهجها إيران في الإطاحة بعقول الشذج في العالم الإسلامي، شعار تحرير فلسطين! و الدفاع عن المستضعفين الفلسطينيين! و دعم المقاومة في فلسطين و غيرها من الشعارات البراقة و التي لا تساوي في واقع الأمر المداد و الطلاء الذي صبغت به. وذلك لتناقضها الفعلي مع ما يمارس على أرض الواقع.
غريب هذا التناقض المثير ما بين ما تدعيه إيران من شعارات براقة وترفعه من لافتات خداعة، و ما تمارسه عبر وكلائها على أرض الواقع. والأغرب منه استمرار المخدوعين في رقادهم يملأون الأسماع بغطيطهم ، فرغم أن الآلاف من الأبرياء من الفلسطينيين قد قضوا نحبهم على يد الميليشيات الإيرانية تمويلا و فعلا وهدفا في العراق ، ورغم تلطخ أيدي الميليشيات الشيعية بلبنان بدماء مآت من الفلسطينيين الذين ذبحوا على يد حركة أمل وحزب الله، إلا أن كل هذا لم يعكر عليهم استحلاء رقادهم، فما زالوا يطاوعون إيران في تلك الشعارات الخادعة، و يطأطئون لها رؤوسهم في تناغم انتشائي مع ترنيمة الدعايات الإيرانية . و لا يزالون يلدغون من نفس الجحر مرات و مرات دون أية نباهة أو كياسة .ما زلت كلما حاولت إيقاظ أحد من هؤلاء المخدوعين من سباته وفتح عينه على الحقائق الدامغة في العراق و لبنان إلا و بادرك إلى القول بأن إيران منحت مقر السفارة الإسرائيلية في طهران إلى منظمة التحرير الفلسطينية!.
يا له من نصر عظيم هذا الذي كسب فيه الفلسطينيون و قضيتهم منزلا من طابقين في طهران أيام الخميني!. و يا لها من قسمة ضيزى تأخذ فيه المنظمة بناية في طهران مؤقتا ويستمر المخدوعون في سباتهم على الدوام.
إن الانخداع بالشعارات و الصور النمطية هو نقص إنساني و ضعف بشري، فأغلب الشعوب لم تخل من هذه الظاهرة،و العقل الإنساني يبدوا أنه في سعيه للاستراحة و الكسل يميل في الغالب إلى الاتكاء على صورة نمطية ما فيصدقها ويعزم على عدم تبديلها فإن في تبديلها أو تغيرها أو إلغائها جهدا عقليا يستغرق ردحا من تعب التفكير وتقييم الموقف وإعادة هيكلة الصورة مرة أخرى على ضوء المعطيات الجديدة التي بدورها تتطلب دراسة وتفكرا وتأملا لتدخل إلى حيز الاعتقاد كي تمسي وسادة يتكأ عليها. و هذا المسعى ليس متاحا لكل الناس،بل هو هبة للمتنورين والنشطين فكريا،الذين هم على استعداد دائم لتجديد فكرهم وفق الإحداثيات الجديدة، بدل وضع الكفين على العينين في الظلام و التشدق بوجود الأنوار.أما الغالبية فتجد في ذلك ضنكا ، وثقلا مرهقا، و لذلك كان الناس الأقل تعليما هم في الغالب الأكثر انخداعا، و الأصعب رجوعا من تيه انخداعهم.
و هذا في تصوري ما وقع للكثيرين ممن خدعوا بالثورة " الإسلامية" في إيران. و بحكومة " الجمهورية الإسلامية ". فقد اكتفوا بتحنيط صور الملالي بعماماتهم البيضاء والسوداء في مخيلاتهم، و أسندوا إليها كل أشواقهم التراثية و ألبسوها لبوس أمجادهم التراثيين، وجثو منتظرين تحقيق موعودهم، و ظهور مهديهم! يحسبون كل صيحة في الأفق تأييدا لأوهامهم. و ما تزال الآمال الكاذبة تستدرجهم إلى قعر دركها السحيق،حتى لا يكاد الرائي يرى لهم أثرا فوق أرض الواقع! وكلما هموا باليقظة بادرهم نظام الملالي الإثنى عشري بترنيمة من ترانيمه العديدة، مثل يوم القدس العالمي، نصرة المستضعفين، محو إسرائيل من الوجود، إسرائيل غدة سرطانية، و أمريكا هي الشيطان الأكبر، و الوقوف في وجه الاستكبار العالمي ، والوقوف في صف المستضعفين ضد المستكبرين! و المزودة ملآ بالشعارات، متى استهلكت واحدة يتم نشر غسيل أخرى. و السنوات تتوالى والأعمار تتصرم ،والويل لمن مات مخدوعا.
دعوة للتفكير.
ماذا جنى العالم الإسلامي من كل هذه الشعارات الإيرانية؟ و ما ذا جنى الفلسطينيون من شعارات إيران الخادعة غير مزيد من التقتيل و التهجير و التعذيب التي تقوم به العصابات الإيرانية بالوكالة في العراق. لو كانت إيران صادقة في شيء من تلك الشعارات الخداعة لأكرمت المستضعفين الفلسطينيين في العراق الذي أصبح اليوم تحت سيطرة إيران بالكامل. و لما سلطت ميليشياتها الشيعية العديدة في العراق مثل : جيش المهدي، وقوات بدر،و تدخل سافر لجيش القدس الإيراني، وغيرها من فرق الموت المتفرعة عن هذه الفيالق لتقتيل الفلسطينيين و تهجيرهم حتى قتل منهم الآلاف و هجر الآلاف . و ما وقع للفلسطينيين في العراق على يد عملاء إيران لم يقع لهم مثيل له عبر تاريخهم المؤلم.
فقد أعلن السيد قاسم محمد مدير مركز حقوق الإنسان والدراسات الديمقراطية أن عدد من قتل من الفلسطينيين في العراق على يد جيش المهدي وفيلق بدر خلال العام المنصرم والحالي يفوق عدد قتلاهم على يد اليهود في فلسطين خلال الفترة نفسها.ونقل مراسل مفكرة الإسلام في العاصمة بغداد عن الدكتور عبد الستار قوله: إن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا واختطفوا وهُجروا على يد المليشيات الشيعة من جيش المهدي وفيلق بدر فاق عدد إخوانهم الفلسطينيين الذين قتلوا وهجروا وسجنوا على أيدي اليهود خلال الفترة نفسها.وأضاف عبد الستار في حديث خاص لمراسل مفكرة الإسلام أن وضع فلسطينيي العراق بلغ من الخطورة ما يستدعي انعقاد جلسات دولية ومحاكم عليا للوقوف على تلك الجرائم بحقهم واصفًا عمليات الذبح بأنها تأتي بمباركة إيرانية أمريكية.الجدير بالذكر أن عدد من تعرض للقتل والتهجير من الفلسطينيين بلغ الآلاف في بغداد وبقية المحافظات العراقية.ويقول مراسل مفكرة الإسلام في بغداد إن الفلسطينيين هنا يشعرون بمرارة من موقف الحركات الجهادية الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس والجهاد ، فالبرغم من النداءات الكثيرة لهم بالتدخل لدى الحكومة الإيرانية لوقف هجمات عصاباتها إلا أنهم يرفضون مبدأ التدخل من غير حجة معقولة، بل زاد الوضع سوءًا عمليات التلميع التي تقوم بها تلك الحركات لدرجة أن الفلسطينيين يتساءلون أي جهاد تتحدث عنه تلك الحركات! وهل دمنا في فلسطين حرام على الصهاينة بينما هو حلال لإيران وعصاباتها في العراق ، والسؤالان المطروحان الآن : هل فعلا شيعة العالم يرون وجوب نصرة الفلسطينيين وقضيتهم خاصة في ظل قيام دولتهم الكبرى وقبلتهم المقصودة بإعدام هؤلاء الفلسطينيين واغتصاب نسائهم في العراق؟ وهل سيخشى الله من يقوم بتلميعهم ويدافع عنهم على موقفه ويناصب العداء لكل من حاول بيان جرائمهم.
لقد أخذ عملاء إيران من فرق الموت الشيعية على عاتقهم قتل الفلسطينيين ،وترويعهم ، وتفقيرهم ، و دفعهم إلى الخروج من العراق مع علمهم بأن الفلسطينيين لا يستطيعون دخول أية دولة أخرى فأغلب دول العالم ترفض استقبال أعدادهم، ومن بين الوسائل القذرة التي ينتهجها عملاء إيران ويدها الضاربة في العراق من فرق الموت الشيعة أنهم يعمدون إلى اختطاف الفلسطينيين من الشوارع ثم يقومون بالاتصال ببيوتهم من خلال جوالاتهم، و يطلبون مبالغ مالية عالية مقابل إطلاق سراح مختطفيهم ، فتقوم العائلات الفلسطينية المستضعفة ببيع كل ما لديها لتأمين الفدية، لكن في الغالب يأخذون الفدية ويسلمون لهم الرهينة جثة هامدة عليها آثار التعذيب الوحشي، منها ثقب الرؤوس و مختلف أنحاء الجسم بالثقابات الكهربائية. فتخسر العائلات الفلسطينية مالها و رجالها و أبناءها. والجدير بالذكر أن مثل هذه الوحشية وهذا الخبث في التعامل يتنزه عنه حتى الصهاينة. و بهذه الأساليب الابتزازية يحصل عملاء إيران على مبالغ طائلة من الأموال . إضافة إلى ما يحصلون عليه من إيران ، كما بينت في مقالي السابق.فقد سبق أن كشفت صحيفة دايلي تلغرافDaily Telegraph الصادرة يوم 23/09/2006-نقلاُ عن مصادر عسكرية أمريكية أن الميليشيات الشيعية المسئولة عن العنف الطائفي في العراق تجني أكثر من نصف مليون جنيه إسترليني في اليوم من وراء عمليات التصفية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الميليشيات الشيعية المتهمة بالوقوف وراء فرق الموت ضد السنة في العراق "قادرة على الإنفاق بحرية لاقتناء الأسلحة ودفع مرتبات لمقاتليها الذين ينفذون عمليات التصفية وشراء ولاء الشيعة عن طريق تمويل برامج الإنعاش الاجتماعي".
ونسبت إلى المقدم الأمريكي ويليام براون المسؤول عن مراقبة الميليشيات في شرق بغداد قوله "إن الجماعات الشيعية المسلحة تجمع مليون دولار على الأقل أي ما يعادل 530 ألف جنيه إسترليني في اليوم عن طريق الجريمة المنظمة وخاصة عمليات التصفية والاختطاف والابتزاز والتهديد وتجارة السوق السوداء".
وقالت "إن تحكم مقتدى الصدر بميليشياته بدأ يضعف وبدأ قسم كبير منهم يمارس نشاطات عنف مستقلة"، مشيرة إلى أن الأمريكيين "يركزون اهتمامهم الآن على أحد أعوان الصدر السابقين ويُدعى أبو درع المتهم باختطاف عشرات السنة وإلقاء جثثهم في موقع للنفايات قريب من مدينة الصدر في بغداد". وأضافت الصحيفة "أن الطريقة المفضلة للمدعو أبو درع في قتل السنة هي تحطيم رؤوسهم بالصخر".
وأشارت الصحيفة إلى أن الميليشيات الشيعية المتهمة بالوقوف وراء فرق الموت ضد السنة في العراق "قادرة على الإنفاق بحرية لاقتناء الأسلحة ودفع مرتبات لمقاتليها الذين ينفذون عمليات التصفية وشراء ولاء الشيعة عن طريق تمويل برامج الإنعاش الاجتماعي".
ونسبت إلى المقدم الأمريكي ويليام براون المسؤول عن مراقبة الميليشيات في شرق بغداد قوله "إن الجماعات الشيعية المسلحة تجمع مليون دولار على الأقل أي ما يعادل 530 ألف جنيه إسترليني في اليوم عن طريق الجريمة المنظمة وخاصة عمليات التصفية والاختطاف والابتزاز والتهديد وتجارة السوق السوداء".
وقالت "إن تحكم مقتدى الصدر بميليشياته بدأ يضعف وبدأ قسم كبير منهم يمارس نشاطات عنف مستقلة"، مشيرة إلى أن الأمريكيين "يركزون اهتمامهم الآن على أحد أعوان الصدر السابقين ويُدعى أبو درع المتهم باختطاف عشرات السنة وإلقاء جثثهم في موقع للنفايات قريب من مدينة الصدر في بغداد". وأضافت الصحيفة "أن الطريقة المفضلة للمدعو أبو درع في قتل السنة هي تحطيم رؤوسهم بالصخر".
أعلن الدكتور زكريا الأغا رئيس دائرة شئون اللاجئين فى منظمة التحرير الفلسطينية أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في العراق منذ الاحتلال الأمريكي نتيجة أعمال العنف الدائرة هناك بلغ خمسمائة وستة وثلاثين حتى 01-18-2007 إضافة إلى مئات من الجرحى وعشرات المفقودين.
وقال الدكتور الأغا في مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة انه تم الاتصال بالجهات المعنية في العراق من حكومة ومرجعيات دينية لإنهاء معاناة اللاجئينلكن دون جدوى.
و جاء في عدة تقارير إخبارية و تحليلات مبنية على وقائع ميدانية منها التقرير الذي نشرته مجلة نيويورك تايمز لعددها ليوم 22 أكتوبر 2010 و الذي شارك في إنجازه كل من : By Michael R. Gordon and Andrew W. Lehren المعزز بشتى الوثائق منها عدة وثائق للويكيليكس ، أدلة دامغة على أن إيران هي من تقوم بتدريب الميليشيات الشيعية وفرق الموت ، حيث يقوم أفراد مختارون من هذه الميليشيات بزيارة إيران و قضاء أوقات متفاوتة في معسكرات التدريب على الأسلحة، في ضواحي طهران وضواحي مدينة قم.و أن الذي يشرف على تدريبهم هناك عناصر من حزب الله اللبناني، لاقتناع إيران بأن أفضل من يدرب العرب عرب مثلهم. و الذي يدير العملية بأكملها هو الجنرال المشهور السليماني رئيس فيلق القدس الإيراني، و الذي يدير عملياته الخارجية اعتمادا على الميليشيات الشيعية سواء في العراق أوفي لبنان حسب كثير من الجهات المطلعة.
وقد أظهرت عدة تقارير إضافة إلى وثائق الويكيليكس أن هذا الجنرال الإيراني هو من يوجه كثيرا من الاغتيالات التي تطال كوادر العراق من الأكاديميين و العلماء العراقيين، بواسطة فرع من جيش المهدي يرأسه السفاك أزهر الدليمي الذي قتل في كربلاء. و كان أزهر الدليمي قد تدرب في إيران حسب اعترافات عدد كبير من الذين ألقي القبض عليهم من أفراد هذه العصابات الإيرانية المتخصصة في الاغتيالات الطائفية و السياسية.
و كل متتبع مدقق في الشأن العراقي يعلم علم اليقين تورط حزب الله في تدريب و الإشراف على عمليات هذه الميليشيات الشيعية فقد تم إلقاء القبض على علي موسى دقدوق، وهو مسئول بارز في حزب الله، في العراق في مارس (آذار) 2007. وفي البداية رفض دقدوق التحدث، ربما حتى لا يكشف عن لكنته اللبنانية. وحسب مسئولين أميركيين، اعترف دقدوق في النهاية أنه أتى إلى العراق ليقيّم أداء الميليشيات الشيعية التي لعبت منظمته دورا في تدريبها. وكانت الزيارة التي ألقي القبض خلالها على دقدوق هي الزيارة الرابعة له إلى العراق. ويقول مسئولون أميركيون إنه يبدو أن المسلحين التابعين لحزب الله قد أصبحوا أقل ظهورا في العراق.
إن اتهامات العديد من الجهات لإيران بدعم الميليشيات العراقيّة ليست جديدة. كما أنّ التلميح إلى ضلوع قياديّين في حزب الله بعمليّات تدريب لمقاتلين عراقيّين بالتنسيق مع «فيلق القدس» و«الحرس الثوري» الإيراني عموماً أيضاً قديم. غير أنّ اتّهام المتحدث العسكري الأميركي في بغداد العقيد دونالد بيكون لحزب الله بتدريب عناصر من «الميليشيات الشيعية» في إيران هو الأكثر دقّة وتحديداً من سابقاته حسب الوثائق المسربة لويكيليكس. فبيكون قال لوكالة «أسوشييتد برس»: «لدينا معتقلون عديدون يصرّحون بأن حزب الله اللبناني يدرّب عراقيين في مخيمات إيرانية»، مشيراً إلى أنّ التقارير الأولى عن علاقة حزب الله بالميليشيات العراقية، ظهرت من عام 2007 عند إلقاء القبض على قائد «المجموعات الخاصة» قيس غزالي، وعلي موسى دقدوق، الذي تزعم القوات الأميركية أنه «قائد كبير» في حزب الله.
وبرّرت الصحيفة الأميركيّة لجوء الإيرانيّين إلى «خدمات» حزب الله، بأنّ طهران تعتقد أنّ «من المفيد أن يقوم عرب بتدريب زملائهم العرب»،كما سبقت الإشارة إلى ذلك، ولأنّ حزب الله ثانياً، يتمتّع بخبرة تأخذ بالحسبان التخطيط للعمليات واستخدام الأسلحة والمتفجرات في لبنان.
كشفت معلومات استخبارية أمريكية عن قيام حزب الله اللبناني بتدريب عناصر من المليشيات الشيعية العراقية المعروفة باسم جيش المهدي علي نحو منتظم في دورات عسكرية في جنوب لبنان.
وأضاف المسؤول الاستخباري لصحيفة نيويورك تايمز أن ما بين ألف وألفي مقاتل من جيش المهدي وغيره من المليشيات تلقوا تدريبات على يد حزب الله في لبنان، كما أن عدداً صغيراً من عناصر حزب الله قاموا بزيارة العراق للمساعدة على التدريبات.
و قد يتساءل البعض عن سر تقتيل عملاء إيران للفلسطينيين في العراق، و سر هذه الوحشية التي فاقت كل همجية،و من قبل في لبنان على يد منظمة أمل الشيعية التي خرج حزب الله من رحمها، وسر هذا التواطؤ الإيراني و الصمت الرهيب الذي ساد كل المراجع الشيعة سواء في إيران أو العراق على تلك المذابح ضد أناس عزل مستضعفين يعيشون في الشتات، وما هو سر تلك الحملات المسعورة من التحريض الذي تكالبت بها عليهم القنوات الشيعية الجديدة في العراق مثل فضائية العراقية والأنوار و الكوثر و الفيحاء التي فاحت منها رائحة الرفض الخبيثة.
و الجواب يكمن في كون الطائفيين الجدد الذين يحكمون العراق حاليا يرون في الفلسطينيين الذين غالبيتهم الساحقة من أهل السنة عائقا في طريق خطتهم الصفوية لإخلاء العراق من أهله من السنة و استبدالهم بالشيعة بعد قتلهم أو تهجيرهم، و تسليم بيوتهم إلى أفراد ميليشياتهم أو إلى العائلات الشيعية الموالين لهم حتى يتسنى لهم إيجاد عراق يدين بالولاء الكامل لإيران، ومن ثم الانطلاق إلى مواقع أخرى للسيطرة عليها طائفيا مثل لبنان والبحرين وغيرهما.و هو نفس الدافع الذي أغرى مقاتلي أمل الشيعة إلى إحداث المجازر في الفلسطينيين في مخيماتهم بلبنان و إمطارهم بآلاف القذائف الصاروخية دون تمييز بين طفل و شيخ و امرأة وفتاة حتى هلك العشرات.( للاطلاع على مزيد من جرائم شيعة أمل و حزب الله ضد اللاجئين الفلسطينيين بلبنان يرجى الرجوع إلى مقالي في هذه المدونة بعنوان: ما هي أهداف حزب الله) .لأن الوجود الفلسطيني في لبنان وجنوبه خاصة يشكل عائقا في وجه مشروع إقامة كيان شيعي في جنوب لبنان وهو الشئ الذي كان يهف إليه صهر الخميني موسى الصدر . هذا وحده هو الذي يفسر الصمت الإيراني عن كل تلك الجرائم التي تقشعر من هولها ووحشيتها الأبدان.
لقد قامت المنظمات الإنسانية الدولية برسم صورة مأساوية حالكة للفلسطينيين في العراق منها منظمة العفو الدولية في تقريرها لعام 2006 والذي تضمن بالوقائع و القرائن و الأدلة الدامغة عشرات الحالات المعززة بالأسماء و التواريخ لعمليات الاختطاف و التعذيب الوحشي و القتل الذي تعرض له عدد كبير من الفلسطينيين على يد فرق الموت الشيعية .كما أن منظمة Human watch أعدت عدة تقارير حذرت فيه من إبادة كاملة للفلسطينيين في العراق على يد الجماعات الشيعية ، و قد قام الدكتور هيثم المناع بنفسه بزيارة للعائلات الفلسطينية في العراق ووقف على حجم المأساة التي لا تصدق، حيث جل العائلات الفلسطينية يسكنها الرعب و الألم و الحزن و القلق. جراء الجرائم المتواصلة ضدها من طرف فرق الموت الإيرانية الإجرامية.
و إن أنسى فلن أنسى قصة ذلك الشيخ الفليسطيني المسن الذي جاء في وفد إلى مقتدى الصدر يترجاه أن يكف جيشه عن الفتك بالأبرياء من الفلسطينيين ، و قال له : إن قوات المغاوير قد فتشت كل البيوت فلم يعثروا على أي شيء ، كل هذا و مقتدى الصدر جالس لا ينطق بشيء متلهيا بتسوية عمامته،ثم عاد الشيخ فترجاه رجاء حارا أن يأمر أتباعه بعدم إذاية الفلسطينيين و ترويعهم، ثم غادر المكان بعد أن عانقه و من معه من الوفد ، و في اليوم التالي لم تتوقف الاختطافات و الهجمات الوحشية بل تم اختطاف الشيخ و تعذيبه وقتله ثم رميه في الشارع!
و إلى الذين لم يزالون يرتابون فيما أقول هنا أقول لهم : لو أرادت إيران وقف كل المجازر ضد أهل السنة في العراق سواء من الفلسطينيين أو غيرهم لاستطاعت ذلك في يوم واحد، و ذلك لنفوذها القوي بل و لسيطرتها الكاملة على فرق الموت هذه فهي التي تمولهم ، والحرس الثوري هو الذي يدربهم و يمدهم بالسلاح و المال،و حزب الله هو الذي يقيم عملهم و يشرف على تدريب رؤسائهم كما تفيد الأدلة و البراهين الداحضة لأي شك و ارتياب. و لكن إيران تستمر تحت غطاء الصمت و الغفلة و الخداع الذي أطاحت به بعقول العامة من أهل السنة ، تستمر في هذه السياسة الإبادية إلى أن تتحقق لها أهدافها الإستراتيجية في إفراغ العراق تدريجيا من أبنائه من السنة، و تهميشهم بشكل ممنهج ليتسنى لإخطبوط إيران ذي الأذرع الرافضية والفارسية و الصفوية أن يتقدم بكل طمأنينة إلى أرض الرافدين و من ثم يهيأ الجو لمرحلة قادمة. و كل من يقاوم هذا المشروع الرهيب إلا و تعمل هذه الميليشيات على تصفيته حتى لو كان شيعيا عربيا! فإنه يعتبر إذ ذاك مناهضا لبناء دولة صاحب الزمان. و لذلك فإن إيران لا يهمها من أمر فلسطين و الفلسطينيين إلا بقدر ما يحقق لها من خداع الغالبية من أهل السنة ليقفوا على الحياد بعد أن تبلدت بالشعارات الماكرة حواسهم فلا يستشعرون زحف الخطر حتى يحدق بهم و ينقض عليهم. و بهذه الخلفية الواقعية فقط يفهم استعمال إيران لورقة حماس و الجهاد الإسلامي وباقي حركات المقاومة.و بهذا فقط يدرك سر تعلق إيران بصور رموز المقاومة الفلسطينية، و ظهورهم في مناسبات احتفالات إيران أو احتفالات حزب الله. إن هذه الحركات بالنسبة لدهاقنة السياسة الإيرانية هي أوراق مزدوجة اللعبة و تخدم لإيران هدفين في آن معا، فهي ورقتها للضغط في طريق نهج سياستها الإقليمية، و هي ثانيا تلعب دورا أساسي في التعمية على عامة المسلمين و المحافظة على الشخير العام إلى أن تقضي إيران أمرا كان مبيتا مدروسا.و أنا هنا لا أزعم انطلاء الأمر على قادة حماس أو الجهاد الإسلامي، كما لم تنطل عليهم سياسة مبارك الذي في الغالب يثنون عليه، و لكن أي عاقل لا ينتظر من قادة حركة محاصرة من دول العالم إلا المداراة لمن يدعي الخير لها و لو تصنعا. فليس كل ما يعلم يقال،فمن المستبعد جدا ألا يكون قادة حماس على اطلاع بالمذابح التي تديرها الميلشيات الإيرانية ضد الفلسطينيين في العراق، فقد سارت بذلك الركبان، و لكن مكره أخاك لا بطل.
إيران إذن تستمر في صمتها، كما هو شأنها دائما، والمجازر تمضي،وبذور خططها الجهنمية قد بان طلع رؤوسها في أرض الرافدين، وما يبيت للبنان لا يعلمه إلا الراسخون في ولائهم لسياستها وتطلعات ملاليها، غير أن صمتها ينتهي فجأة إذا تعلق الأمر بمن يخدم مصالحها و ينفذ بهيام مشروعها فإن أعلى الجهات في إيران لا يغمض لها جفن. و أكبر مثال ما صرح به علي خامنئي بالأمس الاثنين 20/12/2010 في لقائه بأمير قطر، إذ صرح بأن أي قرار ستخرج به المحكمة الدولية سيعتبر لاغيا وكأنه لم يكن! فقط لأنه يتعلق بإدانة حزب الله الشيعي الإيراني الهوى و الولاء . بالرغم من أن مثل هذا التصريح يعتبر تدخلا سافرا في شؤون لبنان و عدم احترام سيادته. أما الفلسطينيون فرغم أن المآت من الأبرياء منهم قتلوا في العراق على يد الميليشيات الشيعية كما قتلوا من قبل على يد شيعة لبنان في حركة أمل و حزب الله إلا أن ذلك لا يستحق كلمة من المرشد الأعلى لإيران. و تبين التجارب السابقة أن إيران لم يكن يوما يهمها قتل أحد من أهل السنة إلا إذا كان من المخدوعين بها، و يروج بين قومه شعاراتها ، وما مثال مذبحة حماة عنا ببعيدة، فقد أيدت إيران الخميني يومها تلك المذبحة التي قام بها حافظ الأسد ضد المعارضة من الإخوان المسلمين و رددت نفس عبارات التشفي و التخوين التي كان نظام سوريا يرددها .بل زاد آية الله خلخالي الذي كان يشغل وزيرا للعدل، فاتهم قيادات الإخوان المسلمين بأنهم عملاء لأمريكا و إسرائيل! فالتهمة بالعمالة لأمريكا وإسرائيل جاهزة لتوصم بها إيران ومن والاها كل من يعارض سياسة إيران كجهوزية تهمة المعاداة للسامية عند "إسرائيل".
إن إيران أثبتت لكل ذي بصيرة وفكر أنها دولة مخادعة و غير صادقة فيما تحمله من شعارات تدغدغ بها عقول العامة و الطوباويين من مختلف المستويات، و أثبتت أنها دولة رافضية بامتياز، فأكثر من 3 عقود قد مرت على هذه الثورة دون أن تتخلى عن خرافة واحدة من خرافات فكرها المذهبي، ودون أن تتخلى عن ذلك الكم الهائل والصاعق من الكراهية المقيتة لمحيطها الإسلامي، وحين أخذ بعض الطيبين من دراويش أهل السنة ينتظرون مبادرة من إيران تجاه محيطها الإسلامي ظهرت عليهم بوجهها الصفوي الغارق في المقت والكراهية من خلال آلاف المجازر التي تشرف عليها في العراق حيث حولت أرضه إلى مسالخ للأبرياء من أبناء السنة، لا لشيء إلا لأنهم من أبناء السنة، أو من المقاومين للاحتلال الأمريكي البريطاني.و في الوقت الذي ينتشي فيه بعض سفهاء المخدوعين باستعداد إيران لتحرير فلسطين و تخليص الفلسطينيين مما يعانونه من احتلال و عذاب جاءت إيران بمجازرها ضد الفلسطينيين الذين ظفرت بهم في العراق فأبادت أعدادا مخيفة منهم بعد تعذيبهم عذابا لم تسمع الهمجية مثيلا له حتى في عهد التتار و المغول.إنها دعوة لبني قومي أن يستيقظوا من سكرة الدعايات الإيرانية و يفتحوا عيونهم على الواقع الفعلي الذي تمارسه إيران.ويوازنوا بين خطر إسرائيل الذي لا يتعدى السطو على أرض فلسطين و الفتك بمن يقاومها، و بين خطر داهم لا يرقب في مسلم إلا و لا ذمة، و لن يتردد في إبادة كل من يخالف تراهاته. ما الفرق بين من يقول من اليهود بأنهم شعب الله المختار و غيرهم حمير، و بين من يقول : كل الناس أبناء زنا ما عدا شيعتنا. كما ورد في عشرات الروايات الإثنى عشرية؟ ما الفرق بين من يشيع بين أفراد جيش العدو من الحاخامات بأن لا ذنب عليكم إن قتلتم الفلسطينيين و بين من يقول للميليشيات الشيعية في العراق من ملالي الشيعة مثل عادل الأعرجي و الشيرازي و ياسر الحبيب بأن من يقتل أحدا من أهل السنة الذين يطلقون عليهم الوهابية سيدخل الجنة ! أي القولين أخطر و أظلم؟ قول حاخامات اليهود أم قول بعض أئمة الرافضة. و من كانت هذه هي نظرته لمن حوله من الناس فلا غرابة أن يتحمس لإبادتهم، و بالتالي فلا غرابة لما حدث ويحدث للأبرياء من الفلسطينيين و أبناء السنة في العراق.و في إيران، وما يتوقع أن يحدث لهم في لبنان لا قدر الله.لمن يريد الاطلاع على أحد تقارير منظمة العفو الدولية السنوية الخاص بالمجازر ضد الفلسطينيين هذا رابط تقرير منظمة العفو الدولية بالإنجليزية :://www.amnestyusa.org/document.php?id=ENGMDE140302007&lang=e
إن عثرت على ترجمته فسأضمنها لاحقا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق