ما ذا سيفعل القذافي؟
أصبح الخناق يضيق على القذافي و أبنائه و حاشيته يوما بعد يوم، فرغم محاولاته المستميتة لاسترداد ما تمرد عليه من مدن و بلدات حول طرابلس مثل الزاوية و مصراتة و غريان و زوارة و غيرها من البلدات، فإنه لم يفلح في شيئ رغم بطشه الشديد بالمتظاهرين. كما أن المظاهرات قد اندلعت في أكثر من جهة في طرابلس العاصمة، و في ظل اليأس الذي استولى على القذافي و أبنائه من أي مخرج مشرف لهم بعد أن أصبح ملف جرائمهم يتداول في محاكم الجنايات الدولية، و بعد أن تم حجز أصولهم المنهوبة في مختلف المصارف الدولية،و بعد أن سارعت أمريكا في محاولة التكفير عن لامبالاتها بالجرائم الفظيعة التي ارتكبها القذافي في بنغازي و طبرق، و البيضاء و غيرها، فإن معمر القذافي الذي يسيطر عليه جنون العظمة، و النرجيسية المفرطة تلك الأخلاق الفاسدة التي يبدو أنه قد ورثها لأبنائه جينيا فظهرت عليهم علاملتها في خطاباتهم و تصرفاتهم، فأحسن أبنائه حالا – لعله سيف الإسلام- ينظر إلى الشعب الليبي المعارض لتجبر أبيه و هلوسته، نظرة احتقار و ازدراء شديدين ، حيث اختصره في مجموعة من الحشاشين و متعاطي أقراص الهلوسة!قد يكون القذافي إذن حسم أمره فعلا في المضي قدما في جرائمه ، وتحوله إلى رئيس ميليشيا في نهاية المطاف.
فيما يفكرالقذافي ؟ و أية خيارات بقيت أمامه؟
أصبح من شبه إجماع بين كل الملاحظين و المحللين أن القذافي قد سد عليه عناده و نرجيسيته المرضية كل المنافذ، و جعلته هذه الحالة المستعصية غير قادر حتى على التسليم بوجود معارضين له في ليبيا، فهو لم يزل يردد أن الشعب الليبي ،كل الشعب الليبي! يهيمون بحبه و مستعدون للتضحية بأرواحهم فداء له! هذا ما يصرح به القذافي حتى اليوم لوسائل الإعلام ! و لذلك فغالب الظن أن القذافي لن يستسلم للأمر الواقع و يتنحى، خصوصا و قد ضاقت به الأرض بما رحبت بعد أن أصبح و أفراد عائلته مطلوبين للعدالة الدولية.
ربما أحد السيناريوهات المحتملة أنه سيحاول المحافظة على سيطرته على طرابلس بقمع المظاهرات و صدها بأفتك الأسلحة مما قد يتسبب في مجازر بشعة كتلك التي رأينا أمثلة كثيرة منها في مدن أخرى مثل بنغازي و البيضاء و الزاوية ، وربما بوتيرة أشد وبأسلحة أفتك،فإن لم يبق له سوى باب العزيزية حيث مقر قصره فسيحاول الدفاع المستميت عنه مستعملا بطش كتائبه المنتحرة ، خصوصا كتيبة ابنه خميس، فإن رجحت الكفة لصالح الثورة سواء بمساعدة خارجية أو بدونها فقد ينتقل القذافي إلى مدينة سبها في الوسط الليبي و التي تعد أحد معاقله نظرا للولاء القبلي الذي ما تزال تدين به ، و التي تقع على تخوم الصحراء الكبرى و بها أكبر جالية إفريقية ، كما أنها المحطة الأولى التي يجلب إليها القذافي جيوش المرتزقة من التشاد، و مالي، والنيجر، و نيجيريا، و غيرها.
أوأنه ينوي الانتقال إلى مدينة سيرت التي ما تزال هي الأخرى بعيدة عن الثورة لاعتبارات عدة أهمها الولاء القبلي حيث تقع ضمن حمى قبيلة القذاذفة.
القذافي بلغ من التكبر و الغطرسة و التعالي حدا فاق كل تصور، مما جعل الكثير من الناس ينعتونه بالمجنون، و قد يخيل له أن زعيما بقيمته النرجيسية يجدر به أن يهلك مقاتلا رافعا الرأس شامخا بأنفه نحو الأعلا ، بدل الاستسلام لإرادة الشعب الليبي الذي لم يعترف له يوما بحق الحرية و الإرادة، و كأنه فرعون موسى الذي قال لقومه: ما أريكم إلا ما أرى و ما أهديكم إلا سبيل الرشاد! فالقذافي الذي أوغل التعالي به سحقا و غلوّا ما عاد يرى لشعبه الحق في الاختيار الحر بعد أن آنس من بطانته نفاقا و ذلا ّ و اعتاد من حاشيته خنوعا و تزلفا.
قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم، إنه لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون.
هذه الآية التي تصف لنا منظور الفراعنة لرعيتهم تنطبق تماما على نفسية كل طاغية جبار، فهو لا يرى لأحد في منطقة سيطرته و حكمه الحق في أن يختار أو يقتنع بغير ما يمليه عليه الحاكم المتسلط! فحتى الاقتناع العقائدي يجب أن يخضع لإذن الفرعون الحاكم، و إلا فهو مكر و خيانة تستحق الوعيد: فسوف تعلمون! قال فرعون: لأقطعن أيديكم و أرجلكم من خلاف و لأصلبنكم في جذوع النخل و لتعلمن أينا أشد عذابا و أبقى!
و قال القذافي : سأفتح مخازن السلاح، و سأحول ليبيا كلها إلى جمرة ملتهبة، و إن ورائي الملايين الذين يفدونني بأرواحهم، و سوف أدخل عليكم بيوتكم بيتا بيتا و زنقة زنقة و درب درب و سوف تعلمون.
تكبر و غطرسة، و إفساد في الأرض و عتو كبير.
ليس أمام الشعب الليبي الشقيق إلا الصبر و المضي قدما في مقاومة هذا الطاغية المبير، و إن النصر لقريب.
مارس 5th, 2011 at 1:17 م
نعم سد عليه كل المنافذ والكل تخلى عنه ان كان له صديق أصلا
لم يعد يسلي نفسه الا بصديقه الأرعن بشار الأسد الذي لا يملك من الأمر شيئا هو الآخر
غطرسته ورثها ابنائه بإعتبار الشعب مجرد صراصير او حشرات تضرب بالحذاء وهذا ما صرحو به (سنضربهم بالجزمة )
هذه العنجهية تزيد من بركان غضب الشعب ،لم يعد يهمهم شيء ما دامت الثورة قد اشتعلت فلا مجال لإطفائها الا بخروج الطاغية البليد
نسأل الله أن ينصر اخواننا في ليبيا
مارس 6th, 2011 at 10:27 ص
انا شخصيا اتوقع اما ان يقتل القذافي على يد الثوار واما ان ينتحر
تحياتي تفضل بالزيارة