حكاية الاستبداد
على الأرض العربية
شعر أحمد الرواس
في غفلة من الدهـــــر قد سطـــا ،على حكـم الشعوب العربيــــــــة
عصابــــــة لصــــوص من الثكنات، من أدعيـــــــاء قيم جمهورية
بأفواههــــم تشــدقـــوا نريـدها : عــــدلا و مســــاواة و حريــــــة
و عــــزا و كرامـــة و أخـــوة ، و رفعـــا للصفــــوف الأماميــــــــة
قد صــــدق البسطــاء و هتفــوا بحــرقة أصواتـــهم العاليـــــــــــة
يحيى زعيمنــــا نمــــوت و نفديــه بالمهج و أرواحنـــا الغاليـــــة
رقابنـــا لك الفـــــداء و كـــذا ما أبـــقيت من أجســـادنا الباليـــــــة
قد عـــاش المجـــد بيننــا إن عــشت، و متعنــــا بطلعتك البهيــــــة
من مالنـــا خــذ ما تشــــاء و أنفــق، على كـــل مشـــاريعك القومية
إننــــا مــن ورائــك لا نبـــالي فقـــــرا ولا بجيوبنــــا الخاويـــــــــة
صـــدق المستبدون تملـــق تلك الحناجـــــر الرجفـــــى الجهوريـــة
و انتفخت بهــا أوداجهــــم زهْــــوا، و هْما أنهم من طينة ساميـــة
فإنهـــم في كــل فن يفتــــرون عن حكـــم، و مـحض العبقريــــــة
لا يخفــى على أحد منهم شيء في الأرض و لا في السماء العاليـــة
مـــرت عقـود عجـــاف قد أخـــذ الإمــــلاق فيهـــن بكل نـــاصيـــة
و تفشــى الظـــلام و الأميـة ، و ســـادت الممارســـــات الســاديــة
و أقصـــي عن مجـــال الحكم كل شريف و ذوي النفـــوس الأبيـــــة
و قــرب للسلطــــة كــل لئيـــــم ، مؤهلــــــه روابــــــط عــائليـــــة
أسفـــر الصبـــح بعد دهـــر عن فســاد و تخلف و أمراض و رجعية
فلا عــــدل ثمة و لا مســاواة و لا تقـــدم علمــــي و لا تنميـــــة
كم أمة من الحضيض ترقت، و العرب لم يبرحوا الصفوف الخلفيـة
أدركت الشــعوب بعد طـــول صبـــر، أنها صــرعى لخطــــة تآمرية
و أن ثروة وطنهـــا قد نهبت، و صــــارت حكـــرا لفلول الطاغيـــة
فعزمت على استرجــاع عزهــا ، و عـــودة للمسيــــرة الحضاريــــة
و قـــد ثـــارت على الظلــم ليـس لهــا، غير يديها و الصدور العارية
فشغــل الطغاة آلـــة القتــل، و سالت أنهــر من الدمــــاء الزكيــــــة
قد كان زين الهاربيـــن يريدهــا، نهبــا، فسادا، كــــــذا و إباحيــــــة
و كــلأ مباحــا لذويـــه ، و كـــل لصـــوص ليــــلى الطربلسيــــــــة
في حــرب ديــن الله جــد سعيـــه، مبتغيـــا قطـــع جــذور الهويـــــة
قـــد حـــارب العفـــاف كثر السجــون ، و قمع الأحــرار سعيا للتبعية
و قال بفخــر أن أرض تونــس، أمســت خلاء من القـوىالرجعيـــــة
و ما عنى بذلك غيـــر القضـــاء ، على شبــاب النهضـــــة الإسلامية
أمست بــلاد القيـــروان في عهــده شبكــة أوكـــار للجاسوسيــــــة
و قليســا إليــه يحــج كل عــام ، سجانـــون مـــن وزارات الداخليـــة
فضــاق الشعب ذرعـا بتسلطــه و قـــرر كســر القبضـــة الحديديـة
بركــانا قـــد فــجرها، حممــه أحـــرقت كـل نمـــوره الورقيـــــة
و ضـاقت بــه الأرض و الأجـواء ، و لفظتــه أمه الفرنكفونيـــــة
فاستجــدى بحــرقة طلب اللجـــوء إلى أرض الحجـــاز فيالسعوديـــة
و لله في خلقـــــه شـــؤون يــتعظ بهــا مـــن لـــه أذن واعيـــــــــة
فمــن كـــان يحارب صـــوت الأذان أمســـى يغيظـــه بكرة وعشيــــة
و ليـــلاه التــي لم تكـــن تطيــــق ، رؤيــــة محتشمـــة تونسيــــــــة
أمســـت حبيسـة بيت لا تخـــرج ســوى ببرقـــع يخفي منها المحيـا
***
أما مبـارك فقد خـــان مصـر، و نــزل بها نحـو رتب حضيضيــــة
و ســـام أهلهـــا ســـوء العـــذاب، و جمـــع الأصـــوات بالبلطجيــــة
لم يرفـــع يوما حالــة الطــوارئ في ظلهــا سـرق الثروة المصريــة
و كــل مــن جهــر بالمعارضة ، يحــاكم فــــــي محـــاكم عسكريــــة
و قـــد تحولــت مصـــر فـــي عهـــده إلى جثــة في حالـــة مزريـــة
و كــان دأبـــــه سجــن الخصـــوم قبيـــل أيـــة حملــــة انتخابيــــــة
و ضــخ في اقتصـــاد الدولـــة العبريـــة غــاز مصـر بأسعار رمزيـة
و حــــرم منه من هــــم أصحابــه، مقــابل عمـــــولات يهـــــوديــــة
و شــدد الحصـــار على فلسطيـــن و منــع حتى المساعدة الإنسانيــة
و يـــوم أن قـــد بلـــغ السيــل الزبا ،و خرج الشعب بمسيرات سلمية
حــرض الشرطــة و البلطجيــة ، و قتـــل المآت ظلمــا و عدوانيــــة
و إن تنسى فـــلا تنس يــوم الجمــل، يذكــر بالحــروب الجــاهليـــــة
و لـــم تنفـــع الطلعات الجويـــة ، فهجم بخيــل و حمـــر أهليــــــــة
و أمست ذكـــرى ذلك الهجـــوم، مسخــرة في فصــــول المسرحيـــة
فمــا زاد ذالك الشعــــب إلا تحــديا، و تــدفق بأعــــــــداد مليونيـــة
ورغــم أنفــه فقـــد تنــحى ، و فــر خوفــا للحــــدود الشرقيــــــــــة
فانظــر إليـــه اليــــوم هـــو و بنيه، يذلــون فــ الأقفاص الحديديـــة
بعـــد أن كانوا اشــد تغطـــــرسا من كــل الســلالات الفرعونيـــــــة
أمــا أحمق ليبيا فغـــاص إلى عنقـــه في مــرتع النرجسيـــــــة
زعـــم أنـــه المجــد دون الشعب و مـــلك الملـــوك الإفريقيـــــة
و ما نصبـــه ملك حر عليـــه و لكن رشى شيـــــوخ الوثنيـــــــة
فاستغفلوه و أخذوا منه المـــال ، و وسمــــوه معلقات حرزيـــــــة
ما آمـــن يومـــا بكرامــــة الشعب، و لا بتطلعـــات تـــحريريـــــــة
فـــكان حكمــه أســـوأ كابــوس جثـــــم على الأراضي الليبيــــة
في عهـــده قد نصبت المشــــانق لكل حــر في حضـــر و باديــــــة
و بنيت أقبيــة التعــذيب ،إنجـــــــازات للشعـــــارات الثوريــــــــة
فمـــا أن هبت على شعب لــيبيــا نســــائم الثـــــورات العربيـــــة
حتى جن جنونــه و أســرف سبــا للــشعب في صــلف و عنجهيــة
و أصـــدر أمره بإفناء خصومه ، بقصف المــدن بالمدفعيـــــــــــــة
و داهــم البيوت هتكا للأعـــراض طمعــا في كسر الروح المعنويــة
أبـــان عــن خبث و همجيـــــة تأبـــــاها الضــــواري الحيوانيـــــة
فهــــو لم يكن مجــدا و لا زعيما بل عـــارا في خـــد الإنسانيــــــة
تقهقـــــر أمـــام زحف الشجعـــان مختبـــأ في جحوره الأرضيــــة
فوقـــــع ذليــلا كالجـــرذ بيـــن، أيـــدي شبـــاب الثــورة الليبيـــة
و ألقـــي بجيفتـــــه و ابنــه ، في مــكب القمامــــة التــــاريخيــــة
أما سيفـــه فهـــو على وجهـــه هائــم في مفــــاوز صحراويــــــة
**
و طـالـــح اليمـــن فــهو لــم يــــزل يحــرك خيوطـــه الــخداعيــة
فحينــا يزعــــم أن قـــــد تهيـــأ لتوقيـــع المبـــــادرة الخليجيـــــة
و حينـــــا آخر يـــتنكب لهــا ، بتعلــة المصلحــة اليمنيـــــــــــة !
و طــــورا يريــد أن يتنــــحى ،و آخـــر يريدهـــــــــــا رئاسيــــــة
محـــاولا جهــده أن يــــفلت مـــن كـــل جرائمــــــــــه الدمويــــــة
***
أما بشـــار طاغيــــة الشــام مبتـــــدع التوريثــات الجمهوريـــــة
و ابن مهنـــدس مجزرة حمــاة ،و نجـــل ذي العقليـــــة التدميريـة
فقـــد ســار على إثــر أبيـــه، مــحابــاة للطغمـــــة النصيريــــــــة
فقــــد بــدا للأنـــام من خبثــه و فتكه قــــصص عجائبيــــــــــــة
ســـــاق منافقيـــه ســوق البهــائم لينعقوا في حــربه الدعائيـــة
و ســلط جنـــده و شبيحتــه لسحق الشعــب و لــــــو بالمدفعيــة
لـم يسلم من تنكيلهم حتى الأطفــال فمزقوا بالثقابات الضوئيــــة
فهـــذا حمزة الخطيب قـــد أمــسى رمــز بـــراءة و مظلــومـــيــة
أعظم بها مـن دروس تــلك التي تجلت حقــ من الثــورة السوريـة
فقد كشفت حتى لذوي رمــد عــن مــدى خبث القــوى الرافضيــة
***
بأعينهـــم رأوا سيــد المقاولــة يــتلوى فــــي دثـــار الطائفيــــة
و إيران تشـــارك، و تدعـــم بالسلاح و الفتــــاوى الشرعيـــــــة
يرغــد و يــزبد دعما لأهــل طائفتـــه في الفتنـــة البحرينيــــــــة
و يعلن أنـــه في خدمتهـــا فهــــي جــــزء من خطـة خمسينيــــة
سخـــر طـــاقم مختبـــر المنــار مبتــدعا خدعـــا سينمائيــــــــــة
و كل ما سقط منهــم في عـــام ، ضعفه في يـــوم يقتل في سوريا
مــــن الأكاذيب حــاك سلهاما، أســود مـــن الإفـــك و الكراهيـــــة
يسوقه ضــد أحـــرار الشــام نقمـــة على الجمـــــاعة السنيـــــــة
إعلامــه سٌخـــر لجــزار الشـــام ، فيــه ينشر سبـــابه النابيــــــة
و أرســـل مقاتليه ما أجبنهم لدعمـــه في تلك الـــحرب الضاريـــة
قــال إنه مع الـــدم ضــد السيف ،إلا لما حلت الثـــورة الشاميـــــة
فقـــد شحــذ سيفــه و غــاص فــي دم الشهـــداء يدعــم الطاغيــة
لقـــــد خان الحسين و ســقطت مــن يديــه الأوراق الكربلائيـــة
فـلو أن الحسيــن قد بـــعث الآن لــوقف مع الثــورة الشعبيــــــــة
و لتبـرأ من موقفــك و انبــــرى ضـــد كــل مكائـــــدك الحزبيـــة
أقسمت أن طاغيــــة الشــام سيبقى و لـن ترديه الريــاح الربيعية
و نسيت أن إرادة الشــعوب أقـــوى صدقا من جــــدر فولاذيـــــة
إن سقــــوط قوة واحدة منكم هو سقــوط للقــــــوى الثلاثيـــــــة
إن كنتــــم واثقين في تحديكم بـــخردة الأسلحــــــة الإيرانيــــــة
فإنا واثقـــون من جواب الشـرط في لفظـــة ينصركم القرآنيــــــة
حساب الظالم عملية تقديرية و حساب المظلوم معادلة أزليـــــــة
سينصــر الله الشعب و يخزيكــــم و يلقي بمشروعكم للهاويـــــة
يوشك أن ترفرف أعــــــلام النصر و نستمع لأناشيـد الحريـــــة
نوفمبر 23rd, 2011 at 2:54 م
تصف واقع الحال فعلا
مساكين نحن العرب
مالنا نعيش تحت سطوة الإستبداد وما زلنا عبيد في زمن الأحرار
ولكن لعلها صحوة ونعود الى حرية أو نكسة وتعيدنا للأغلال
نوفمبر 26th, 2011 at 6:07 ص
و في الحديث لمسلم:” أنا عند ظن عبدي بي “