بعد 30 سنة من مجزرة حماة التي قام بها اللعين حافظ الأسد في شهر 2 من سنة 1982 يجد السوريون الفرصة لأول مرة لإحياء ذكرى تلك المجزرة الرهيبة بعد أن تغلبوا على حاجز الخوف ، و تحدوا الرصاص و الدبابات و خرجوا إلى الشوارع متحدين حكم طاغية الشام الذي لم ينجح في شيء مثل نجاحه في تقليد وحشية أبيه.
لقد كانت مجزرة حماة بحق وصمة عار ليس في جبين نظام البعث في سورية ، فهذا النظام المستبد و المتخلف عن كل الأعراف الإنسانية و الدينية هو العار نفسه،و لكن تلك المجزرة كانت عارا و شنارا في جبين الإنسانية جمعاء عندما فشلت في فضح أصحاب تلك المجزرة و تسترت عليها و لم تسع إلى تقديم أصحابها للمحاكمة و المتابعة الدولية.طيلة السنوات الماضية، فكثير من الدول كانت تعلم بتلك المجزرة و لكنها فضلت الصمت حفاظا على مصالحها و دعما لحافظ الأسد الذي يكفل السلام للصهاينة في الجولان. و بعض الدول كإيران ، التي كان كثير من البسطاء الطوباويين ينأون بها في وهمهم عن الانحطاط إلى ذلك الدرك من الأحقاد الطائفية، كانت تعلم بوجود تلك المجزرة بل إن كثيرا من مسؤوليها عبروا بصراحة عن دعم طاغية الشام النصيري في تلك المذابح و تأليب الناس ليس على الجزار المبير و لكن على الأبرياء الذين تساقطوا بعشرات الألاف، و إن كنت أنسى فلن أنس الصدمة التي شعرت بها يوم أن سمعت وزير العدل الإيراني في حكومة الخميني آية الله خلخالي يصرح بأن الذين قتلوا في حماة هم عملاء للصهيونية.
وقعت مجزرة حماة الكبرى طوال شهر فبراير من عام 1982، حيث سلط نظام البعث لحافظ الأسد كلاً من اللواء 142من سرايا الدفاع، واللواء 47 دبابات، واللواء 21 ميكانيكيي، والفوج 41 إنزال جوي( قوات خاصة )، واللواء 138 سرايا الدفاع، إضافة إلى قوات القمع من مخابرات وأمن دولة وأمن سياسي، وفصائل حزبية مسلحة و كانت الأوامر تقتضي بعدم التردد في قتل كل من يتحرك في المدينة، و بعد أن تم تطويق المدينة نهائيا و منع أي دخول أو خروج منها بدأت المجزرة حيث كان العسكر يدخلون المنازل بيتا بيتا و يتم اقتياد الرجال و حتى الأطفال من 15 سنة حتى 75 سنة ثم يجمعون في الساحات و يعدمون بالجملة وتأتي الجرافات التابعة للواء 21 و تجرف جثث الشهداء و تكدسهم في الشاحنات ليتم دفنهم في أماكن ما يزال بعضها مجهولا إلى اليوم . كما قامت الدبابات و سلاح الجو بتدمير معظم المدينة التاريخية القديمة في حماة على رؤوس ساكنيها، و بإشراف من مجرم الحرب رفعت الأسد أخ الطاغية حافظ الأسد تم إعدام كل السجناء تقريبا في سجن تدمر. أما عن أساليب التعذيب الوحشية فهي تقشعر الجلود لفظاعتها، و لم تسلم منها حتى النساء و الأطفال. و أنا لست هنا بصدد الدخول في التفاصيل ، و أنصح من يريد الاطلاع على بعض التفاصيل بقراءة كتاب : حماة مأساة العصر، و لمن لا يتوفر على نسخة من هذا الكتاب فهو منشور بالكامل على الرابط التالي :
http://www.scribd.com/doc/62240627
أو من يريد ملخصا لما جرى فاقرأ إعترافات مهمة على الرابط التالي:
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=87754
كل هذا كانت إيران تعرف تفاصيله من حليفها الاستراتيجي و شريكها الطائفي ، و هي بدل أن تعارضه أو تضغط عليه لإيقاف تلك المجزرة فقد شدت على يديه و شجعته بدعمها الإعلامي و مشاركتها له في حملته الإعلامية ضد خصومه من جماعة الإخوان المسلمين ، و ضد أفراد عاديين من أهل السنة في سورية، بينما في الواجهة الأخرى تستمر في نسج خيوط خداعها و التحدث عن أكذوبة الوحدة الإسلامية ، و أكذوبة التقريب بين المذاهب الإسلامية الذي أستغفر الله العظيم عن كل ساعة مرت في حياتي الماضية منخدعا بها. و الغريب أن كثيرا من الطيبين البسطاء من جماعة الإخوان المسلمين سواء في مصر أو الأردن أو فلسطين أو غيرها استمروا في الوقوع في شبكة الخداع الإيرانية حتى بعد أن تكشف للأنام مدى مكر إيران و مدى طائفيتها و تواطئها ضد أهل السنة في سورية و لبنان. بل بقايا منهم ما تزال تلوك خرقة ذلك الخطاب الإيراني المهترئ المنسوج من خيوط سرابيل التقية ، و الداعي للوحدة و الوقوف في وجه المخططات الإمبريالية و المؤامرات الاستكبارية ، بينما لا يتورع عن التعاون و التواطئ العملي مع أمريكا و توابعها الغربيين إذا تعلق الأمر بحلم الهيمنة الطائفية لإيران كما حدث في احتلال العراق، الذي لم تعارضه إيران بل هيأت له كل الأجواء لإنجاحه، حيث أوعزت لعملائها من المعارضة العراقية الشيعية إلى التعاون الكامل مع الاحتلال في القضاء على كل أشكال المقاومة من طرف سنة العراق فكان جنود الاحتلال لا يشعرون بالأمان إلا في الأحياء الشيعية التي تدين بفتوى المرجع الأعظم للشيعة الإيراني الهوى و الأصل آية الله علي السيستاني التي تحرم مقاومة الاحتلال. وسجلت إيران سابقة في تاريخها عندما سارعت لتكون أول دولة في العالم تعترف بحكومة العراق التي شكلها الاحتلال الأمريكي على يد بول بريمر الصهيوني الهوى. فعن أي استكبار أو استضعاف تتحدث إيران اليوم و أي بليد بين الناس اليوم ما يزال يصدق خطابها؟
التاريخ اليوم يكرر نفسه، فإيران التي تواطأت مع الهالك حافظ الأسد في قتل 42 ألف من الأبرياء سنة 1982 هي اليوم أكثر صراحة و أشد صفاقة في دعم الطاغية ابنه بشار في مجازره و إباداته للشعب السوري في مختلف المدن السورية و منها حماة.ما تزال إيران تتشدق بزعمها أنها تدعم الأسد لأنه يرأس نظاما ممانعا و مقاوما؟ ففي الوقت الذي يطالب فيه الشعب السوري من مرشدهم علي خامنئي بالاعتذار للشعب السوري عن إرسال مقاتلين إيرانيين من الحرس الثوري و الدعوة إلى سحب كل المرتزقة الإيرانيين من سوريا مقابل إطلاق سراح من أفلح الجيش الحر في أسرهم، طلع علينا بإصراره على دعم نظام البطش الهمجي لبشار بدعوى أن إيران تدعم كل من يعادي إسرائيل؟؟؟؟و كأن الشعب السوري الذي يطالب بالحرية و الانعتاق من القهر و القمع كله من الخونة الذين يحبون الصهاينة و يودون أن يسلموا لهم أرض سوريا. و هذا التساؤل على فجاجته و سخفه هو ما يروجه الإعلام الإيراني المتخلّف و يسوّقه قسرا على الشعب الإيراني المقهور. ففي إحدى حلقات بانوراما لقناة العربية قال أحد المحللين الإيرانيين من جامعة طهران أن المعارضة السورية إذا ما أسقطت نظام بشار فسوف تسلم الجولان و تبيع أقاليم بأكملها لتركيا، و أن المجلس الانتقالي يفاوض أمريكا لإنشاء قواعد عسكرية لها في سوريا؟؟؟و إذا ما نطق الإيراني من مؤيدي الملالي بغريبة فلا تسأله عن الدليل فهم قوم لم يتربوا على تحري الدليل لا في دينهم ولا دنياهم.
على الشعب السوري الأبي الشجاع أن يبدأ في جمع الأدلة عن كل من شارك في تلك المجزرة الفظيعة التي لا تشبهها فظاعة إلا فظاعة مجازر سقوط بغداد على يد هولاكوا سنة 656 هجرية، و لا يشبه تواطؤ إيران الرافضية مع النظام البعثي الدموي ضد الشعب السوري إلا تواطأ الروافض مع هولاكو كابن العلقمي و نصير الدين الطوسي ضد الأمة الإسلامية. فهذا النظام الدموي الفاسد قد أزف وقت رحيله، و مهما دعمته إيران و مدته بالمقاتلين من مرتزقة الحرس الثوري أو من كلاب جيش المهدي فإنه ساقط لا محالة، و وقت سقوطه قد لاح في الأفق، و عندها يجب أن يلاحق بالمحاكمة العادلة كل من شارك في تلك المجزرة الفظيعة.
"ألا إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب"
0 التعليقات:
إرسال تعليق