بشار الأسد و قمة الجبن ليس هناك في العالم اليوم رئيس أجبن من بشار الأسد الذي يتميز عن غيره من السفاحين الكبار سواء في صيربيا أو رواندا أو الكرملين بكونه قد تفوق عليهم جميعا بشيئين أساسين لم ينحط إليهما بقدر ما انحط هو و نظامه الفاشي، و هذين الشيئين هما:
أولا: الكذب الفاضح. حيث يقتل الأبرياء و يسحقهم في بيوتهم بالدبابات و قذائف المدفعية و الصواريخ ثم يدعي بكل صفاقة و خسة أن الجماعات المسلحة و الجيش الحر هو الذي يقتل الأبرياء و يقصفهم بالأسلحة الثقيلة في بابا عمرو و الخالدية و الإنشائية و الزبداني و غيرها من المناطق الكثيرة الأخرى. على الأقل فقد كان ميلوسوفيتش أقل كذبا منه و أقل خسة فهو كان مجرم حرب يقتل شعبا آخر هو البوسنيين تعصبا لقومه و أهل ديانته من الصرب ، و كذلك كان بوتين في حربه القذرة في الشيشان. أما بشار و نظامه الفاشي فهو اليوم يقصف و منذ أيام مدنا سورية بها شعب يزعم أنه شعبه ، يحاصرهم بقطع كل الإمدادات الغذائية أو الماء و الكهرباء، و يقصف المستشفيات و يطارد الأطباء ، و من يقع في أيدي شبيحته أو مرتزقته يسومونه سوء العذاب قبل أن يقتلوه شر قتلة.
ثانيا: الشيء الثاني الذي تفوق فيه بشار على قرنائه من المستبدين و مجرمي الحروب هو تعذيب السجناء حتى الموت و تعذيب حتى الأطفال بوسائل لا مثيل لهمجيتها إلا فيما جرى في العراق على يد فرق الموت الشيعية. و ما قطع الكهرباء عن مستشفيات حمص اليوم التي ذهب ضحيتها العشرات من الأطفال الخدج في الحضانات.بعد نفاذ الوقود و رفض الجيش تزويد المستشفى بما يلزم لإعادة الكهرباء.إلا نوعا آخر من التعذيب الجماعي ، و الممارسات السادية التي اشتهر هذا النظام بها.
إن العالم اليوم بأجمعه يشاهد أسوأ همجية في التاريخ تمارس ضد شعب أعزل ، و قد رأى الناس في حمص و هي تقصف بالقذائف الثقيلة و تدمر أحياء بأكملها، في مشاهد تتفوق في همجيتها التدميرية ما حدث في عملية الرصاص المصبوب في حرب غزة سنة 2008. ذلك أن المستشفيات في غزة كانت متاحة و التغطية الإعلامية الدولية أيضا كانت متاحة أما في سوريا ، فالمستشفيات في المدن المنتفضة تعد أهدافا مغرية لسادية النظام و وسائل الإعلام ممنوعة من سوريا و من دخل حظر عليها التوجه إلى المدن المحاصرة بدعوى خطر تعرضه للإغتيال من طرف الجماعات المسلحة. منذ البداية كان بشار يريد الاستفراد بالشعب السوري فعمل على إقصاء كل وسائل الإعلام الأجنبية و العربية عنه حتى يقترف ما يشاء من جرائم بعيدا عن أعين العالم.و لذلك فعندما تجرأ بعض الصحفيين الأجانب بالإقتراب من مناطق التماس لتفضح ممارسات النظام البعثي الهمجية دبر لها النظام مكيدة أودت بحياة الصحفي الفرنسي المرموق جيل جاكيه و إلصاق التهمة بالجماعات المسلحة.
لقد تعود نظام الأسد الإفلات من العقاب على مختلف الجرائم التي ارتكبها سواء ضد الشعب اللبناني أو الشعب السوري المظلوم، و الأسد الإبن لا يرى و سيلة أنجع في التعامل مع شعبه الذي يطالبه بالرحيل سوى نموذج المجازر التي أنجزها أبوه الهالك في حماة سنة 1982.
لقد استطاع بشار أن يروج عن نفسه خدعة الرئيس الشاب المتفتح و المثقف، و ظهر في الإعلام إلى جانب زوجة تلبس اللباس الغربي و تتسوق في أسواق باريس و ترتاد مطاعمها، فأعطى انطباعا خادعا لبعض السذج و ظنوا أن الرئيس الشاب الجديد يختلف عن أبيه الهمجي، و أنه يحمل إصلاحات للشعب السوري، خصوصا و أنه قد درس الطب. و رحل إلى بريطانيا و لم يكن له اهتمام كبير بالسياسة حيث كان يعلم أن أباه قد هيأ أخاه باسل لخلافته، لكن الأحداث التي جرت منذ أن استولى على السلطة بعد أن غير الدستور السوري و فصل على مقاسه، أظهرته مجرد أداة طيعة في يد الهمجيين من البعثيين من الحرس القديم، فلم يقم بأية إصلاحات وعد بها و ظلت سجون سوريا ترزح بالسجناء السياسيين سواء منهم اللبنانيين أو السوريين. و لكن عندما وصل الربيع العربي إلى ربوع سوريا ظهر بشار على حقيقته الهمجية و الغارقة في التخلف، فشعاره الموضوعي هو إما أن أحكمكم أو أقتلكم. هذا المتخلف لم يسمع يوما عن حق الشعب في أن يختار من يحكمه، و لم يتشبع يوما بمفهوم الديمقراطية ، و كل ما أنجزه في سوريا هو أنه سلم البلاد إلى ملالي إيران الخرافيين الذين يستهدفون الشعب السوري بنشر سموم الرفض بين صفوفه، و لذلك نراهم يستميتون في الدفاع عن هذا المستبد بالمرتزقة و السلاح ، لأنهم يرون في سقوطه سقوطا مدويا لمشروعهم الطائفي الباطني اللعين.
يوشك أن تأتي الثورة السورية المباركة على هذا النظام الدموي من القواعد، و يوشك أن يلتحق بشار بالقذافي أو يفر مطاردا إلى إيران أو روسيا، ساعتئذ قد يود بشار لو أنه لم يقتل شعبه و لم يبوء بلعنة التاريخ. ما ذا جنى القذافي من 40 سنة من الطغيان و الهمجية،لعل أفضل جواب هو ما كان يدور في ما تبقى من عقله و هو يتلقى الطعنات و الصفعات من شباب مصراته، قبل أن ترمى جثته النتنة في مكان ما مجهول في صحراء ليبيا الشاسعة. لكن سقوط بشار الوشيك سيسقط معه حزب الله و المشروع الإيراني الصفوي الخطير، و لذلك فإن سقوط طاغية الشام فيه خير ليس للشعب السوري وحده و لكن للأمة الإسلامية جمعاء. فاللهم عجل بسقوط هذا الطاغية ليسلم الشعب السوري من هول المذابح التي يتعرض لها. في 9 فبراير 2012
0 التعليقات:
إرسال تعليق