عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

عنوان الموضوع

نبذة عن الموضوع

الثلاثاء، 23 أبريل 2013

إيران تسخر حزب الضاحية لمحرقتها بسوريا - أحمد الرواس


خامنئي يأمر حسن
نصر الله بإبادة السوريين و احتلال قراهم
لقد رشحت أخبار مقلقة آتية من إيران حيث تواترت الأنباء عن لقاء سري جمع زعيم حزب الضاحية مع مرشده الأعلى علي خامنئي و أعطاه تعليماته بإبداء قسوة أكبر و التحول من الدفاع إلى الهجوم على الشعب السوري. فقد أوردت أكثر من صحيفة مثل الرأي الكويتية و الوطن العربي و غيرهما أن خامنئي قد إلتقى سرا بحسن نصر كما التقى بقائد ما يسمى بفيلق القدس الجنرال قاسم السليماني المشهور بهندسته للمذابح الفظيعة ضد سنة العراق إبان الاحتلال الأمريكي.
اللقاء السري الأخير بين حسن نصر و خامنئي كان موضوعه تطوير التدخل العسكري في سوريا إلى هجوم و ما يتطلبه ذلك من إحداث مجازر في حق الشعب السوري. و يقول المتابعون أن اللقاءات تتم باستمرار سواء مباشرة أو عبر وسائط، فلإيران وجود كثيف في سوريا و لبنان و العراق، و هناك توافد مستمر للمسؤولين الإيرانيين في دمشق و الضاحية الجنوبية لبيروت فالخطط على قدم وساق و آخر ما يفكر فيه هم الضحايا السوريين.
مجازر تقشعر لهولها الأبدان
بعد هذا اللقاء السري المسرب ظهرت على الأرض السورية سياسة جديدة تجسد تلك التعليمات الدموية لمسؤولي إيران على رأسهم خامنئي، فقد رأينا مجازر تقشعر لهولها الأبدان تقع في بلدات جديدة الفضل و جديدة عرطوز بالريف الجنوبي الغربي لدمشق حيث ذبح جنود النظام المدعومين بمرتزقة حزب الضاحية و عناصر من جيش المهدي العراقي و جنود بشار مآت الأبرياء ـ إذ أمعنوا في المدنيين ذبحا وسفكا و قتل مآت الأطفال و النساء و الشيوخ و كل من لم يستطع الهرب، و أسفرت هذه الهجمات الجديدة عن قتل أكثر من 500 من الأبرياء العزل،ناهيك عن التعذيب و الاغتصاب. و تظهر صور فظيعة لأولئك الوحوش و هم يذبحون الناس كذبح النعاج.


هذه السياسة الهمجية تستهدف بها إيران إحداث الصدمة و الترويع لدى الشعب السوري المساند للثورة. و الدفع بالناس إلى إخلاء مدنهم و قراهم ليسهل على جنود حلفائها من احتلال أماكن تواجد الثوار.
إيران تقلد العصابات الصهيونية

إيران توصي حلفاءها مثل نظام البعث بسوريا و مرتزقة حزب الضاحية و ما لحق بهم من مرتزقة شيعة العراق  بانتهاج  نفس السياسات التي اتبعتها العصابات الصهيونية مثل الهاجانا و الأرجون والسترنج و غيرها حيث يعمد هذا الأسلوب إلى المبالغة في الوحشية التي لا يستثنى منها حتى الأطفال و ذلك من أجل إحداث الترويع بين السكان و الدفع بهم إلى الهرب وترك ديارهم ليسهل احتلالها،و في الوضع السوري تهدف إيران بهذه الخطة الجهنمية إلى حرمان الثوار من حاضنتهم الشعبية الطبيعية بعد أن تعذر عليهم إزاحتهم من أماكن تمركزهم.

مجازر متوقعة من حزب الضاحية على جبهة القصير
بعد ذلك اللقاء السري مع خامنئي تندفع قوات حزب الضاحية بأعداد كبيرة من مرتزقة الحزب متقدمة نحو مدينة القصير تحت قصف مكثف للطيران الحربي للنظام  و القصف بالصواريخ و المدفعية، التي وفرت غطاء لتلك القوات الغازية من لبنان لتحتل مجموعة من القرى الصغيرة في ريف القصير و الواقعة غرب نهر العاصي . إذ احتلت قوات حزب الضاحية قرى سورية على الحدود في ريف القصير مثل: أبو حوري- البرهانية النهرية سقرجة الأذنية الخالدية. و هذه قرى سكانها سنيون قد تم تهجيرهم و قتل كثير من الأبرياء منهم، ناهيك عن القرى الصغيرة الأخرى التي يسكنها الشيعة أو يتقاسم فيها الشيعة العيش مع السنة، كما قام الحزب بتدمير مجموعة من المساجد في المنطقة مما يعد هجوما سافرا على بيوت الله الآمنة. و المعلوم أن مقاتلي الحزب يقومون بقصف عنيف لكل بلدة قبل الدخول إليها تحت غطاء النيران الكثيفة مما يسفر عن استشهاد كثير أهل هذه القرى. و قد حملت الأخبار نصب الحزب لمدافعه على مشارف مدينة القصير تمهيدا لاحتلالها.

إيران تقاتل بغيرها
قبل مدة تزيد على السنة قلت في بعض مقالاتي أن إيران تستخدم التشيع للوصول إلى أهدافها القومية الفارسية، و أن نشر التشيع أو دعم الشيعة في العالم يأتي بهدف استخدام ولائهم الطائفي الأعمى كسند قوي يسند ظهر خطة مشروعهم القومي للهيمنة على المنطقة. و ها نحن نرى مصداق ذلك عيانا داخل سوريا.
فقد حان الوقت كي تدفع إيران بحزب الضاحية إلى محرقتها، و ما ذا يهم إيران من الدم اللبناني المسفوك على الحدود؟ طالما أن الذين يقتلون ليسوا من جنودها، فقد رأينا كيف خيم الحزن على كل الإيرانيين يوم قتل لهم مسؤول في سوريا قبل أسابيع بينما تستمر جثامين مرتزقة حزب الضاحية في الوصل سرا إلى مقابر الجنوب أو تدفن في مقابر جماعية على الحدود بعيدا عن عيون أهليهم دون أن تكترث إيران أو يحزن شعبها لقتلهم في محرقتها الخاسرة.
و بهذا تظهر بلادة مسؤولي حزب الضاحية الذين غشى أعينهم الانقياد الأعمى للخطط الإيرانية فسخروا أتباعهم حطبا رخيصا لفرن الأحقاد القومية الإيرانية.
هذا الوضع الخطير الذي ينذر بانتقال الحرب إلى البقاع و كل لبنان سبق لكثير من السياسيين أن حذروا منه إيران و حزب الله على رأس هؤلاء الشيخ صبحي الطفيلي الذي كان يملك صورة واضحة للوضع الذي آلت إليه أمور لبنان قبل سنتين.
اليوم أصبحنا نعيش وضعا جديدا فلم يعد في إمكان الحزب أن يتنكر لتورطه في مساندة طاغية الشام بعد أن أتعبه التنكر و اصطناع الحيل، و لم يعد يهمه أن يكتشف أمره بعد أن تلقى أوامر واضحة من حكام دولة إيران بالتورط أكثر و الدفع بشباب لبنان حطبا لنار الأحقاد التي أشعلتها إيران ضد الشعب السوري التواق إلى الحرية كغيره من شعوب الربيع العربي. و يبدو جليا أن حزب الضاحية لا يملك من أمره شيئا فلا يملك المرء أن يعترض على من صنعه. و قد يدرك مسؤولوا الحزب و مؤيدوه - بعد فوات الآوان طبعا - أنهم كانوا ضحية أكبر، و أطول مؤامرة إيرانية، و أنهم لم يستنبتوا في الحديقة الخلفية لدولة الفرس إلا ليقطفوا عندما يحين الأوان. و يبدو أن أوان القطاف قد حان.

الأحد، 21 أبريل 2013

عذرا يا أم المومنين - أحمد الرواس





 عذرا يا أم المومنين

شعر/أحمد الرواس

عذرنا لك ياعائشة يا عين الطهــــــر 
إن ولغ في عرضك أبناء الغــــدر
يا من كنت لخير الأنـــــام خير زوج  
 و أما للمومنيــن تجــــلل بالوقــار
رفع الله في التنزيـــل كعب مقامـــك  
 و طيبـة أنت للطيب طـه المختـــار
فلا عليك من بهتان مرضى الرفض 
   إن كــان يجـلك أكثـــر من مليـــار
ظفرت بخير المرسلين لك زوجـــــا
  و هــام بك جميع أبنـــائك الأبــرار
مكانتك شمس في قلب كل مومـــــن 
تسطــع بالنبــل و وارف الأنـــوار
فلتشرق على الدنيـا أنـــوار سجاياك
  و ما ضر شمس قط دخــان الأقذار
أودع النبي صدرك علــــوم الوحــي  
  ففاض على الآنام بالهدى و الخير
ما خلى باب علم من عطر حديثـــك  
 رويتــه عنه بكــل صـدق و وقـار
و أوصانا الهادي بأخذ نصف ديننــا 
 عنك فعمت أنــواره كل الأمصـــار
أنت في قلوب كل  المومنيـــــن درة 
 تنضح بالنبل لكــل ذوي الأبصــار
غاض بن سلول تسنمك  الفضيلــــة 
  فبث إفكـه في صحابه الأشــــــرار
فأنزل المولى في الذكـــــــر براءتك 
     منة لم يدركهــا أحد طــــول الدهر
و بالنار بشر الذي تولى كبــــــــــره 
    و لك الجنة وعدا في سورة النــور
فإن تك فلـــول النفـــاق قد محقـــت 
   في خلافة الرشد مدبرين بكل عــار
فقد آنس بمستنقـع الرفض بيئتـــــه 

      فنمى بالسخائم و طوى كل الأطوار  



كتبهاأحمد الرواس ، في 3 أكتوبر 2010 الساعة: 12:07 م

تعليق واحد على “عذرا يا ابنةالصديق/أحمد الرواس” من مدونتي بمكتوب
  1. عذرآ ياام المومنين
    الله يجزاك خير ويعيك العافيه على هذه الابيات الشعريه
    الذي تدافع عن ام المؤمنين شريفة الشرفا
    شكرآ لك بماتقدم وتقبل مروري

الأربعاء، 10 أبريل 2013


من اغتال البوطي؟
كل متتبع للأمور يلاحظ تخبطا واضحا وقع فيه نظام الأسد ، يثير الشكوك حول حقيقة الرواية الرسمية التي روجها الإعلام السوري عن اغتيال الشيخ البوطي. حيث قالت الرواية الرسمية أن إرهابيا دخل المسجد و صاح : الله أكبر قبل أن يفجر نفسه ، و كان الانفجار قويا إلى درجة أنه أودى بحياة 49 شخصا. لكن هذه الرواية لا تتطابق مع الصور التي عرضها النظام و التي أظهرت عددا من الجثث الممزقة و الأطراف المتناثرة ، و كتل دموية هنا و هناك تشبه ما سبق للنظام أن رتب له في تفجيرات سابقة...فالصور التي عرضها النظام من عين المكان لا تظهر أية علامة على انفجار بذاك الحجم الذي يقتل كل تلك الأعداد، و الدليل أن السجاد بدا نظيفا و ليس به أية علامة على أي احتراق، أو شظايا نارية. كما أن كل الأمور المعلقة و المجاورة لمنصة البوطي بدت في مكانها، مثل المراوح، و المقعد الذي يجلس عليه البوطي و المقعد الآخر الذي يقع خلفه تماما، و ثريا المحراب المجاور له بل حتى كتب البوطي التي كان يلقي منها ظلت فوق المنصة.
و ما هي إلا أيام حتى تأكدت الشكوك حول زيف الرواية الرسميةـ فقد ظهر للوجود شريط يسجل اللحظات الأخيرة قبيل الانفجار و بعده. و فيه يظهر البوطي يلقي درسه، ثم وقع انفجار صغير نجا منه البوطي سالما لم يحدث له شيءـ و الدليل هو أنه أعاد ترتيب عمامته فوق رأسه بشكل طبيعي، كما أن وجهه بدا سليما لا أثر للدماء عليه إطلاقا، و في هذه اللحظة يبادر شخص قوي البنية و يمد يديه نحو البوطي ليسقط رأسه على الفور جهة الشمال بفعل طلقة أو طعنة. و بمجرد أن يسقط البوطي ينسحب ذلك الشخص على عجل ليظهر على رسغ البوطي أثر طلق ناري و الدم يتفق من فمه، و هو فاقد للوعي  تماما و يلفظ أنفاسه الأخيرة.بعد ذلك فقط يظهر بعض الأشخاص و هم يحاولون إنزاله من مقعده.
مقارنة الروايتين:
من خلال هذا الشريط او الأشرطة التي ظهرت يبدو أن شكوك المراقبين حول الرواية الرسمية الأولى كانت في محلها، و أن استنتاجاتهم المؤسسة على الصور و التصريحات التي عرضها النظام ، و التي تفيد بزيف الرواية الرسمية و كون النظام هو من رتب لاغتيال البوطي ، هي استنتاجات صحيحة.

تخبط متلاحق:
يقول المثل : يكاد المريب يقول : خذوني !
فالنظام ظهر على رواياته الاضطراب و حتى التناقض مما يؤكد مسؤوليته عن اغتيال البوطي. فعندما ظهر الأشرطة الأخيرة التي ما يزال تسريبها محل غموض، بحيث لا يُدرى هل النظام هو من سمح بتسريب تلك الأشرطة أم أن هناك متعاونين مع الجيش الحر من داخل النظام هم من قاموا بتسريب الأشرطة، كما حدث في فضيحة التلفيق الإعلامي السوري لتلك الفتاة التي ادعت أن أفرادا من الجيش الحر قاموا باغتصابهاـ ثم فيما بعد و قعت الفضيحة عندما سرب أحد الإعلاميين من داخل الدائرة الإعلامية للنظام الشريط الحقيقي الذي فضح تمثيل المشهد بشكل سافر جدا.
أقول عندما ظهرت الأشرطة الأخيرة وقع في اضطراب أكثر فبادر إلى الطعن في صدقية ذلك الشريط، و ادعى أنه مفبرك في استديوهات الجزيرة أو العربية !! ثم أظهر الإعلام الرسمي السوري ما قال إنه أدلة على زيف الشريط، و تتمثل "أدلته" فيما يلي:
1 أن الذي صور الشرط صوره من على شاشة جهاز تلفاز !
2 أن الخلفية الماثلة وراء البوطي تختلف عن الخلفية "الحقيقية" التي عرضعا الإعلام الرسمي
3 أن صوت البوطي سيختفي بعد الانفجار !
و هذه التعليلات الواهية و المتهافتة، تزيد من الشكوك حول تورط المخابرات السورية في اغتيال البوطي بالرغم  من أن النظام أوردها لإبعاد التهمة عنه.
بالنسبة للمطعن الأول فإنه قد ظهرت للوجود أشرطة أخرى أوضح ، و مأخوذة بشكل مباشر و ليس من على شاشة جهاز ناقل. و عند مقابلة تلك الأشرطة يتبين بما لا يدع مجالا للريب أبدا أن هناك تطابقا تاما، و قد عُرضت تلك الأشرطة على عدد من ذوي الاختصاص فأكدوا أن الأشرطة حقيقية و ليست مزورة أبدا.
بالنسبة للمطعن الثاني المتعلق بالخلفيةـ فإن الخلفية كانت مغطاة بقماش عليه نقوش لكن القماش سقط بفعل الانفجار فظهرت الخلفية الحقيقية التي يجلس أمامها البوطي. فالصور التي عرضها النظام تعود إلى ما بعد الانفجار و ليس قبله.
بالنسبة للمطعن الثالث، فإن انقطاع الصوت هو من جراء انقطاع أسلاك المايك أو تعطل جهاز المكبر المجاور.
مزيد من تخبط النظام.
بعد أن طعن النظام في الشريط المسرب تقع مفاجأة أخرى حيث يظهر على الإخبارية السورية إبن الشيخ البوطي توفيق ليؤكد ما جاء في الشريط المسرب تماما، غير أنه وقع هو الآخر في تناقضات قد يكون مردها إلى تلقين معين أجبر على الإدلاء به و هو قوله بأن الشخص الذي قام إلى البوطي  كان إبنه، أي حفيد البوطي و هو نفس الشخص الذي مات جراء الانفجار، و برر ذلك بطريقة لا تسع العقل أبدا، حيث قال بأن ولده لم يكن قد شعر بما أصابه جراء الانفجار بالرغم من أنه كان يجلس مباشرة أمام الشيخ البوطي 
! فقام واقفا على إثر التفجير من محاولة إسعاف البوطي، و رأيناه يمسك برأس البوطي قبل أن يندفع رأس البوطي بقوة نحو يسار ذلك الرجل، و ينسحب على عجل، بينما ظهر أشخاص آخرون يحاولون حمل الشيخ البوطي.
و المعلوم أن حفيد البوطي قتل في نفس الانفجار 
!
لكن ما يناقض هذه الرواية أن الرجل كان يبدو بصحة جيدة، و حركاته كانت متزنة سواء عند إقدامه على الإمساك برأس البوطي أو عندما انسحب. فكيف تصح في العقول مثل هذه الرواية؟ كيف يقوم شخص من مكانه و يخطوا نحو المنصة و يمسك برأس البوطي ثم يقوم بالانسحاب على عجل و هو في نفس الوقت مصاب إصابة قاتلة جراء الانفجار الذي أودى به؟
و قد بدا على ابن البوطي الذي فقد الولد و الوالد معا الحزن العميق و هو يحاول التهرب من الخوض كثيرا في روايات المعارضة المناقضة للرواية الرسمية، بالرغم من محاولة  المذيع جره إلى ذلك، و كأنه يعلم شيئا لا يريد البوح  به.
و المعلوم أن القاعدة التي يتهمها النظام بقتل البوطي، لا تستنكف عن تبني كل العمليات التي تقوم بها، و كذلك جبهة النصرة، فكيف و قد نفوا أية علاقة لهم بهذه العملية الإجرامية بكل المقاييس؟
كما أن مما يزيد من الشك في النظام أن بشار نفسه ضبط يكذب أكثر من مرة، لعل آخرها بشأن البوطي عندما صرح لجريدة يسارية تركية مغمورة أنهم قتلوا البوطي و قتلوا عالما آخر في حلب لأنهم يريدون أن يفجروا فتنة طائفية بسوريا. و العالم الآخر الذي يتحدث عنه بشار هو الشيخ
حسن سيف الدين حمو الماردلي امام جامع الحسن بحي الشيخ مقصود بحلب و الذي زعم إعلام الأيد أنهم قتلوه و وضعوا رأسه على مأذنة مسجد الحسن الذي كان إماما فيه. لكن الثوار أظهروا الشيخ حسن المؤيد للنظام و هو حي يرزق و يستنكر رواية النظام الذي وصفه بالفاسق.

ما مصلحة النظام في قتل البوطي؟
البعض يحاول أن يبعد التهمة عن النظام بالتساؤل حول مصلحة النظام في قتل كبار مؤيديه. و هؤلاء قد يكونوا معذورين بجهلهم للطبيعة الدموية و المخابارتية للنظام الأسدي، فالنظام السوري يحتكم إلى التقارير المخابراتية، و ينفذ الخطط الجهنمية المبيتة في أقبية المخابرات مهما بلغت درجة قذارتها و وحشيتها. لقد غاب عن هؤلاء أن النظام الأسدي ضالع في مثل هذه الاغتيالات القذرة، و له تاريخ دموي من الإجرام ضد مختلف الطوائف و الفئات. فقد ذبح النظام مآت الفلسطينين و عشرات الآلاف من السورين خلال حكمه الاستبدادي  الطويل. و هو لا يعرف حرمة لا لعالم و لا لفنان و لا لكاتب و لا لمدني بريء.
هناك عدة احتمالات قد تكون دفعت النظام إلى قتل البوطي.
أولا: لأنه كان يخشى أن ينقلب في مواقفه بعدما أصبحت صورة النظام الوحشية جلية جدا، و أصبح السوريون يرون عشرات الصواريخ البالستية تنطلق من قواعدها نحو المناطق السورية في الشمال، و يرون طائرات النظام و هي تسقط حمم الموت على جيرانهم في دمشق و ريفها، و النظام يريد أن يحتفظ برصيده من تأييد البوطي له كاملا غير منقوص. و حيث أنه قد استنفذ منه أغراضه أراد أن ينهيه بهذه الطريقة.
ثانيا: النظام يتصور أنه بهذه الطريقة سيرفع من نقمة من تبقى من مؤيديه بعد أن يشوه صورة المعارضة بإلصاق وحشيته بها.
ثالثا: لعل النظام ما يزال يطمع في انضمام الأكراد إليه، فالمعلوم أن البوطي كردي الأصل و له سمعة طيبة بين الأكراد، فبإلصاق تهمة قتله بالثوار يأمل النظام في إحداث شرخ بين الأكراد في الشمال بين الحسكة و القامشلي، عساه يحتفظ بموطئ قدم له على الحدود مع نظام المالكي الحليف.
إن وهم تحقق أي من هذه الأهداف كاف بإغراء النظام بتصفية أحد كبار مؤيديه مثل البوطي.
مما يثير مزيدا من الشكوك أن النظام لم يعرض أي شريط لذلك الحادث الإجرامي حتى الآن. و لعله يعكف الآن على فبركة شريط آخر، أو تهيئة أشخاص تحت التعذيب بالإدلاء باعترافات بتورطهم في الجريمة كما فعل مع ذلك الشخص البريء الذي جيء به يعترف بأنه قد اغتصب تلك البنت الشبيحة التي مثلت دور الضحية، و فضحها تماما الفيديو المسرب قبل شهور.
الحقيقة لن تظهر كاملة إلا بعد سقوط الطاغية، و وضع اليد على إرشيفات المخابرات، يومها سيصعق العالم بمدى وحشية و إجرامية هذا النظام الطائفي المقيت. و يومئذ يفرح المومنون بنصر الله.

الاثنين، 8 أبريل 2013

الثورة السورية و العواقب المحتملة - الجزء الثاني أ الرواس



               قراءة في حاضر و مستقبل الثورة السورية               
في الجزء الأول ألقيت نظرة مختصرة عن الخلفية التاريخية و المنطلقات الحقيقية للصراع في سوريا. و في هذا الجزء أتعرض لتلمس مآل الصراع المحتدم في سوريا.قلت أن الدول العربية بالنسبة للثورة السورية بدأت خافتة ثم متحمسة ثم مترددة حائرة. لأنها في غالبيتها لا تملك قراراتها بيدها، و هي مرتهنة بالموقف الدولي الذي تتحكم فيه أمريكا التي تتحكم إسرائيل في كثير م قراراتها خصوصا ما تعلق منها برسم و تنفيذ سياسات المنطقة.بينما في المقابل محور إيران و أداته الضاربة في لبنان و العراق لا يقيم وزنا لأية دولة أخرى، لأنه يملك قراراته بنفسه. و بالتالي كانت مواقف محور إيران واضحة و ثابتة، و يميزها الفعل، و يَقل فيها الكلام. بل إن فعلها يُبطل كلامها. على عكس الدول العربية التي تكلمت كثيرا عن دعم الشعب السوري، و دعم الجيش الحر، لكنها عمليا لا تزال تتردد إلى يومنا هذا في تزويده بالسلاح الفعال لإنقاذه من آلة القتل الفظيعة. حتى يئس الشعب السوري من العالم أجمع، و أسلم أمره لقدره أمام أنظار الدول العربية، و الدول التي نعتت نفسها بأصدقاء الشعب السوري.فالسلاح يتدفق على النظام من إيران، و روسيا، و المرتزقة يتوافدون من كل حدب وصوب عبر الحدود الصحراوية العراقية السورية، و الحدود اللبنانية، و عبر الموانئ في طرطوس و اللاذقية.

هناك إذن خلل كبير في المعادلة السورية، فهناك محور متوثِّب لا يعرف حدودا في دعمه الكاسح للنظام السوري، الذي يخدم مصلحته المستهدِفة ليس لمصالح محور الدول العربية و حسب، بل يستهدف على المدى البعيد وجودها و كياناتها. 
و محور متردد، و متوجِّس من خرق العقوبات على توريد السلاح للثوار. لكن في ظل هذا الخلل العام، إلى أي حصيلة سينتهي الصراع؟
نظرة عامة على خارطة الأوضاع 
عند إلقاء النظر على خارطة الصراع في سوريا، نلاحظ حقيقة لا مِراء فيها. و هي أن الثوار يتقدمون بخطى ثابتة. فبعد أن كان النظام يسيطر على كل البلاد، أصبح الثوار اليوم  يسيطرون على معظم البلاد، فلو استثنينا المناطق الصحراوية الواسعة الغير مأهولة تقريبا، و الواقعة في معظم النصف الغربي ، و الجنوب الغربي للبلاد، فإن الثوار اليوم يسيطرون فعليا على الشمال كله، إلا جيوبا ضيقة في حلب و ما حولها من ناحية الجنوب. فكل الحدود السورية التركية الشمالية، أمست اليوم في قبضة الثوار. و هم من يديرون شؤون الناس في بلداتها و قراها. و كذالك في الجزء الشرقي، و الشمالي، و الغربي لمدينة حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا إلى غاية دير العسل المحرر حديثا. مما يشبه الطوق على مدينة حلب و لم تبق سوى الواجهة الجنوبية للمدينة، و خناق الثوار يضيق على قوات النظام بالمدينة شيئا فشيئا. فهم اليوم باتوا يسيطرون على الأحياء الجنوبية الشرقية المجاورة للمطار الدولي لحلب. كما أن المطار العسكري الملاصق له أصبح شبهَ محاصر، و يمكن أن يسقط في أية لحظة.و في الجهة الشرقية أصبح الثوار يسيطرون على المعابر مع العراق مثل معبر البوكمال، و منفذ اليعروبية في الحسكة.و في العاصمة يسيطر الثوار على مناطق واسعة في دمشق و ريفها. بعد أن كان وجود الثوار و الجيش الحر مقتصرا على ريف دمشق بالغوطة الشرقية و دوما شمال شرق العاصمة، و في الريف الجنوبي بداريا و المعظمية أصبح الثوار اليوم يتواجدون بقوة في الأحياء الشرقية و الجنوبية الشرقية على طول الطريق السيار الذي يربط العاصمة بمطار دمشق الدولي، ابتداء من المتحلق الجنوبي، كما يتواجدون في قرية حران العواميد الملاصقة للمطار من الناحية الشرقية، و في الأسابيع الأخيرة قام الثوار بالزحف نحو مناطق حساسة في قلب العاصمة دمشق، فهم اليوم يتواجدون في محيط ساحة العباسيين بقلب العاصمة، و سبق لي أن أقمت في فندق مشرف على هذه الساحة الاستراتيجية، و التي تمهد للثوار الطريق نحو جبل قاسيون حيث القصر الجمهوري، و مراكز المدفعية، و مقرات السلطات العسكرية العليا، مثل الحرس الجمهوري و غيره. 

سيطول بنا الحديث لو استرسلت في ذكر أماكن تواجد الثوار، و مآت المناطق المهمة التي فقدها النظام برغم الدعم الهائل الذي تقدمه إيران و آلاف المقاتلين الذين يدفع بهم حزب الله إلى سوريا لدعم جنود النظام ضد الثورة الشعبية هناك. كان آخرها تحرير مدينة الرقة الإستراتيجية. 

لكن بقي أن أذكر أن عددا من المطارات المهمة قد وقعت في قبضة الثوار مثل مطار تفتناز الاستراتيجي في إدلب، و مطار الجراح و مطار عقربة و مطار منغ في حكم المحرر بشمال حلب، و مطار مرج السلطان بريف دمشق. كما أن عددا من المطارات الأخرى هي تحت حصار الثوار كمطار كويريس و مطار حلب الدولي. 

في ظل هذه الصورة على الأرض، و في ظل حقيقة لا مِراء فيها، و هي أن نفوذ النظام في انحسار مستمر، و سيطرة الثوار في زحف مستمر. و أن كل المناطق تقريبا التي فقدها النظام لصالح الثوار لم يكن قادرا على استعادتها برغم كثافة النيران العشوائية التي يستعملها، ولجوء النظام إلى التدمير العشوائي للمناطق التي فقدها و لجوئه إلى استعمال صواريخ باليستية – الغير مجدية عسكريا في الحالة السورية- ضد مناطق سكنية في القرى و المدن التي فقدها، مما يعني بوضوح فقده لأمل استرجاعها، أو عودة بسط نفوذه عليها مرة أخرى. 

ما هو الخيار الأخير للنظام؟إن تركيز النظام لهجماته على مدينة حمص و القرى المجاورة لها، و تركيز وجوده و قتاله المستميت على طول الطريق الرئيسي الموازي و القريب للحدود اللبنانية، والذي يربط مدينة حمص المحاصرة بالعاصمة دمشق، و كذلك تركيز هجمات حزب الله على القرى الحدودية القريبة من حمص كالقصير مثلا، و مشاركة القوات النظامية في السيطرة على أحياء حمص المحاصرة، و ورود أنباء متطابقة عن نقل صواريخ و أسلحة مهمة إلى الجبل في ريف اللاذقية و طرطوس، و كذلك إحكام القبضة الحديدية على كل المدن الساحلية مثل بانياس و طرطوس و اللاذقية. كل هذا يدل بوضوح أن نظام الأسد يراهن على إنشاء دويلة لطائفته العلوية في جبال الساحل حول القرداحة موطن عائلة بشار في حالة ما إذا سقطت العاصمة دمشق. و ربما أصبح التركيز الإيراني على هذه المنطقة، حيث يتوفر الولاء الأعمى للنظام من طرف الأقلية العلوية. فمنطقة الساحل منطقة استراتيجية بسبب منافذها البحرية و موانئها المهمة، و بسبب وجود قواعد عسكرية روسية بما توفره لكل من النظام و إيران ككهف أمان ضد أي سيطرة محتملة للثوار على منطقة الساحل. النظام الإيراني يراهن على سيطرة نظام الأسد على المنافذ البحرية حيث سيتم نقل آلاف من الحرس الثوري للقتال في جبال الساحل لتثبيت دعائم النظام العلوي القادم. لقد بدأ محور إيران يفقد الأمل في إبقاء السيطرة على الجبهة الشرقية مع العراق، حيث تأمل إيران أن يبقى هناك خط جغرافي إستراتيجي موصول بالعراق بحيث يمكن إيصال الدعم العسكري عبر الحليف الطائفي العراق. و هذا ما يفسر استماتة النظام في الدفاع عن دير الزور، و المدن الشرقية مثل الحسكة, لكن كل تلك الهمجية لم تفلح في الاحتفاظ بهذه المنطقة فقد سقطت معظم المناطق الشرقية في أيدي الثوار بما فيها الحسكة و اليوم 9 مارس سيطر الثوار على الفيلق 113 في ريف دير الزور التي أمست شبه محاصرة اليوم و قد يعلن الثوار عن تحريرها قريبا.و قبل أيام سقطت مدينة الرقة المهمة. 
إحتمالات مستقبلية 
          بعد أن يتم إسقاط العاصمة دمشق ستتجه قوى النظام المتبقية إلى منطقة حمص لحماية ظهر النظام المنحسر في منطقة الساحل، و يأمل النظام أن يستطيع مقاتلو حزب الله، بالتعاون مع جنود النظام، أن يوفروا تواجدا مريحا في هذه المنطقة القريبة من الحدود اللبنانية. و قد بدأ هذا المشروع منذ شهور حيث أوكلت إيران إلى حزبها في الضاحية كي يحتل مناطق واسعة في ريف حمص، و قد بدأ الحزب هجوماته الغادرة على بعض القري المتاخمة للحدود اللبنانية المجاورة لمدينة القصير مثل : العقربية و كفر موسى و الغسانية و القطينة، و الفاضلية، و الحويك، و زيتا، و هي قرى صغيرة جدا إلا أن حزب الله يراها كمنطلقات لبناء قواعد هجومية، و قد استطاع مقاتلو الحزب أن يحتلوا بعض هذه القرى تحت الغطاء الجوي الذي يوفره النظام السوري. 
لكن في تقديري، إن مؤشر المعطيات على الأرض يشير إلى الانهيار السريع لهذا المخطط و ذلك للأسباب التالية: 

أولا: من المتوقع أن يزداد الجيش الحر تسلحا، و خبرة في إدارة المعركة ضد نظام متراجع. فالقرار الأخير للدول العربية يتيح -لأول مرة -لأية دولة عربية تسليح قوى المعارضة السورية بما يلزم من سلاح. كما أن الجيش الحر، و القوى الإسلامية العديدة الأخرى أهمها جيش النصرة، قد حصلت على كميات مهمة من السلاح من الثكنات و الفيالق، و الأفواج التي سيطرت عليها. 
ثانيا: من المحتمل جدا أن ينشق عدد كبير من جنود النظام في دمشق، عندما يرون ميل كفة الغلبة نحو الثوار. و قد لا يستطيع باقي الجنود الهرب نحو الساحل، خصوصا إذا سبق سقوط دمشق تطويق الثوار لها شمالا، و سيطرتهم على منفذها الشمالي نحو حمص فالساحل. 
ثالثا: قد لا يستطيع حزب الله أن ينفع النظام المنهار في شيء، عندما يكون في أمس الحاجة إليه، فهناك احتمال شبه أكيد من نشوب حرب لا تبقي و لا تذر بين الثوار و حزب الله بسبب ما وفّره من دعم للنظام، و بسبب الهمجية التي يمارسها ضد السنة في المناطق الحدودية و داخل حمص. فأفراد جيش النصرة مثلا لا يفرقون ما بين مقاتلي حزب الله، و مقاتلي جيش النظام. و بين الاثنين ثارات لم يفلح حزب الله في اعتداءاته المستفزة لكل المسلمين، والمتكررة على الشعب السوري إلا في إلهابها أكثر. 
رابعا: هناك شعب يغلي في لبنان، خصوصا في شماله السني الذي يرى تورط حزب الله في قتل الأبرياء وراء الحدود، و يرى مطاردة عناصر الحزب للجرحى السوريين في لبنان و اختطاف عدد منهم و تسليمهم لنظام بشار ليلقوا مصير التعذيب ثم القتل. كما أنهم و منذ أن تدجج هذا الحزب بالسلاح أمسى مستأسدا عليهم، يقتل أئمتهم و يغتال سياسييهم، و يفرض عليهم أيديلوجيته، كما فعل في أحداث ما يعرف في لبنان ب7 أيار حيث اجتاحت قوات حزب الله بيروت، و قتلت من قتلت، و استفزت بشعارات طائفية من استفزت، حيث كان جنود الحزب يتعمدون سب الصحابة، و لعن أم المومنين عائشة زوجة النبي في الشوارع تحت فوهة بنادقهم. 
و هذا يعني أنه بمجرد اشتعال شرارة القتال بين الثوار السوريين و الحزب الإيراني في الضاحية، فإن قوى كثيرة من سنة لبنان ستنضم تلقائيا إلى المعركة لأنها ستصبح معركة حياة أو موت في لبنان. و قد يفاجأ العالم بانتهاء دور الحزب في استفزاز اللبنانيين، لأن معركته ستكون لأول مرة مع مقاتلين لا يخشون الموت. بل كثير منهم –كجيش النصرة مثلا- يُقبلون على الموت بشغف لا يصدق. بخلاف أفراد الجيش الإسرائيلي الذين كان حزب الضاحية يواجههم فهم أحرص الناس على حياة. فقد جلبت تصرفات حزب الله العدائية إلى الحدود اللبنانية مقاتلين يحبون الموت كما يحب أفراد حزب الله الحياة. 

خامسا: في حالة سقوط نظام بشار المحتمل جدا، فإن النظام الإيراني سيجد صعوبة كبيرة جدا في مد حزب الله بالسلاح. لأنه لن يبق له سوى المنفذ البحري اللبناني الذي لا يسيطر عليه الحزب تماما. و ربما هذا سر هرولة إيران تجاه تمتين العلاقة مع مصر حتى تضمن عبور سفنها المحملة بالسلاح نحو الموانئ السورية ! لكن الضغط الشعبي و تورط إيران في الحرب المفتوحة ضد الثوار السوريين قد يدفع مصر إلى منع أية إمدادات عسكرية لميليشيا حزب الله من المرور عبر قناة السويس متذرعة بالحظر الدولي ضد توريد السلاح ، بينما ستظل خطوط الإمداد مفتوحة بالنسبة للثوار عبر سوريا المفتوحة على تركيا شمالا و العراق شرقا و الأردن جنوبا. و جزء من لبنان جنوبا و شرقا. 

سادسا: إن الحراك الشامل لأهل السنة في العراق، و في المحافظات المتاخمة للحدود مع سوريا مثل محافظة الأنبار، و نينوى مرشح للتحول إلى ثورة عارمة ضد حكومة المالكي الذي لا تخفى عمالته لإيران- بالنظر للتصلب و الخداع و التخوين الذي يواجه به حركة الاحتجاجات السلمية لسنة العراق. و هذه المحافظات لا يمكن أن تسمح لإيران و لا لحزب الله أن يتماديا في حرب الإبادة التي يشنانها إلى جانب قوة النظام. فإذا ما أخذنا بعين الاعتبار التداخل السكاني العشائري، و المذهبي عبر الحدود بين هذه المحافظات السنية و سوريا، علمنا أنها لن تكون إلا موالية للشعب السوري، و مانعة نظام إيران أن يستغل علاقته بالمالكي كي يسخر العراق كمعبر لإمداد إيران العسكري، خصوصا عبر محافظاتهم التي لا يمكن العبور إلى أي جزء من سوريا إلا عبرهما. و هما محافظتي نينوى و الأنبار أكبر المحافظات العراقية. و حادث معبر اليعروبية الأخير الذي قام فيه أفراد في محافظة نينوى السنية باستهداف رتل لقوات الأسد و هي في طريق عودتها للأراضي السورية بعد أن فرت إليها تحت نيران الثوار، في مهمة قتالية تعززها قوات عراقية فتم القضاء عليها. هذه الحادثة تمثل أحد الخطوط العريضة لما يحتمل أن تتطور إليه الأمور في المستقبل القريب. 

سابعا: إن كل متتبع لمجريات الأمور و تطورها يلحظ حقيقة لا مِراء فيها، و هي أن تمادي إيران في سياستها العدائية الطائفية المستحكمة ضد الدول العربية عموما و السعودية و دول الخليج خصوصا، و محاولتها المستمرة تطويق هذه الدول، و خلق الفتن الطائفية ،و الاجتماعية، و السياسية من بينها، البحرين، الكويت، اليمن، السعودية، سوريا، لبنان، مصر إلخ جعلت هذه الدول تدرك أن الخطر الإيراني قادم لا محالة، وأن القوم يسكنهم طمع السيطرة على المنطقة، و يراودهم حلم إعادة "مجد" الإمبراطورية الفارسية البائدة، و هذا التوجه الإيراني الخطير لم يترك لهم خيار إلا أن يجابهوه بخطوات احترازية، فاتجهت دول الخليج إلى عقد التحالفات الاستراتيجية مع بعض الدول العربية حتى البعيدة جغرافيا مثل المغرب و الأردن و مصر في الطريق، كما عقدت السعودية حلفا استراتيجيا قويا مع دولة الباكستان النووية و المتاخمة للحدود الإيرانية. مما يفسر اغتياظ إيران التي عبرت عن سخطها من هذا التحالف !!!و تتجه أيضا إلى تمتين العلاقة الإستراتيجية مع تركيا، العملاق الاقتصادي و العسكري في المنطقة. مما يعني تطويقا مضادا لإيران. و إذا ما أضفنا إلى الصورة فشل الاحتلال الأمريكي في القضاء على طالبان بأفغانستان القابعة على الحدود الشمالية الشرقية لإيران، و استحضرنا العداوة المستحكمة بين إيران و طالبان الذين يرون في إيران عدوة عقائدية تعاونت مع أمريكا في قتل الشعب الأفغاني ،و رأينا سعي أمريكا إلى التفاوض مع الطالبان، و قرارها الأخير بسحب قواتها دون أن تحقق ما جاءت من أجله، علمنا كم تبدو الصورة كالحة بالنسبة لمستقبل إيران. و كم هو سهل على الحلف الآخر تحريك كل هذه العناصر في محاصرة إيران و شغلها لعقود في نفسها.و لعل من حسن الصدف التاريخية بالنسبة لمحور الدول العربية في هذا الصراع المحتدم، و الذي تورطت السياسة الإيرانية في الرفع من إيقاعه، و تقف اليوم عاجزة عن التخفيف من وتيرته مما يفرض عليها الهروب إلى الأمام ضد منطق الأشياء،أقول لعل من حسن الصدف أن كفة التأييد الشعبي مالت بقوة نحو المحور العربي، بعد أن فقد محور إيران الغالبية الساحقة من مؤيديه بسبب التورط الإيراني في المجازر ضد السنة في العراق و سوريا. و لعل من حسن الصدف أيضا أن هذا التحرك الشعبي العارم في العراق يمهد الطريق أمام هذا المحور كي يقطع من الخلف ذراع البطش الإيرانية الممتدة عبر العراق و سوريا إلى لبنان بالتزامن مع قطع متنها في سوريا و كفها في لبنان. و مما يساعد في إنجاح هذا المخطط المضاد، بلادةُ السياسة الإيرانية التي حشرها التعصب، و الطمع الإمبراطوري في زاوية الهروب للأمام ! حيث راهنت على نظام الأسد، و قايضت الشعب السوري كله بحفنة من القتلة النُّصيريين. كما أنه من بلادتها دفعها بالمالكي إلى التصلب في وجه مطالب السنة لتحقيق العدالة، و الرفع من مستوى تمثيلهم في الحكومة العراقية و في الجيش و الشرطة، الذي أنشأه الاحتلال على أساس طائفي ليدافع عنه أمام مقاومي الاحتلال من سنة العراق. 

الخلاصـــة :
أن الشعب السوري مقبل على الإطاحة بنظام بشار، ليس في دمشق وحدها، و لكن في الساحل أيضا، بسبب الزحف الذي سيقوم به الثوار من المناطق الشمالية من إدلب و حلب التي توشك على السقوط، و دير الزور و الحسكة، إضافة إلى حمص و حماة، و نظرا لكثرة الجبال، و وجود الفجاج، و الغابات، فإن مهمة الجيش النظامي في صد الثوار ستكون شبه مستحيلة.و بسقوط النظام السوري سيسقط حزب الله تلقائيا بعد أن يدخل في صراع وجودي مع الجيش الحر، و جيش النصرة، و ينقطع عنه المدد، أو على الأقل- إذا لم يسقط، فستُقلم أظافره، و يتراجع خطره على لبنان و أهله من السنة كثيرا، بعد أن يدفع هذا الصراع سنة لبنان حتما إلى التسلح، و هذا الوضع الجديد المرشح إليه لبنان سيؤدي بكثير من أبواق السياسة الإيرانية و مخططيها إلى الرحيل عن لبنان خوفا على جلدهم، مما سيقلص نفوذ إيران أكثر، و يصبح حلم حسن نصر الله إلحاق لبنان بولاية الفقيه - كما صرح بنفسه - حلما يستحيل التحقيق. و قد يفاجأ العالم بما لم يكن له في حسبان، وهو أن يتحالف حزب الله مع إسرائيل إذا ما أحس بأي خطر على وجوده. كما صرح بعض الشخصيات في حزب الله. شَهِد بذلك الأمينُ العام السابق لحزب الله: الشيخ صبحي الطفيلي ! 

و أنا لا أستغرب من ذلك، فقد سبق لأحد كبار مراجع الشيعة، و عملاء إيران، و هو باقر الحكيم أن تحالف مع الاحتلال الأمريكي، و دخل العراق على ظهر دبابة الاحتلال أو داخلها، و هو الذي كان يخرج في طهران مع مئات من أتباعه يهتف بالموت لأمريكا و الموت لإسرائيل.و عندما قُتل وصفه حسن نصر الله بأنه كان عالما ربَّانيا !!!!كما أن الشيخ صبحي الطفيلي صرح قبل شهور أن باقر الصدر، صاحب كتاب فلسفتنا ،أعرب له يوم كان معه في الكويت عن استعداده للتحالف مع "إسرائيل" من أجل الإطاحة بصدام. 

و العراق قد يستقر الأمر فيه على إعادة هيكلة موضوع الحكومة على ضوء واقع جديد مبني على إحصاءات سكانية حقيقية غير مفروضة من إيران، و على أساسها يتشكل الجيش و الشرطة و المخابرات حتى لا تتكرر مأساة اضطهاد أهل السنة. 

أما إيران فمقبلة على خسارة تاريخية، فخسارتها لسوريا الوشيكة ستجر عليها خسارة ثلاثية : خسارة لبنان ثم العراق بعد سوريا. و ستجد نفسها تتقوقع داخل حدودها كما كانت. هذا إن نجت من فتن و ثورة شعبية داخلية بسبب الظلم، والاضطهاد، و البطالة، و التضخم المرتفع بسبب تدهور سياسة المتشددين،و صرف المليارات على الحروب و الدسائس و شراء الذمم في الخارج و الداخل. فكل المؤشرات تقول بأن إيران مقبلة على صيف ساخن هذه السنة، بسبب تأثير العقوبات على اقتصادها و تدهور عملتها التي فقدت أكثر من 60% من قيمتها خلال سنة واحدة. 

المنطقة مقبلة على أيام حبلى بالمفاجآت.و وضع المنطقة مرشح ليشهد عهدا جديدا سيتميز باندحار النظم الاستبدادية،و النماذج الستالينية بعد أن ينحسر طيفها المخيف عن الشرق الإسلامي.

الثورة السورية و العواقب المحتملة أحمد الرواس -الجزء الأول-



من الذي يستطيع أن يعطي الصورة الحقيقية  التي ستكون عليها ليس  سوريا وحدها و لكن أيضا لبنان و العراق و إيران من ورائها؟
في هذا المقال سأحاول أن أتلمس ملامح المنطقة بعد سنة من الآن إعتمادا على معطيات تحدث على الأرض، و ارتكازا على أجندات إيران و خطط الدول المعنية مباشرة بمآل الثورة السورية. هل سيصب هذا الصراع المرير في صالح محور إيران أم سينتهي لصالح محور الدول العربية في الشرق العربي؟
و أجدني مضطرا إلى كتابة موجز عن أجندات إيران أو خططها للمنطقة التي تعمل جاهدة لتحقيقها، و كذلك الإشارة إلى بعض ما رشح من تصور الدول العربية المجاورة و لنسم هذا المحور بالمحور العربي  الإسلامي في مقابل المحور الفارسي الشيعي.<--more--!> o:p>
مستقبل المنطقة من منظور إيران.
كيف تتصور إيران مستقبل المنطقة؟ و ما هي خططها المستقبلية لدول الجوار؟
ما يجب أن يعلمه القارئ أن إيران ليست دولة عادية، يهمها تحقيق التنمية لشعبها و العيش بسلام مع جيرانها ، مكتفية بحدودها الجغرافية ككثير من الدول. من يفكر بهذه الطريقة لا يفقه شيئا في السياسة الإيرانية و لا يعلم شيئا عن الأحلام التي تراود رجل السياسة و الدين في إيران على حد سواء.
إيران دولة عقائدية تحلم بأن تصبح إمبراطورية كما كانت قبل الإسلام حيث كان يمتد نفوذها إلى اليمن و القرن الإفريقي، و العراق و كانت هيمنتها تزاحم الهيمنة البيزنطية في الشام. فالسياسيون الإيرانيون مسكونون بهذا الحلم الفارسي الغائر، و يتشبثون بتراثهم الفارسي، و يحرصون على إبراز مخلفاته الحضارية من تماثيل و أعمدة و نقوش، و هم في أدبياتهم يعتزون كثيرا بالإمبراطورية الإخمينية 648-550 ق م و أبرز ما يذكره الإيرانيون باعتزاز كبير هو الإمبراطور كوروش الكبيرـ أو كوروش الثاتي. و الذي بنى إمبراطورية كبيرة تتمتع بقوة ضاربة لامست جبال القوقاز في الشمال و مصر في الجنوب و ما بينهما من بلاد العراق و الشام.
و قد سبق أن حضرت عدة معارض في أوروبا و دخلت إلى الرواقات الإيرانية فشاهدت مدى اعتزاز و تعصب الإيرانيين لتاريخهم الفارسي، فالأثار الإسلامية في إيران تهمش أمام الأثار الفارسيةـ فأنت تراها ضائعة بين الآثار السلوقية و البارئية و الساسانية.
كما أن الإيرانيين يرون في التراث العربي الإسلامي منافسا و مناوئا لحضارتهم الفارسية و تاريخهم الشاهنشاهي، و هذا للأسف ما يغيب على كثير من السذج العرب الذين انخدعوا بما يسمى بالثورة "الإسلامية" في إيران. بما فيهم الشيعة العرب سواء في العراق أو في إيران.
فيكفي المرء أن يطلع على المساهمات الأدبية للإيرانيين حتى بعد الثورة ليدرك حجم التعبئة النفسية ضد كل ما هو عربي.و لو كان المقام يتسع لذكرت كثيرا من الأمثلة المخزية من الأدب الإيراني الحديث، و يكفي أن يتصفح القارئ كتاب:
The Arab Image in the modern Persian literature
صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث لصاحبته جويا بلونديل  ليدرك مدى كره الفرس للعرب. فمن الشهنامة  ملحمة الفردوسي الشهيرة التي تصور العربي بالأقل منزلة من الفارسي  المتحضر، و تقيم مأتما على تدمير الحضارة الماجوسية الفارسية على يد الفتح العربي زمن عمر بن الخطاب، مرورا بكتاب: "سفر نامة" لناصر خسرو، وهو عمل أدبي كلاسيكي ظهر في القرن الحادي عشر. يصف العرب بالوحشية و التخلف  و الإجرام إلى "نادر نادربور" أحد أبرز المنظرين في الأدب الفارسي في عهد الخميني و خامنئي  و الذي يرى أن الإسلام الذي أدخله العرب لإيران هو معادي للنزعة الفارسية أصلا، و هو –في نظره الموبوء – معاديا للحضارة و يجادل أن هناك تناقضًا بين أن يقول الفارسي "أنا إيراني" و"روحي الإسلام"!.
الخلفية التاريخية:
إذن في أعماق كل فارسي متعصب لفارسيته  يقبع مخزون متوارث من العداء لكل ما هو عربي و إسلامي حق.
إذا علمنا هذه الخلفية التاريخية فهمنا سر التصريحات الإيرانية المستفزة ضد كثير من الدول العربية. فقبل أسابيع صرح علي لارجاني رئيس مجلس شورى إيران بأن على العرب أن يكفوا عن الوقوف في وجه طموحات إيران و إلا سيندحرون إلى مكة حيث كانوا أول مرة. ! و للباحثين أقول بأن علي لاريجاني هذا هو أخ  محمد لاريجاني صاحب :"خطة أم القرى" التي اقترح فيها على الحكومة الإيرانية أن يكون من سياستها المستقبلية حرف اهتمام المسلمين من  مكة إلى قم. و قد سبق أن كتبت بحثا في مدونتي تحت عنوان: " إيران في ظل نظرية أم القرى" فليراجعه من شاء من القراء. و قبل أيام صرح أحد ملالي إيران بأن سوريا هي المحافظة ال35 لإيران، و المطلع يعلم أن عدد المحافظات في إيران هي 31 محافظة، و السؤال إذا كانت سوريا هي المحافظة ال35 فما هي المحافظة 32 و 33 و 34؟؟؟ و الجواب لا يخفى على لبيب، و هي العراق، و البحرين و لبنان. و أظن أن الكويت تعدها إيران المقاطعة 36  فقد صرح لاريجاني بأن سقوط النظام السوري هو مقدمة لسقوط الكويت، ثم قال في صلف و عنجهية : إفهموها كما تشاءون.
إيران إذن دولة قومية تطمح إلى استعادة مجد الإمبراطورية الفارسية، و أمضى سلاح في يدها هو التشيع الصفوي. و لذلك فهي تجهد في محاولة نشر غسيله في أكثر من منطقة عربية، ليس حبا في التشيع، و لكن لأنها تعلم أن أقصر الطرق لتجنيد عملاء لها في أية منطقة هو كسبهم عقائديا وربطهم رباطا أعمى بعقيدة الولي الفقيه، فبمجرد أن يسقط الإنسان في مستنقع التشيع الصفوي حتى يصبح تلقائيا يدين بالولاء المطلق لما يسمى بالولي الفقيه. و من تم يمكن استعمالهم بسهولة وقودا في محرقتها لإضاءة الطريق أمام توسيع دائرة نفوذها القومي. فبالرغم من صرف إيران للملايير من أجل نشر التشيع الصفوي إلا أن ذلك مجرد وسيلة توطئ بها توسيع الطريق أمام الامتداد الإمبراطوري الفارسي. و لا أدل على ذلك فإن إيران خذلت دولة أذربجان الشيعية في صراعها المرير مع أرمينيا المسيحية لأن مصلحة إيران القومية اقتضت التحالف مع أرمينيا .
أين العرب من كل هذا التوثب الإيراني؟
الواقع أن الدول العربية لا تدري ما ذا تريد حتى الآن. فكل دولة منها تحاول العيش منفردة  ضمن حدودها صانعة أو متصنعة خصوصياتها، في تعايش و سلام و راحة البال، أكاد أجزم أنه لا توجد دولة من دول الخليج يفكر حكامها و أمراؤها في التطلع إلى أي دور حضاري للأمة العربية و الإسلامية. و هذا ما أشاع في الأفق غطيط غيبوبة حضارية عامة لدى معظم الدول العربية، مما يشجع إيران على الزحف نحو ملء الفراغ " الحضاري" قبل الإحلال العسكري المأمول لديهم. و لذلك فهي تكثر من الفرقعات الإعلامية لأية حركة صناعية تقوم بها.أو تصطنعها زورا كما ضبطت قبل أسابيع تزور في إرسال المركبة إلى الفضاء الخارجي و كذلك زيف صناعة مقاتلة "قاهر" التي تبن أنها مجرد مجسم مصنوع بالبوليستير. لأن إيران تستهدف بهذه الإشاعات ملء الفراغ لدى المواطن العادي الذي يسوؤه كثيرا بقاء دوله بعيدة عن اللحوق بركب التقدم الصناعي.و يسوؤه تنكب هذه الدول لمجده الحضاري التليد.
سوريا قاعدة متقدمة للإختراق الإيراني.
مر على الدول العربية حين من الدهر لم يكن أغلبهم يأخذ التهديد الإيراني على محمل الجد، خصوصا عندما قام صدام بمغامرته الطائشة بغزو الكويت. فصورت إيران للدول العربية أن الخطر الحقيقي  عليهم هو صدام حسين. و أن إيران دولة مسالمة، فدشنت هذه الدول عهدا جديدا مع إيران تحسنت فيه العلاقات مع كل دول الخليج، خصوصا في عهد الإصلاحيين برئاسة خاتمي، و قد شكلت هذه المرحلة لإيران فترة راحة المحارب. استعادت فيها قوتها و لملمت أمورها المتبعثرة بالحرب الطويلة مع العراق، و بينما استكان العرب للراحة و الاستجمام السياسي انطلقت إيران في سعيها الحثيث لبناء دولة قوية عسكريا، و استعملت كل الوسائل المشروعة و غير المشروعة لشراء التصاميم السرية لبناء المفاعلات النووية، و شراء أجهزة الطرد المركزي.
و باستعمالها ليافطة المقاومة و دعاية العمل من أجل الإسلام و المسلمين استطاعت أن تخدع أب القنبلة النووية و الهيدرجونية الباكستانية العالم السني الملتزم الدكتور عبد القدير خان فسرب إليها كثيرا من الأسرار العلمية ، و ساعدها في توريد أول جهاز للطرد المركزي من دولة سنية أخرى في أقصى جنوب آسيا هي دولة ماليزيا. واستفاق العرب على إيران و قد حصلت على عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي، و بناء محطات نووية متعددة في أصفهان و بوشهر و ناتانز بضواحي قم .. و ما كادت الدول العربية تتقبل الصدمة حتى فوجئت بالغزو الأمريكي للعراق و قد فاجأت إيران كل العرب بتعاونها التام و تواطئها الكامل مع الاحتلال الأمريكي و تزويده بعملاء ربتهم على عينها منذ الخميني فيهم كثير من كبار مراجع الشيعة لذين كانوا بالأمس القريب يخرجون في مظاهرات يدوسون فيها على العلم الأمريكي و يرددون هتافات: من قبيل الموت لأمريكا و الموت لإسرائيل 
!
و لم يدرك العرب أن إيران مستعدة للتحالف مع الشيطان الأكبر من أجل التقدم خطوة نحو رقابهم. و هكذا اقتضى ذلك التحالف الغير معلن أن تسلم أمريكا العراق لإيران على طبق من ذهب كما قال وزير الخارجية السعودي، لتعبث به إيران قتلا وذبحا في محاولة للعبث بخارطته الطائفية.
إن سياسة الهيمنة الإيرانية على سوريا بدأت قديما عندما أفتى المراجع الإيرانيون  و الموالون لهم من حزب الله في لبنان بالإعتراف بالطائفة النصيرية  و إلحاقها بالمحكمة الجعفرية اللبنانية، من يومها كانت خطة إيران تقتضي التعامل مع سوريا كما لو كانت محافظة إيرانية. فاعتبر الخميني حافظ الأسد شريكا استراتيجيا، و رفيقا طائفيا و لذلك فقد دعمه في مجزرة حماة سنة82 ، و وقف إلى جانبه في كل المجازر و الجرائم التي ارتكبها في لبنان خلال الثمانينات.
و بالرغم من أن حافظ الأسد حاول التوفيق بين شراكته الإستراتيجية مع إيران و علاقته مع الدول العربية إلا أنه بعد تولي بشار الأسد الحكم بعد أبيه دشن لمرحلة جديدة من الاختراق الإيراني،حيث كثفت إيران من زرع حسينياتها و حوزاتها في منطقة السيدة زينب و القرى الحدودية مع لبنان في القصير و ريف حمص و غيرها. و أغدقت إيران مساعداتها لبشار خصوصا في طفرة أسعار النفط، و باتت إيران توجه السياسة السورية لخدمة أهدافها. تحت يافطة: دول المقاومة أو جبهة الممانعة.
إستفاق العرب ليجدوا أن جيوش إيران تقف على عتبات حدودهم في العراق و سوريا و لبنان و البحرين و اليمن، و تواجد في أيرتيريا و جيبوني و كأن الطوق قد أحكم عليهم من كل جانب !
عندما تفجرت الثورة في سوريا تلكأ العرب في دعمها خوفا من انتقالها إليهم، لكنهم لما رأوا أن الأمر لن يعود إلى الوراء بادروا إلى تأييدها و إدانة جرائم النظام السوري، لكن تأييدهم سرعان ما انحسر في التأييد اللفظي، و السعي لدى المؤتمرات الدولية هنا و هناك، بينما دخلت إيران بقوة على الخط و شكلت جسرا جويا لتقل السلاح و المؤن لجيش النظام، بل و إرسال الخبراء العسكريين و المقاتلين سواء من إيران أو من العراق و لبنان. و شاركت في جرائم فظيعة و لا تزال ضاربة  عرض الحائط –كإسرائيل تماما- بأية قوانين أو أعراف دولية. بينما العرب يقفون منذ سنتين متفرجين على سقوط آلاف القتلى دون أن يحركوا ساكنا، و كأنهم قد أسلموا الشعب السوري العربي الطيب لمصيره .
سبب العجز:
أما سبب العجز فهو ارتهان هذه الدول للقرار الأمريكي ، و حيث أن القرار الأمريكي يتحكم فيه القرار الإسرائيلي الذي لا يريد سقوط النظام لتوجسه خيفة مما سيسفر عنه سقوط هذا النظام الذي لم يحرك ساكنا و لم يطلق رصاصة واحدة في الجولان، فإن أمريكا ستعمل على إبقاء الحالة على ما هي عليه حتى ينهك الطرفان.
ما لا يعرفه العرب أن هذا الخيار إن صار كما تهوى إسرائيل فإن العرب هم الخاسر الأكبر ، لأنهم سيخسرون سوريا لصالح الميليشيات الإيرانية، و تقيم فيها إمارات تابعة لولاية الفقيه، مدعومة من حزبها في لبنان المجاور،و قد تحدث مجازر لا تخطر على بال.
الحل هو أن تتخلص الدول العربية من هذا الارتهان للسياسة الأمريكية الذي يشل حركتها، و تعمل طبقا لمصلحتها و مصلحة أمتها الاستراتيجية . و دعم الجيش الحر بما يحتاجه من سلاح نوعي و متطور ليحسم المعركة لصالحه و انتزاع سوريا من بين فكي إيران و استردادها لمحيطها العربي قبل فوات الأوان.
في الحلقة القادمة نتحدث عن مآلات كل هذه الأحداث بحول الله