الثلاثاء، 26 مارس 2013

وجه حسن نصر الله الحقيقي - أ الرواس


حسن نصر الله يؤيد المجازر في سوريا فلتطب به نفوس المخدوعين!

بعد وصول عدد الشهداء في سوريا إلى أكثر من 1300 شهيد و شهيدة ما يزال حسن نصر الله مصرّا على طعن الشعب السوري المقهور في خاصرته، و ما يزال يكيل المديح و التأييد لعصابة الأسد، و وصفهم بالقيادة الحكيمة و الحكام الراشدين، و هذا يدل بصريح العبارة لا بتأويلها أن حسن نصر الله يستهين بالشعب السوري بأكمله، و لا يقيم وزنا لشهدائه، و لا لسيول من دمائه المهراقة ظلما و تجبرا! ما تزال الخطابات العصماء المعصومة تأتينا منه تترى في كل مناسبة لتذكرنا بالحكمة البالغة التي جادت بها الألطاف الإلهية على حكام سوريا فجعلت منهم حلفاء أوفياء لدولة الشيعة في إيران و حزب الله  ربيبهم في لبنان ، و أمام هذه الحكمة البالغة يجب أن تنسى دماء كل الشهداء في سوريا، و يجب أن تسكب عليها مياه الإهمال و تذّر عليها رمال النسيان، فلا شيء في سوريا أعظم من حكامها الحكماء، الذين لا يمل نصر الله من وصفهم بالقيادة الحكيمة!!و الحكومة السديدة!
أمام هذا التحالف للنظام السوري الطائفي مع إيران و حزب الله يجب أن نغض الطرف عن كل المقابر الجماعية المكدسة بجثث شهداء الحرية و الكرامة . أمام صورة النظام هذه التي أثقلتها إيران و حزب الله بأكوام من المساحيق و الأصباغ التتجميلية يجب أن ينبهر الشعب العربي و الشعب السوري، و ألا يلتفت إلى غيرها من صور المجازر و السادية و الوحشية التي يقوم بها أعوان الأسد من رجال الأمن و عصابات ما يعرف لدى الشعب السوري بالشبيحة.إن حسن نصر الله الذي خدع الكثير من الطوباويين البسطاء الأغرار بتصنع وقوفه مع بعض الثورات العربية، يعود اليوم فيحنث في وعده، و يقلب للشعوب العربية ظهرالمجن، و ترغمه الأحداث التاريخية في سوريا على الظهور بصورته الحقيقية التي طالما أخفاها عن عيون السطحيين من أبناء العامة في الشوارع العربية.اليوم أتيحت فرصة مجانية لأول مرة –ربما- لمن تبقى من المخدوعين القلائل بحسن نصر الله و حزب -الإله -الذي يتزعمه كي يتعرفوا على حقيقته التي طالما أخفاها تحت ركامات من مساحيق المقاومة ومن شعارات الوقوف مع المستضعفين ضد المستكبرين، و شعار تأييد حق الشعب العربي في الكرامة و التحرر من الديكتاتورية!!و شعار انتصار الدم على السيف! و شعارات كربلاء و وقعة الطف، و شعارات : هيهات منا الذلة!
حسن نصر الله، و من ورائه إيران، يدعوان الشعب السوري اليوم بصريح العبارة  إلى محض الذلة و المسكنة و الخضوع للاستبداد و القهر و كبت الحريات،   اليوم بدا حسن نصر الله أكثر الزعماء كفرا بحق الشعب السوري في الحرية و الكرامة، بعد أن تنكّب له بصريح العبارة، و رضي لنفسه أن يختصر في بوق للنظام السوري و المزمّر في جوقته الإعلامية الكاذبة.
حزب الله اليوم يمنع في لبنان إقامة مجرد تظاهرة لتأييد الشعب السوري، ويروج لأسطورة أن الغالبية  الساحقة من الشعب السوري تعشق جلاديها و تهيم حبّا برصاصات المحبة التي تخترق صدور أبنائها و نسائها! عربونا على هيام حزب البعث بمحبة الشعب السوري!
لو جئت  حسن نصر الله و حزبه و إيران من ورائهم بمئة مقبرة جماعية في سوريا، و ألف من حمزة علي الخطيب و قد تبعثرت أجسادهم تحت كلاليب جلادي بشار الأسد، و قد مثّل بأجسادهم الصغيرة بكل فظاعة،  ما اهتزت في رؤوسهم شعرة واحدة، و ما غيّر ذلك من ولائهم الأعمى لعصابة الحكم في سوريا قيد أنملة، ذلك بأنهم قد قست قلوبهم و زيّنت لهم الطائفية أعمالهم فصدّهم ذلك عن سبيل الإنسانية، فبالأحرى الإسلام و السيرة النبوية.
لقد عجبت لجرأة حسن نصر الله في الباطل هذه الأيام، وهو يحاول جاهدا أن يذرّ  رماد الخداع في العيون بشأن حقيقة حكام سوريا . و حقيقة ما يجري، فردد نفس الإسطوانة المشروخة المستهلكة من كون ما يجري مؤامرة أمريكية و إسرائيلية، و أن مطالب الشعب السوري في إسقاط النظام الجائر هو مطلب صهيوني أمريكي!! فحوّل أفراد الشعب السوري إلى مجرد سفهاء عديمي الخبرة قد انساقوا وراء المخططات الأمريكية و الإسرائيلية من حيث لا يشعرون!! و الله يا نصر الله ما قدّرت الشعب السوري العظيم حق قدره!
و كأني بحسن نصر الله قد تضاءلت بين يديه الخيارات، و ضلت عنه التّعلاّت فما وجد غير تلك العبارات السخيفة التي سبق أن استهلكتها الأنظم القمعية من قبل مثل قول مستبد اليمن أن المظاهرات و العصيان المدني في اليمن يدار من غرفة للموساد في تل أبيب.نفس الفكرة يروج لها حسن نصر الله هذه الأيام عن سوريا!! فسبحان كاشف الستر!
ربما توهّم حسن نصر الله أن ما أحرزه من كاريزما في غفلة من الزمان بين العرب خلال الفترة الماضية بسبب تلك المواجهات المحدودة مع الصهاينة قد بوّأته مستوى المرشد الأعلى لهذه الشعوب التي كانت تؤيده و تثق بكلامه، و ربما دفعه زهوه النفسي في غمرة هتافات و صراخ التأييد التي كان يسمعها إلى الاعتقاد أن الشعب العربي من السذاجة و السخف بحيث يصدق كل ما يقوله، و يؤمن كالأبله بكل شعاراته و يخضع مستسلما لكل طروحاته! و بالتالي فلم لا يستغل الفرصة و يوظف ذلك الرصيد المنتفخ من التأييد الأعمى لصالح أطروحة إيران و النظام القمعي في سوريا، لقد حانت اللحظة التاريخية لتوظيف ذلك الرصيد الحماسي، و حَرْف الشعب السوري عن المضيِّ قدما في درب التحرر من براثن القمع البعثي، وحمل غيره من الشعوب العربية إلى تصديق تخوينه لمسيرات الشعب السوري المباركة، و دفعه لشراء بضاعته الفاسدة التي تصل قناة المنار الليل بالنهار في الترويج لها، صادّة بذلك عن سبيل الانتفاضة السورية المباركة.
لقد أصبح نصر الله ينوّع في أطروحاته تبعا لتطورات الأحداث في سوريا، ففي آخر خطاب له بمناسبة وفات خميني أخذ يحذر- عبر شاشة عملاقة - من نجاح ثورة الشعب السوري و صرح مهددا أنه لو نجحت هذه الثورة فإنها ستؤدي إلى انقسام سوريا، تماما كما زعم القذافي و سيفه! و علي صالح و أعوانه، و لمن لا يفهم مغزى حديث حسن نصر الله أقول بأنه يلمّح إلى أن إيران و حزب الله لا يمكن أن يسمحا للشعب السوري أن يسقط الطاغية بشار و نظامه الطائفي العلوي! و هذا يعني أن حسن نصر الله يدعو بشكل مبكّر إلى التهييء لإحدى سيناريوهات ما بعد نجاح الثورة السورية، بحيث يقول لنا بأنه ستكون هناك دولة علوية شيعية في سوريا ستعمل إيران و حزب الله على تأييدها و الدفاع عنها باستماتة، بل و هدّد أن النظام السوري لو سقط فإن التقسيم سيطال حتى السعودية! و لمن صدّه الإفراط في حسن النية والانضباع وراء -سيد المقاومة- أقول بأن حسن نصر الله يهدّد هنا مستقويا بمخططات إيران و مستأنسا بأحلامها الطائفية باستعمال الأقلية الشيعية في شرق المملكة السعودية ودفعها نحو الثورة و المطالبة بالاستقلال!!و إن كان غلَّف كل ذلك كالعادة ب- المؤامرة الأمريكية و الإسرائيلية.
لقد و ضع حسن نصر الله الشعب السوري و من يتعاطف مع شهدائه بين خيارين: فإما أن يخنع للاستبداد و القمع و القهر و يرضى بهدر كرامته و تقتيل أبنائه،و يسكت عن التعذيب الرهيب و المقابر الجماعية، أو أن يستعد لفتنة لا تبقي و لا تذر! ستطال كل المنطقة و ستمزقها إرْبا إرْبا!و شِبْراً شِبْراً  لقد نسي حسن نصر الله أو تناسى قول مرشده الأعلى عن الثورات العربية في مصر في تونس و مصر و اليمن بأن ما يجري من ثورات عربية هو بشرى خير ستحول الشرق الأوسط إلى شرق أوسط إسلامي، و كذلك ردَّد من ورائه مقلده حسن نصر الله ، و لكنه اليوم قال عن الثورة العربية السورية بالحرف لا بالتحريف: إن ما يجري من حولنا أمر خطير جدّا.
هذا هو حسن نصر الله الجديد  و حزبه فلتطب به نفوس من تبقى من المخدوعين.    
5 تعليق على “حسن نصر الله الجديد /أحمد الرواس” 

3 يونيو 2011

  1. الوليد عطيف قال:
    صدقت والله فما حسن نصرالله إلا خادم لأذنابه في إيران ولاأعتقد أن السعودية قابلة للتقسيم كما يزعم!
    فأنا سعودي وأعرف بلدي أكثر من هذا العميل الذي يتبع أسياده من المعممين وما يعرف عنهم ب-المعصومين- ولي الفقيه في إيران لا وفقهم الله.
  2. اخى /احمد الرواس
    تحية عاطرة
    تعودت فى مثل هذا الوقت أن أتجول بين المدونات ولمحت مقالك الرائع والبديع عن حسن نصر الله وبدون (السيد)ولكم كان لهذا الرجل مكان ومكانة لدى الى أن صدمنى وهزنى وقوفه مع نظام الأسد الصغير تاركا خلفه شهداء خرجوا منادين بالحرية لا يحملون فى ايديهم سوى علم ونشيد وقلب من حديد
    تعسا لكم أيها الاوغاد الحرية أتية لا محالة فلماذا تقاومون
    تحياتى لك وعظيم شكرى لشخصكم الكريم
    جلال السعيد
    http://awrakmasrya.maktoobblog.com
  3. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    كم يسعدني ويشرفني عندما اجدكم تتصفحون مدونتي المتواضعة وتنثرونها بأجمل العبارات من اقلامكم الرائعة
    فلا تحرمونا من مروركم الطيب والدائم على صفحات مدونتي المتواضعة
    وختاما
    احبكم الرحمن وانار قلبكم بالقرآن” ووهبكم الله جبالا من الغفران ” وان تنالوا جزاء الاحسان من وجه ربكم ذو الجلال والإكرام” اللهم آمين
  4. قد أقبل شهر رجب
    ونبارك لكم قرب حلول شهر رمضان المبارك؟
    فهل نحن مستعدون لضيافة الله؟
    بدأ العد التنازلي .. بقي أقل من 60 يوماً
    لتكن أقلامنا أنيقة على الدوام
    زيارتك تشرق قلبي قبل مدونتي
    المخلص دائماً / عبدالعزيز ،،،
  5. الأخ جلال السعيد أشكر مرورك على مدونتي و إعجابك بمقالاتي،
    عن حسن نصر الله فإن الغالبية من الناس قد انخدعوا بشعاراته و خطبه،حتى لقد ظن البعض أن حسن نصر الله هو رمز للحق و شعار للخير!! قليل من الناس كان يعي أن تلك الخطابات لا حقيقة تحتها، و أن الرجل إنما يدافع عن طائفته و أهل نحلته، أما غيرهم من أهل السنة فقابل للمساومة و المناورة و المناقصة في سوق الألاعيب السياسية،
    الرجل يدور مع مصلحة نظام الملالي في إيران حيث دارت، و كل ما كان يتفوه به من وقوفه مع حق الشعوب العربية و المسلمة إن هو إلا ذر للرماد في عيون الغافلين.
    لقد قمت بزيارة لمدونتك الجميلة و الخفيفة الظل، و قرأت بعض مقالاتك عن الأحداث الكبرى في مصر و أعجبني أسلوب تناولك لها.و أنوي أن أزورها من حين لآخر. و عليه فأرجو أن تمتع قراءك بمزيد من المقالات عن حركة الإصلاح الجديدة في مصر بعد الثورة.
    أشد على يديك

0 التعليقات:

إرسال تعليق