الأربعاء، 3 أبريل 2013

عن مسلسل عمر بن الخطاب و حملات الروافض - أ الرواس


 

بإتقان و مهنية عالية، و ضبط للمعلومات التاريخية المنقحة، طلع علينا المسلسل الجديد عمر بن الخطاب، و الذي حبس الملايين أمام الشاشة للإطلاع على سيرة أحد أكبر عظماء الإسلام، و حكمائه: عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و بعيدا عن النقاش حول مدى مشروعية إظهار شخصية عمر أو أحد من كبار الصحابة من الخلفاء الأربعة أم لا، و إن كنت ممن يحبذ عدم إظهار وجوههم ، إلا أن العمل قد تسنم المراتب العليا من حيث التصوير، و المشاهد، و السيناريوا الذي جاء بلغة عربية فصيحة تثير في المرء تحفزا إلى تحسين لغته و إبراز فصاحته، كما أننا – و بعد زمن طويل من المسلسلات التاريخية المفتقرة إلى الدقة في الروايات و المركزة على روايات الغلاة أو العابثين – أصبحنا اليوم نشاهد بعض المسلسلات الرمضانية يميزها ضبط الأخبار، و عرضها على علماء و متخصصين مثل المؤرخ الفذ علي الصلابي و المحقق الكبير الدكتورالقرضاوي و الدكتور العودة و غيرهم، و هكذا و لأول مرة يجلس المرء ليشاهد تاريخ عظماء هذه الأمة و هو مطمئن إلى حد كبير من خلو المشاهد و السرد التاريخي من الروايات الملفقة، و الأخبار الكاذبة التي لفقها غلاة الرافضة السبئيين، و لفقها الغنوصيون و أعداء الإسلام ممن غاظهم قضاء الإسلام المبرم على إمبراطورية المجوس و دولة الغساسنة الرومانية.

هذه الأعمال المتسمة بالدقة في المعلومات التاريخية عرفناها أكثر ما عرفناها في أعمال روائية غاية في الروعة. مثل مسلسل القعقاع،  و  المسلسل الرائع "الحسن و الحسين" في رمضان السنة الماضية و اليوم نشاهد مسلسلا و لا أروع هو "عمر بن الخطاب"
و إني أنصح بمشاهدة هذا المسلسل، و تحفيز الأبناء على مشاهدته،فهو يختصر سيرة أصحاب محمد ص بطريقة ذكية و رائعة، و قد لمست هذا من أطفالي الذين أصبحوا يملكون معلومات قيمة عن تلك الفترة الغنية من تاريخ الجيل الأول من تلاميذ محمد ص. فإن الأطفال يتعذر على أغلبهم الجلوس أمام الكتب لأيام و أسابيع كي يكونوا تصورا حقيقيا عن تلك الفترة المباركة، لكن طريقة مثل هذه المسلسلات الملتزمة الهادفة و المشوقة تحفر في ذاكرة الأطفال معلومات ثمينة لا تنسى أبدا.


لكن و كما هي العادة فإن الذين اعتادوا أن يصطادوا في الماء العكر من بعض الغلاة من مروجي الأخبار الملفقة لأسلافهم من السبئيين غاظهم كل الغيظ عرض مسلسل عن عمر بن الخطاب الذين ما فتئوا يروجون عنه الأكاذيب البذيئة التي يضحك من سخفها الحمقى قبل العقلاء. و يعجب المرء لكمية الأحقاد السوداء التي تفتك بأفئدة غلاة الرافضة فيتقيؤونها نتانة عبر أفواههم الآسنة عن هذا الخليفة الراشد عمر الذي أمسى بحق رمزا للعدل و صنوا لإنصاف في العالم فحيثما ذكر العدل و الإنصاف تجلت صورة عمر خلفية لهما. لقد فقد الرافضة توازنهم تماما هذه الأيام، و دخلوا في مستنقع الشتائم و البذاءات عن الصحابة عموما و عن أمير المومنين عمر خاصة، و هذا يدلك على مدى الإحباط الذي يعانونه من الفشل الذريع لكل دعاويهم ضد الصحابة و التي تتأكد اليوم أكثر من أي وقت مضى خصوصا في رمضان الذي يجتمع فيه المسلمون بمآت الملايين ليصلوا صلاة التراويح التي يروج الروافض أنها بدعة عمرية. و ما فتئوا يدعون إلى مقاطعتها و حرمان المسلمين من  نفحاتها الربانية كما حرموا منها. فليس هناك أروع من تلك الصورة الروحانية التي تعم الأرض قاطبة عندما يجتمع أكثر من مليار مسلم وراء أئمتهم في ملايين المساجد عبر القارات ليصلوا صلاة التراويح التي يختمون فيها القرآن الكريم  وراء ملايين الحفاظ عبر الأرض قاطبة ، تتوسطهم مكة مهبط الوحي و في وسط عقدها الكعبة الشريفة حيث تنقل صلاة التراويح مباشرة إلى جميع أنحاء المعمورة.
كم يغتاظ أعداء القرآن الكريم وهم يشاهدون هذه الظاهرة التي تحير الآنام من إقبال منقطع النظير للمسلمين على صلاة التراويح التي تظهر للناس أن أهل السنة الذين هم الأمة و غيرهم نحل وفرق فيهم ملايين الحفاظ بينما لا تكاد و الله تجد 1 في المئة من علماء الروافض من يحفظ جزء واحدا من كتاب الله.
لقد شهدنا حملات محمومة للرافضة سواء في العراق أو في إيران أو في البحرين ضد مسلسل الحسن و الحسين الذي يفند كل الخزعبلات السخيفة التي يلصقونها بسيدي شباب أهل الجنة حتى أن جهات رسمية في العراق منعت عرضه في العراق. و لكن الحملة الحالية ضد مسلسل عمر أظهرت أكثر من غيرها مدى اليأس و الإحباط الذي يخنقهم هذه الأيام و هم يرون بأم أعينهم أحلامهم المريضة تتهاوى أمامهم، فلا أمل مطلقا من نجاح حملات الكراهية التي ينفثون سمومها عبر فضائياتهم السمجة و منتدياتهم الهابطة. فحق لهم أن يندبوا حظهم. 

في 23 يوليو 2012

0 التعليقات:

إرسال تعليق