الأربعاء، 3 أبريل 2013

نصر الله و نصرة الرسول! / أحمد الرواس



كم بدا خارج السياق ذلك الخطاب المتهافت لحسن نصر الله و هو يدعو أتباعه إلى الخروج إلى الشوارع لإعلان احتجاجهم على ذلك الفيلم المسئء لنبي الإسلام بعد أن شبع العالم الإسلامي احتجاجا و استنكارا في مختلف العالم الإسلامي ، فبدا كمن يتوجه نحو الوقوف في عرفات بعد أن انتهى الناس من طواف الإفاضة
لم تنتظر الجماهير الإسلامية من أقصى الأرض إلى أقصاها أقوال علمائها و زعمائها و رؤساء أحزابها كي تخرج لتعلن عن غضبها على الإساءة لنبي الإسلام، فالغيرة على رسول الله أمر تلقائي عند عامة المسلمين و لا يحتاج إلى أن يصبغ بصبغة سياسية و يغلف بمصالح حزبية و طائفية لا تخطئها عين لبيب. ربما أدرك حسن نصر الله متأخرا أهمية الظهور الإعلامي في هذه المناسبة السانحة في محاولة يائسة لاسترجاع بعض الشعبية بعد أن فقد أكثر من 90 في المائة منها بسبب دعمه الفعلي لأكبر جزار لشعبه و هو بشار الأسد. و بسبب تنكبه لخط الثورات العربية بعد أن حاول ركوب صهوتها مرارا بتصنعه السمج لتبنيها. لكن عندما قام الشعب السوري ليطالب بحقوقه في الكرامة و الحرية كباقي الشعوب العربية ، و للخروج من تحت ربقة حزب البعث المستبد كان حسن نصر الله أول المتنكرين ، بل مضى بعيدا في الاصطفاف الطائفي عندما سخر كل إمكانياته الإعلامية و اللوجستية بل و العسكرية عموما في خدمة طاغية الشام، و أعلن أمام العالم – في تحد صفيق – أنه لن يسمح للمعارضة السورية أن تأخذ سوريا خارج الخط الذي يرتضيه هو,
إعلم يا حسن أن رسولنا الكريم لا يشرفه أن يدافع عنه من يدافع على قاتل الأطفال و الشيوخ و النساء في الشام. و لا يشرفه و لا يشرف المسلمين قاطبة أن ينطق باسمه من تلوثت يديه بدماء آلاف الأبرياء في سوريا الحبيبة.
إعلم ياحسن نصر الله أنك في نظر الغالبية الغالبة من المسلمين مجر قاتل كذاب؟
من ذا الذي ينسى من المسلمين فضيحة أكاذيبك  البواح عندما ادعيت أمام العالم أن " ما في شي في حمص " في الوقت الذي كانت قوات حليفك العلوي تدك أحياء بأكملها في بابا عمر و الخالدية و غيرهما؟
لا تغرنك يا حسن أن ذاكرتنا قصيرة فما اقترفته في حق المسلمين و الشعوب العربية لا يمكن أن ينسى أبدا. و ستدرك ذلك في قادم الأيام . فمن المستحيل أن تعاود الحصول حتى 5على في المائة من الشعبية التي كانت لك في نفوس الأغرار من العرب و المسلمين، لأن جرائمك و جرائم حزبك و جرائم ولية نعمتك إيران أفظع من أن تمحى من الذاكرة . و مهما كثفت من أكاذيبك الإعلامية و مهما استنسخت من قنوات منافقة مغرضة  لتحيي باطلك و تمجد باسم و لي نعمتك بشار الأسد فإن الباطل زاهق فازهوق صفة ملازمة له. إن الباطل كان زهوقا.
الكل يتحدث اليوم عن كفرك للنعمة و جحودك العجيب. فبالأمس القريب و عندما لجأ المآت من مقاتليك و مؤيديك من شيعة الجنوب اللبناني إلى القرى و المدن السورية المجاورة أمام القصف الإسرائيلي فتح أهالي تلك المناطق سواء في درعا مهد الثورة السورية أو القرى  و البلدات المجاورة للحدود الجنوبية الشرقية للبنان فتح  الشعب السوري دورهم و بيوتهم لإيواء الهاربين من القصف و قاسموهم المأكل و المأوى ، و اليوم تقابل معروفهم بإرسال القناصين لقتل خيرة شبابهم، و تحرض على من لجأ منهم إلى لبنان و تختطف منهم و تقتل.
نفس الشيء يفعله حلفاؤك في الحكومة العراقية العميلة للإحتلال ، فعندما كانت طائرات الاحتلال الأمريكي تدمر المدن و القرى العراقية بتواطئ مكشوف و معترف به من طرف مراجعك من الشيعة فتح الشعب السوري في البوكمال و القرى السورية المجاورة للحدود الغربية للعراق فتحوا بيوتهم أمام الهاربين من العراقيين و اليوم تتصدى حكومة العراق الطائفية  لكل من يهرب من مذابح النظام السوري و يغلقون الحدود في وجه الأطفال و النساء. و يتوعد العميل المخضرم المالكي بأن بشار لن يسقط و يتساءل لماذا يسقط؟
سيسجل التاريخ كل هذه الخزايا عنكم و ستقرأه الأجيال القادمة لتلعنكم  كما لعنت الخائنين من سلفكم ، فليس يذكر اليوم أمثال ابن العلقمي و نصير الدين الطوسي و إسماعيل الصفوي إلا و اللعنات عليهم تترى.
إن أولى الناس بنبي الإسلام من يمتثل لأوامره و يترضى على أصحابه و يحترم أصهاره و أنسابه و يبجل زوجاته أمهات المومنين، و يكفر من يعتقد بتحريف الكتاب، و يلزم صف الجماعة المؤمنة التي تمثل أكثر من 90 في المائة من المسلمين و لا يتبع غير سبيل المومنين فمن شذ شذ في النار.
إن أولى الناس بهذا النبي من رحم الصغير و وقر الكبير و أنتم تقتلون الصغير و الكبير و المرأة و  الشيخ الهرم في كل بلاد سوريا،
إن رسول الإسلام بريء من قتلة الأطفال و معذبيهم حتى الموت، و بريء من كل متواطئ مع السفاحين من مجرمي الحرب مثل حكام سوريا.
ثم على من تضحك بهذا التصنع أليس ما يلحق الإسلام  و رسوله من أذى الروافض هو أضعاف أضعاف ما يلاقونه الصهاينة، ألم تتهم قناتك " المنار" يا حسن نصر الله زوجة رسول الله أم المومنين عائشة رضي الله عنها  بالخيانة عندما عرضت علينا ذات سنة فيلما إيرانيا نجسا مترجما إلى العربية و يظهر في إحدى مشاهده إثنان من أصحاب علي – في زعم الروافض الموبوء – و هما على تل و إذا بقافلة تمر أسفل التل فيسأل أحدهما الآخر : من صاحبة ذلك الهودج ؟ فيجيب الآخر: " إنها عائشة تتوجه إلى معاوية في الشام لتتلقى أجرا على خيانتها" فأية إذاية لرسول الإسلام أكبر من  اتهام أحب زوجاته بالخيانة.
أبشرك يا حسن نصر الله أنه سيأتي اليوم الذي سيشهد فيه مظاهرات عارمة  في شتى أنحاء العالم الإسلامي ضد إذاية الروافض للإسلام و لنبيه  و طعنهم في أعراض أمهات المومنين ،فالوعي بخزاياكم أمسى اليوم ينتشر بسرعة ما كانت لتخطر على البال في السابق.
و إلى ذلك الحين أرجو أن تدع أمر نبي الإسلام في معزل عن ألاعيبك السياسية، فما ثمة نعرفه.

0 التعليقات:

إرسال تعليق