لم
يعد خافيا على أحد اليوم هذا الصمت المريب ، و التراخي المعيب في المواقف الدولية
مما يجري من مجازر وحشية في سوريا، و ذبح الشعب السوري جهارا نهارا. أية لعبة كبرى
هاته التي انخرط فيها الكل تآمرا على ثورة الشعب السوري؟ أي مصيدة شيطانية تلك
التي كبّلت أرجل دول كانت تندد و تتوعد منذ المجازر الأولى في درعا؟ لماذا بتنا
نشاهد مسارا انحداريا في المواقف مصادما لطبيعة الأشياء مع ازدياد وتيرة القتل و
الوحشية في سوريا، فبدل أن تشتد المواقف الدولية بتنا نرى مواقف كثير من الدول
تزداد تراخيا من النظام مع ازدياد دمويته. ! هل
يكفي نقد روسيا و الصين لقرار مجلس الأمن الدولي الأخير مبررا لإعفاء دول العالم
من إيقاف المجازر في سوريا؟ أم أن ذلك كان مجرد مشجب أنتجته سياسة تبادل الأدوار
من أجل أن تعلق الدول المتملصة عليه عجزها عن التدخل أو الضغط الحقيقي لإيقاف أو
حتى مجرد عرقلة آلة القتل الجهنمية التي تعمل ليلا و نهارا في أجساد السوريين
الأبرياء؟
الجواب
يكمن فيما يبيت داخل دهاليز السياسة الدولية من مناقصات و مفاوضات بين دول تتحكم
في خيوط السياسة العالمية، و تتلاعب بمصائر الشعوب حفاظا على مصالحها الإستراتيجية
في المنطقة، و لقد بات من غير الممكن التحدث عن المصالح الاستراتيجية الغربية في
المنطقة العربية دون أن تكون الدولة الغاصبة هي النواة الفاعلة فيها.فهي الطليعة الاستعمارية
الباقية في المنطقة و الممثلة لحلقة الوصل بين ماضي الغرب الاستعماري و الحاضر
المطبوع بطابع الهيمنة السياسية الغربية الكاسحة. هذا ما يفهم على الأقل من
الدراسة الموسوعية المعمقة التي قام بها المرحوم عبد الرحمن المسيري عن تاريخ
الصهيونية في العالم و عن الدور الذي تقوم به الدولة العبرية "
تماهيا مع الإرث الاستعماري الغربي في منطقة"الشرق الأوسط"
الغني بالنفط.
و
لتوضيح الصورة أكثر دعنا نطرح بعض الأسئلة على الطريق:
هل
من مصلحة الدولة العبرية أن يسقط نظام بشار؟
هل كان النظام السوري جادا في يوم من الأيام في محاربة الدولة
الغاصبة ؟و هل حاول يوما أن يستعيد الجولان؟ و لماذا لم
يطلق النظام رصاصة واحدة على هذه الجبهة منذ أربعة عقود؟ و لماذا دفع ببعض
الفلسطينيين العزل من الجبهة القومية نحو جبهة الجولان في ذكرى يوم الأرض الماضية
لأول مرة في تاريخه، و تعريضهم قسرا للقتل دون أن يحمي ظهورهم بدباباته و
مدرعاته التي تستبسل في سحق العزل في المدن السورية؟ و ماذا كان هدف النظام من
التضحية بكل أولئك الفلسطينيين الذين حصدهم الرصاص الإسرائيلي و
تكدست جثامينهم على بعضها في منحدرات الجبهة في حركة تهورية عابثة مستخفة
بحياة الاجئين الفلسطينيين من مؤيدي النظام؟ و الجواب على هذه الأسئلة يبدو
جليا على ضوء الهدوء التام الذي تميزت به جبهة هضبة الجولان المحتلة
طيلة 40 سنة، ممن احتلالها. و منذ معركة الغفران سنة 1973. فإسرائيل قد
نعمت بالهدوء التام على هذه الهضبة السورية الجميلة الغنية بالمياه. و أصبحت
منتجعا سياحيا عرف ازدهارا و نموا خلال حكم بشار،
حتى إن المستوطنات اليهودية قد تضاعفت خمس مرات خلال فترة بشار.
ليس
من مصلحة "إسرائيل"
أن يسقط مثل هذا النظام الذي لا يكمن لإسرائيل أن
تحصل على معشار ما قدم و يقدمه لها من سلم و راحة بال على أرضه المغتصبة في الجولان
أي بديل آخر متوقع أن تأتي به الثورة السورية. و لذلك فقد حسمت إسرائيل أمرها
في الدفاع عن بشار و
نظامه ، لكن كجزء من التمويه السياسي فإن إسرائيل تحاول
ما أمكن أن تخفي عن الرأي العام جهودها لتثبيت حكم بشار الذي
بات الكل يخشى من التلوث به بعدما جاوز كل الحدود في همجيته الحيوانية في الفتك
بالشعب، و هي تعتمد أسلوب التخطيط و حياكة المؤامرات من وراء الكواليس، و هو أسلوب
تتقنه الدولة العبرية و يميز دوما تعاطيها مع السياسة الدولية. و قد جنت من هذا
الأسلوب المتخفي أضعاف ما جنته من سياستها العلنية في المحافل الدولية.
فقد
تحدث موقع روسيا اليوم عن تقرير يكشف النقاب عن التحركات الدؤوبة لإيسرائيل
على مختلف المسارح الدولية للعمل على تثبيت بشار في
مكانه، و الغض من التركيز على جرائمه، و إعطائه مزيدا من الفرص لسحق الثورة
الشعبية ، و تشجيعه على المضي قدما في حربه الإبادية بإرسال تطمينات تتلوها
توكيدات تتكرر بشكل ممل من مختلف دوائر القرار بأن التدخل العسكري ضد قواته
مستبعد تماما، و هذا ما يطمع نظام بشارفي
سفك مزيد من دماء الشعب في محالته سحق تطلع الشعب نحو الحرية و الكرامة التي
أخرجته للشارع كباقي الشعوب العربية . و من يتابع ما تكتبه الصحف الأمريكية عن
تداعيات الثورة السورية على إسرائيل يعلم
تماما حقيقة شعار الممانعة الذي يخفي نظام بشار همجيته
من ورائه. فقد ذكرت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، في الأسبوع
الأول من سبتمبر 2011 أن "إسرائيل"
لعبت دورا أساسيا في فك العزلة عن النظام السوري بعد اغتيال رفيق الحريري باعتبار
أن نظام بشار مفيد
لأمن إسرائيل.
حيث كشفت المجلة الأمريكية : Foriegn Affairs نقلا عن مستشار إيهود ألميرت
: إيتامار رافينوفيتش أنه ساعد "الرئيس السوري بشار الأسد في
فك العزلة الدولية التي قادتها ضده الولايات المتحدة الأميركية على إثر اغتيال
الرئيس رفيق الحريري، لأن إسرائيل،
تخشى من بدائلالأسدو
في 31/3/2011، أي بعد نحو أسبوعين فقط على بدء الثورة السورية، كتبت جانين
زكريا، مراسلة Washington Post في "إسرائيل"
مقالاً تحت تحت عنوان: "إسرائيل تفضل
بقاء الأسد"،
قالت فيه: "إسرائيل دأبت
على الشكوى من تحالف الرئيس السوري بشار الأسد مع
إيران، ودعمه لميليشيا حزب الله الشيعية، وإيوائه خالد مشعل في دمشق، غير أن
مواجهة الأسد لأخطر
تهديد جدي لحكمه منذ توليه السلطة قبل 11 عاماً، أجبر الإسرائيليين
على إعادة التفكير في أنهم قد يكونون في أمن معه أكثر مما هم من دونه. فقد
حافظ الأسد كوالده
على هدوء الحدود السورية الإسرائيلية
كأهدأ جبهةإسرائيلية
لعقود، الأمر الذي مكّن سكان شمال "إسرائل " من العيش في رخاء في جو من
السلام النسبي على الرغم من كون الدولتين من الناحية التقنية في حالة حرب".
ونقلت عيسى عن لسان وزير في حكومة نتنياهو القول: "نحن نعرف الأسد،
وعرفنا والده، ونحن بطبيعة الحال نود أن تكون جارتنا سورية دولة ديمقراطية… نحن
نعلم أن هناك ديكتاتوراً، لكن رغم ذلك فإن الأوضاع كانت هادئة".
بعد
ذلك بيوم واحد؛ نشرت صحيفة هآرتس العبرية (1/4/2011) مقالاً تحت عنوان: "الأسدملك إسرائيل" Assa
dis the king of Israel ، حيث ورد في المقال: "إن كثيرا من اليهود يتضرعون للرب بأن
يحفظ سلامة النظام السوري، الذي لم يحارب إسرائيل منذ
عام 1973 رغم شعاراته المستمرة وعدائه الظاهر لها". وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية
أن "نظام الأسديتشابه مع نظام صدام
حسين، وهما
كانا يحملان شعارات المعاداة لتل أبيب كوسيلة لإلهاء الشعب ومنعه من المطالبة
بحقوقه" لافتة
في النهاية إلى أن الإسرائيليين
"ينظرون للنظام الحاكم في دمشق من وجهة نظر مصالحهم، متحدثين على أن الأسد الابن،
كوالده، محبوباً ويستحق بالفعل لقب ملك إسرائيل".
في
2/4/2011 كتبت صحيفة "واشنطن بوست": "إن الأوضاع في سورية تثير
حيرة إسرائيلالتي تخشى من المجهول
بسبب عدم معرفتها بتكوينات المعارضة في شكل دقيق". وقد نقلت الصحيفة عن
إفراييم سنيه، الذي شغل منصب النائب السابق لوزير الدفاع الإسرائيلي
قوله: "إننا نفضل شيطاناً نعرفه"، We
prefer the known devil أما
دوري غولد، المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فشدد على
أهمية أن تراقب إسرائيل "من
هي المعارضة" في سورية لمعرفة ما إذا كان الأخوان المسلمون قد يختطفون ما
يبدو على أنه رغبة جادة في الحرية". بدوره قال شلومو بوم، من معهد الدراسات
الأمنية الوطنية في جامعة تل أبيب: "إن الرئيس بشار الأسد حافظ
على هدوء الحدود مع إسرائيل وعلى
الرغم من دعمه لـحزب الله".
ولعل
هذا التقييم الإسرائيلي
هو الذي جعل السلطات في تل أبيب تسكت عن دخول الدبابات السورية إلى مناطق: نوى،
وتسيل، وجاسم، والحارّة في حوران، المتاخمة للجبهة السورية- الإسرائيلية،
ذلك أن الاتفاقية رقم 350 لمجلس الأمن بتاريخ 13/5/1974 والتي تعمل قوات UNDOF بموجبها،
تمنع الجانب السوري من إدخال آليات ثقيلة إلى المنطقة. و
لكن طالما أن تلك الآليات الثقيلة تقتل المتطلعين إلى الحرية فإن إسرائيل ترحب
بها.
وفي
1/5/2011 تحدثت الصحافة الإسرائيلية
مجدداً ما مفاده أن "الإطاحة ببشار الأسد قد
تشكل تهديداً غير مسبوق على استقرار جبهة إسرائيل الشمالية"،
لأن "من تعرفه أفضل ممن لا تعرفه" (يديعوت أحرونوت نقلاً عن خبير الشؤون
السورية موشي ماعوز) وقد اعتبر البروفيسور غوشوع لنديس، الخبير في الشأن السوري،
ليديعوت أحرونوت "إنه من خلال وجهة النظر الإسرائيلية،
يعتبر بشار الأسد ثروة
ثمينة لإسرائيل"!. Bashar is
a precioustreasure for Israel !
وفي
4/5/2011 نقلت صحيفة "جيروزالم بوست Juresalem Post سرائيلية
عن السفير السوري عماد مصطفى وزميله المبعوث السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري
دعوتهما إلى الحاخام الإسرائيلي
يوشياعو بنتو "لزيارة دمشق ولإقامة الصلاة على ضريح أجداده في مقبرتهم في
العاصمة السورية"!.
وفي
11/5/2011، وتحت رمى رامي مخلوف ابن خالة بشار الأسد، وشريكه، وأحد أعمدة
النظام، أوراق نظامه كلها وأعلنها بوضوح: "لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا
لم يكن هناك استقرار في سورية"، ما يعني أن النظام السوري يربط استقرار "إسرائيل" باستقرار
سورية!، خلافاً لكل شعارات الممانعة. أضاف مخلوف في مقابلة مع "نيويورك
تايمز": "لا تدعونا نعاني، لا تضعوا الكثير من الضغوط على الرئيس، لا
تدفعوا سورية إلى فعل شيء لن تكون سعيدة بفعله".
وغني
عن التذكير بأن جميع استطلاعات الرأي التي جرت في إسرائيل تظهر
أن الغالبية الساحقة من الإسرائيليين
مع بقاء بشار، و
هم متخوفون من أي بديل آت في سوريا. و لذلك فعلى كل عاقل ألا يكتفي بالافتات البراقة و
الشعارات الرنانة و التي لا يابث " الممانعون" يملأون بها الأجواء
و ينشرون طلاسمها في أسواق الغفلة العربية و ما أكثرها.
و
على الدول العربية الجادة في تخليص الشعب السوري من فتك هذا النظام القاتل أن
تعتمد على نفسها و إمكانياتها الشعبية و المادية و ألا ترتبط في جهودها بالدوائر
السياسية العالمية التي يبدو أنها قد باعت الجولة لإسرائيل، و
تنتظر الخلاص من الشعب السوري بدل الخلاص من نظام بشار.
تعليق
واحد على “إسرائيل تدعم بشار الأسد - أحمد الرواس”
ثقافة
الهزيمة .. الناس اللى فوق و الناس اللى تحت
و
نشرت جريدة المصرى اليوم فى 17 فبراير 2012 فى برنامج «محطة مصر» للإعلامى معتز
مطر على قناة «مودرن حرية» وجه النائب أبوالعز الحريرى اتهاماً لأحد كبار أعضاء
المجلس العسكرى بالتورط فى تهريب 4 مليارات دولار للخارج، وقال إن إحدى الشخصيات
تقدمت ببلاغ رسمى عن وجود 15 مليار دولار «أموالاً قذرة» فى البنك المركزى، وقدمته
لعدة جهات من بينها المخابرات الحربية التى أخبرته بأنه تمت إحالة البلاغ لأحد
كبار أعضاء المجلس، وبعد عدة أيام فوجئت بخروج 4 مليارات دولار من هذا المبلغ خارج
مصر.
وأضاف
«الحريرى» أنه يتقدم باستجواب للمشير حسين طنطاوى حول هذا الموضوع، إلى جانب
استجواب آخر حول المصرف العربى الذى وصفه بـ«المصرف الملعون»، لأنه «مغسلة للأموال
القذرة» فى مصر، ويتربح منه المسؤولون منذ عام 1974، ولا توجد رقابة عليه، وتتعمد
وحدة مكافحة غسل الأموال بالبنك المركزى تجاهله تماماً… باقى المقال فى الرابط
التالى http://www.ouregypt.us
0 التعليقات:
إرسال تعليق