الاثنين، 1 أبريل 2013

مناقشة الأسس التي ينبني عليها التشيع الإثنى عشري -أحمد الرواس_


1   
الأساليب الشيعية المخادعة لاصطياد السذج من أبناء أهل السنة
من أساليبهم الخادعة :  إستغلال محبة المسلمين لآل بيت الرسول.
لم يعتمد الشيعة الإثناعشرية على شيء في خداع أبناء أهل السنة أكثر من استغلال عاطفة الناس على أهل بيت الرسول ص فهو الباب الذي منه يتسللون للعبث بمحتويات عقيدة المسلم، و تخريب داره من الداخل قبل أن يجروه جرّا إلى اعتناق عقيدة الرفض بعد أن يكون قد فرغ من أي محتوى عقدي و دب الشك في أوصال عقيدته الإسلامية، و أصيبت بالشلل التام فأمست عقيدته مترنحة أمام سطوة نصُب الأباطيل المتعجرفة التي لا يبرح ملاليهم و مقدسوهم  ينفخون في أجداثها خوارا يُخيّل للمترنح أمامها أنه علم جم ينضح من دوحة آل البيت.و هو في الواقع لا يعدوا كونه رصا للشبهات في خيط من الخداع، و تمريره لقطة بعد لقطة كجرعات التخدير.
من أوجه المفارقات الكبرى أنهم ينطلقون من رصيد أهل السنة في محبة أهل البيت التي هي ثمرة غرسها علماء أهل السنة  و أئمتهم في نفوس أبنائهم كجزء من أريحيتهم تجاه آل بيت الرسول و مقتضى التبجيل و التعظيم الذي يلقنونه لأبنائهم ليُرْدُوا بعقيدة أهل السنة ثم يلقنون لنفس الضحايا أباطيل مغرضة، و تهما إفكية مفادها أن أهل السنة لم يقوموا بواجبهم تجاه آل بيت الرسول ! بل وأنهم من مبغضي آل البيت ! و أن علماءهم و أئمة مذاهبهم كانوا نواصب !!!
من حقل محبة أهل السنة و الجماعة لآل بيت الرسول ص تنطلق إذن جيوش التبشير الرافضية، و يبدأون في اجتثاث غراس العقيدة الإسلامية السليمة و استنبات بذور زقوم عقائدهم المنحرفة في تربة الجهل الذي يصادفونه لدى العامة البسطاء، أو تربة الوهم التي يملأون بها عقول بعض المغرضين، و ما هي إلا أن تشعب تلك الغراس الخبيثة عروقها في تلك العقول المنحرفة حتى تأتي بثمار كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب و ساءت مرتفقا.
و أول ما ينشبون في ترويجه بعد تهيئ  ضحاياهم و تخدير وعيهم هو الزعم أنه لم يكن هناك أحد من الصحابة يستحق الخلافة بعد الرسول إلا ابن عمه علي لأنه من أهل البيت، و لأنه كان أقرب إلى الرسول ص من أي واحد من الصحابة.و في غياب أي فهم لمقاصد الإسلام و رسالته العالمية التي تتجاوز الدوائر العائلية و العشائرية و القومية الضيقة، فإن هذا الخطاب يبدو للسذج منطقيا و مستساغا خصوصا عندما يتم تغليفه بشبهات حديثية سميكة مشبعة بالتأويلات المغرضة التي اشتغل عليها علماء الرافضة عبر الأحقاب.إذا كان هناك من وارث لمقام الرسول في الخلافة فيجب أن يكون أحد أفراد عائلته !و كأن الخلافة و إمامة المسلمين تركة تورث كما يورث أي متاع من حطام الدنيا. و غني عن البيان أن هذه الفكرة قد بثها السبئيون أول مرة و نفخ في أوارها مَن التحق بهم من منافقي الفُرس ممن كان يحدوهم الحنين إلى مُلك فارس الذي مزقه الصحابة في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه. فاتخذوا من التحزُّب لعلي كرم الله وجهه وسيلة لهدم الإسلام من الداخل و الانتقام ممن مزَّقوا ملك أمجادهم الفرس.

هل الإسلام تركة عائلية؟
إن الزعم أن الرسول ص قد ورَّث مقام الإمامة لعلي باعتباره ابن عمه و أحد أفراد عائلته، يتناقض تماما مع رسالة الإسلام العالمية، و تشبه بالفرس و الرومان، و ملوك الهند الذي يتنزه الإسلام عن تقليدهم،  و الحق الذي تهدي إليه كل الأدلة الشرعية و الواقعية ، و السيرتية أن الإسلام  نص على أن أمر المسلمين شورى بينهم، و الرسول ص  عمل بمقتضى ما تنزَّل عليه من وحي فترك الأمر شورى بين المسلمين، و لم يعين بالنص أحدا ليخلفه. فالقرآن الكريم  يقول: " و أمرهم شورى بينهم" و أمره الله تعالى أن يلتزم الشورى مع المسلمين من الصحابة حين قال: " و شاورهم في الأمر". صحيح أن مفهوم الشورى ظل مفهوما عاما إبان الخلافة الراشدة و لم يعرف تطورا تنظيميا كبيرا إلا أنه كان حاضرا في تفكير الرعيل الأول و معاملاتهم كأحد الأسس القرآنية لمزاولة الحُكم، و ظل نمط تطبيقه خاضعا لاجتهادات الخلفاء الراشدين  مما زاد في إثرائه، و تنويعه، و توسُّع آفاقه. و لذلك فقد اختلفت صوريا كيفية ممارسة هذا المبدإ بين الخلفاء الراشدين الأربعة. فالطريقة التي تم تولية الصديق بها كانت مشاورة موسَّعة ما بين أهل الحل و العقد من جناحي الإسلام العظيمين المهاجرين و الأنصار، بما يشبه الانتخاب في مجالس المستشارين أو البرلمانيين في الدولة المدنية الحديثة، و الطريقة التي وُلي بها عمر كانت بمثابة الموافقة على نقل السلطة لنواب الرؤساء في حالة الموت المفاجئ للرئيس، و الطريقة التي وُلي بها عثمان كانت من اجتهاد عمر رضي الله عنه، و كانت دليلا على عبقريته حيث جعلها في ستة من عظماء الأمة، و ممن تجتمع كلمة الغالبية الغالبة من المسلمين  عليهم، فلو أن عمراً  أمر بتنظيم انتخابات موسَّعة تشمل كل البلغاء في الأمة عالمهم و جاهلهم، ملتزمهم و متهتكهم من القبائل العرربية النائية من غير الصحابة على الطريقة الحديثة لما أحرز أحدٌ غيرهم –أي هؤلاء الستة- على غالبية أصوات الناس، و لتوزعت آراء الناس ما بين هؤلاء الستة،  و لما اختار الناس غير الذين  حصر عمر الشورى بينهم. و كان مبرر عمر الفاروق -إلى جانب معرفته الدقيقة بأحوال رعاياه -هو معرفته برضا الرسول عليهم فقال: " ما أحد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض ، فسمى عليا ، وعثمان ، والزبير ، وطلحة ، وسعدا ، وعبد الرحمن . رواه البخاري . "[1]
كما أن الطريقة التي ولي بها علي رضي الله عنه بعد مقتل عثمان ر كانت بطريقة البيعة العامة في المسجد و هي أشبه ما تكون بالطريقة التي ولي بها أبو بكر الصديق في دار السقيفة المباركة التي شهدت أعظم حدث بعد رسول الله و أثبت فيها تلاميذ محمد من المهاجرين و الأنصار بأنهم أهل لثقة الرسول فيهم و أهل لتبوء مكانة رفقاء الرسول و أصحابه.و كأن رسول الله ص -بأبي هو و أمي- كان يعبر بتلك البهجة التي اعترته أيام مرضه الذي مات فيه و قد استشرف من بيته على المسلمين و هم يصلون و راء أبي بكر في المسجد فتبسم رضا بما رآى من هيأتهم الوحدوية الإيمانية،حتى أن أنس بن مالك قال:"…. وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن هيئة منه تلك الساعة " و كأنه ص كان يرى بفراسته النبوية من وراء حجب الغيب  أولئك النفر من تلامذته من الصحابة مهاجرين و أنصارا و غيرهم ،حاملين جميعا مشاعل أنوار الإسلام متأهبين للانطلاق بها إلى مشارق الأرض و مغاربها، كل هذا و أكثر أشرقت به ابتسامة الرضا على محياه الأنور و هو يرى أنموذجا حيا للخلافة الراشدة بعده و التي ستجسد في دنيا الخلائق أسسا للعدل و المساواة و الإيثار و قوة الحق و حزم الإيمان عز نظيرها في التاريخ البشري، كل ذلك كان يدور في خلده، و سرت تباشيره دفقات أمل في جسده الشريف أذهلته عن  وطأ  المرض الذي كان يرزح تحت أوجاعه،[2] فبالرغم من حالة الذهول التي أصابت كبار الصحابة بسبب فقدان الرسول لأول مرة من بين ظهرانيهم، و بالرغم من خوضهم لأول مرة تجربة في إرساء دعائم الحكم الإسلام و بسطه على مناطق و بقاع واسعة، فإنهم في ظرف ساعة من نهار استطاعوا أن يحسموا أمرهم، و ينهوا خلافاتهم، و يتعاملوا فيما بينهم بمنتهى الأدب و سمو في الأخلاق الذي لم يكن لهما نظير في التاريخ يومها ، و استطاعوا بإحساسهم بالمسؤولية التاريخية، و بعمق تدينهم و بعد نظرهم أن يتجنبوا أكبر خطر كان يهدد الكيان الإسلامي اليافع الذي أرسى قواعده الرسول، ألا و هو خطر الفراغ التشريعي، خصوصا و أن الذي يغادر القيادة هو رسول الله المؤيد بالوحي، و لا يمكن لأحد مهما بلغت تقواه و حكمته، علمه و حنكته، و مهما سمت منزلته  و سمعته،أن يقوم بما كان يقوم به في إدارة دفة الحكم في شبه الجزيرة العربية، و قيادة المجتمع الإسلامي الناشئ، و لا أن يحرز على المكانة التي كانت للنبي ص في قلوب الناس مؤمنهم و كافرهم.
في 29 أبريل 2012


[1]
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح \

0 التعليقات:

إرسال تعليق