الأربعاء، 3 أبريل 2013

الشيخ القرضاوي يحذر الأمة من إيران / أحمد الرواس



 


الإمام القرضاوي يصدع بالحق في شأن إيران و حزب الله

أثارت خطبة الإمام يوسف القرضاوي  الأخيرة في مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة و التي ركز فيها عن الدور الخطير الذي تقوم به إيران و حزب الله  في ذبح السوريين في بلدهم تأييدا منهم و دعما للطاغية بشار في محاولته إسكات صوت الثورة الشعبية ضد حكمه المتسلط.أثارت ردات فعل متباينة. حيث قال الشيخ بأن عشرات الآلاف من الشهداء الذين سقطوا على الأرض السورية لم يقتلهم النظام السوري وحده بل شارك في قتلهم النظام الإيراني الطائفي و روسيا و الصين. و إن كانت الصين اقتصرت على الدعم السياسي في مجلس الأمن و عرقلة أي قرار لإدانة نظام بشار، فإن روسيا مشاركة بالفعل في قتل السوريين بإمدادها النظام المجرم بالأسلحة و العتاد و القنابل العنقودية و كذلك تفعل إيران بمشاركتها الفعلية في التخطيط بواسطة خبرائها العسكريين و مستشاريها و كذلك بالسلاح و والمقاتلين و الدعم المالي لنظام بشار،و نبه الشيخ حفظه الله إلى حقيقة لم يعد يجهلها اليوم إلا الغافلون أو قساة القلوب و هي أن إيران قد خندقت نفسها منذ مدة في خندق العداء للعرب و للسنة. ثم حذر النظام الإيراني من انتقام الله للمستضعفين الذين يقتلونهم في سوريا و دعا المسلمين إلى الدعاء على الطغاة المتجبرين و على النظام الإيراني الذي يشاركهم في قتل الأبرياء و قال إنني أدعو كل الحجاج أدعو 3 ملايين حاج أن يدعو على الطغاة و على الإيرانيين بأن يعجل الله في هلاكهم.
كان هذا الخطاب الصريح كافيا بتفجر دماء الغضب من عروق المسؤولين الإيرانيين و عملائهم من أرباب بعض الفضائيات الطائفية المبشرة بالتشيع الرافضي ليل نهار، و كذلك فضائيات حزب الله كالمنار و الميادين و غيرها ، كما أثارت تلك الخطبة المباركة حفيظة القوى العلمانية التي ارتدت بسرعة مسوح الناصح للأمة الحريص على وحدتها و سارعت إلى اتهام الشيخ بإثارة الفتنة بين السنة و الشيعة! و سارعت بعض الصحف إلى نشر بعض المقالات لكتاب تبين جهلهم بالتاريخ و السياسة و الشرع فخبطوا خبط عشواء ، و خلطوا الحق بالباطل و زايدوا على الشيخ فيما لاناقة لهم فيه و لا جمل.
و للأسف حتى بعض المحسوبين على بعض التيارات الإسلامية أخذوا يتحذلقون
و يزعمون أن الشيخ قد خانته وسطيته.
و حديثي هنا مع هذه الفئة و ليس مع غيرها
و دعني أوجه لهذه الفئة بعض الأسئلة:
هل من الوسطية في شيء أن يظل العلماء متفرجين على إخوانهم من المسلمين المستضعفين و هم يذبحون و يقتلوا وتغتصب نساؤهم و بناتهم بيد عصابات الأسد و من يعينهم من عصابات إيران و حزب الله مكتقين بالحولقة و الاسترجاع؟
هل من الوسطية السكوت على الجرائم و التغطية على فاعلها و عدم التصدي للمعتدين ولو بالدعاء عليهم؟
على هذه الفئة أن تدرك أن إيران ما وصلت إلى ما صلت إليه من الجرأة على السواد الأعظم من المسلمين الذين هم من أهل السنة إلا بغفلة بعض علمائنا و طوباويتهم الزائدة، فالإيرانيون يضعون الخطط تلو الخطط لغزونا و بعض علمائنا ما يزال يخفي وجهه وراء كم جلبابه غضا للطرف، و مراعاة للوحدة و درء للفتنة!
إيران أبادت أعدادا مخيفة من سنة العراق و بعض علمائنا لا يزال سادرا في غفلته يتوهم أن أمريكا و إسرائيل هما من يبث هذه الأخبار.
إيران تطبع مآت الآلاف من الكتب التي تدعو لمذهب الرفض و سب الصحابة وزوجات النبي أمهات المومنين و بعض علمائنا ثبطهم كسلهم حتى عن معرفة حقيقة معتقدات الإيرانيين و إلى أي فرع من التشيع ينتمي رجال النظام الإيراني! و ما يزالون يرددون تلك الخرافة المستهلكة التي تقول بأن الخلاف بين السنة وشيعة إيران و العراق هو خلاف في الفروع و ليس في الأصول. و ليت شعري هل اعتقاد ارتداد معظم الصحابة من الفروع أو من الأصول؟ هل سب أمهات المومنين يخالف الفروع أم الأصول؟ هل لعن الشيخين خلاف في الأصول أو الفروع؟ هل اعتقاد تحريف القرآن خلاف في الأصول أو الفروع؟
غريب أن ألا يتوانى النظام الإيراني الصفوي في الإقدام على إبادة أهل السنة في أي بلد تصله سلطته في العراق أوفي سوريا أوفي  إقليم الأحواز العربي السني بإيران و من ورائه علماؤه من الرافضة الذين يصدرون الفتاوى في وجوب دعم بشار حتى النهاية ودعوتهم الحكومة الإيرانية إلى وجوب مقاتلة قوى المعارضة السنية بينما يجبن بعض علمائنا السادرين في غفلتهم حتى عن التضرع إلى الله لإنقاذ الشعب السوري من بطشهم لأن ذلك في تصورهم الساذج خدشا في وحدة الصف!و دعوة للفتنة، بين السنة والشيعة و كأن إيران ليست هي التي تنفخ في أوار هذه الفتنة و تضرم نيرانها في كل بلد تمتد يدها الطافية إليه.
إن العلماء مجسات الخطر للأمة ينبهونها إلى الأخطار المحدقة بها و يستنهضون هممها لملاقاة الخطر المتعاظم في الآفاق قبل أن يخالط صفوفنا، و هو ما يقوم به كثيرمن العلماء بحمد الله على رأسهم الشيخ القرضاوي، و إنني أقول لبعض المتفذلكين من الكتاب أن الشيخ القرضاوي أعلم بما يقدم عليه و هو أدرى بطبيعة النظام الإيراني فقد قام بزيارات عديدة لهذا البلد و شارك في عشرات المؤتمرات مع علماء إيران فيما يسمى بالتقريب بين المذاهب الذي تبين له كما تبين لمآت من العلماء قبله بأن تلك المؤتمرات ما هي إلا لافتات دعائية و مناطيد جوفاء ليس بداخلها غير الخديعة تريد أن تعبر تحتها إيران إلى الداخل السني لتفسده بنشر عقائد الصفويين و القرامطة التي تعج بها كتبهم الدينية الخرافية. الشيخ القرضاوي اتسم بصبر أيوب مع الإيرانيين حتى جلب عليه نقمة كثير من الناس واتهم بأنه يساعد الإيرانيين في اختراق المجتمعات الإسلامية السنية، و مع ذلك فقد حاول القرضاوي جهده مع الإيرانيين لعلهم يرعوون عن غيهم، و قد حاول الشيخ القرضاوي جهده أن يحمل النظام الإيراني على غلق مزار ابي لؤلؤة المجوسي الذي تنفق الدولة الإيرانية عشرات الملايين سنويا للإحتفاء به ، و التمس القرضاوي و من معه في الوفود المشاركة في مؤتمرات التقريب أن تكون هذه الخطوة كبادرة حسن النية من إيران تجاه محيطها السني، فلم تقر عينه بذلك بل جاء جواب الحكومة الإيرانية على لسان أحد مبعوثيها لمؤتمر الوحدة الإسلامية في الخليج بأنه لا يجوز التدخل في شيء يعد جزء من عقيدة فرقة إسلامية !! فأمسى تبجيل و تعظيم و الطواف بقبر أبي لؤلؤة المجوسي النجس جزء من عقيدة الدولة الإيرانية، بعد أن يئس القرضاوي من النظام الإيراني ورآى المجازر الفظيعة التي كانت تديرها إيران في العراق أيام الاحتلال الأمريكي ضد أهل السنة، و رجائه المتكرر من إيران بإيقاف المذابح ضد الأبرياء من سنة العراق و إعراض إيران عن كل ذلك و مضيها قدما في محاولاتها السيطرة على المنطقة من خلال بث عملائها من الأقليات الشيعية قرر القرضاوي أن يبادر إلى تنبيه الأمة لهذا الخطر الداهم الذي هو في تقدير الاستراتيجيين أخطر من أي خطر آخر.
لقد خلد التاريخ لنا أسماء علماء كانوا منارات هدى و حراس عقيدتها مرابطين في ساحتها الحضارية منبهين للأخطار المحدقة بها  و مشاركين الأمة في الذب عن حياضها كشيخ الإسلام إبن تيمية الذي استنهض الأمة لمجابهة التتار و المغول و استنهضها لمجابهة الفكر الخرافي المميت في داخلها، و التوثب لمجابهة الأعداء المتربصين بها.تلك بعض صفات العلماء الربانيين و الإمام المجتهد العلامة القرضاوي أحد هؤلاء العلماء المصلحين يشهد على ذلك تاريخه الحافل و كتاباته العديدة و علمه الموسوعي الزاخر.
فجزى الله عنا شيخنا القرضاوي على نصيحته للأمة و تمزيق غشاوات الخداع الصفوي لتصبح الرؤية واضحة. 
اللهم إني أشهد أنه قد بلغ

في 19 أكتوبر 2012



تعليق واحد على “الشيخ القرضاوي يحذر الأمة من إيران / أحمد الرواس”
  1. محمد اولادعيسى اولادعيسى قال:
    سلام عليكم
    أحببت فقط أن أخبرك أنني من المعجبين بمدونتك، جزاك الله عنا كل خير.
    إكتشفت مدونتك عن طريق ردودك على الدكتور خالص الجبلي، أ ستمتع كثيرا بمقالاته و ردودك عليه.
    واحة نقاش فكري راقي. شكرا لكم

0 التعليقات:

إرسال تعليق