الأحد، 25 أغسطس 2013

علماء السلطان يحاربون عباد الرحمن

من منشوراتي في الفايسبوك
Ahmed Rouas
علي جمعة فاجأ من كان ما يزال يحسن الظن به بتصريحاته التحريضية على قتل المعتصمين الصائمين القائمين في ميداني رابعة و النهضة، حيث حاول وصفهم بالخوارج ليبرر للعسكر الانقلابيين قتلهم.
و حاول إلصاق تهمة الخروج على ولي الأمر عليهم ليبرر تنزيل أحكام العصاة البغاة عليهم. ليبرر للسيسي بالتالي قتلهم،مع أن هناك حديثا شديد الوعيد على من يعين على قتل المسلم . روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ص :" من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله . و الحديث فيه ضعف لوجود يزيد بن زياد في رواته وهو مرجوح عند المحدثين كالبخاري إلا أن هناك أحاديث أخرى تعضده.
علي جمعة الذي يتربع اليوم على قمة هرم علماء السلاطين و منافقي الأنظمة العسكرية المستبدة يحرف الكلم عن مواضعه، و يتصرف في أحكام الله طبقا لنزوات الانقلابيين الدمويين، و طبقا لهوى متطرفي العلمانيين القبليين في مصر و المنطقة.
من علامات الضلال الكبرى التي وقع فيها المفتي المداري للعسكر أنه سمى الخروج على الانقلابيين العسكريين خروجا على أولياء الأمر!!!!!! بينما الحقيقة أن ولي الأمر الشرعي الذي ارتضاه غالبية الشعب هو الرئيس مرسي، و الذين خرجوا عليه بقوة السلاح واعتقلوه عنوة دون تهمة هم العسكر و من معهم من القوى المعادية للإسلام و المسلمين.
صدق رسول الله ص الذي قال:
" الفقهاء أمناء الرسل، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم".

" رواه أبو نعيم في حلية الأولياء بإسناده عن جعفر الصادق .
وذكره المزي في تهذيب الكمال والذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة جعفر.

ومما صُحِّح من المرفوع في هذا الباب، قول النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم وأبواب السلطان، فإنه قد أصبح صعبا هبوطا. رواه الطبراني والديلمي، وصححه الألباني.


عند المصائب يجلي الله الحقائق للناس.


لم يقاجئني موقف علي جمعة المخزي الأخير لعلمي أنه لم يكن أكثر من أداة طيعة ذليلة في يد نظام مبارك المستبد، و أن الرجل يسخر مكانته الدينية المخلوعة عليه من طرف الطبقة الحاكمة، و يكيف معرفته التقليدية المتسيبة لخدمة نزوات الحكام ، و منافقتهم ، فهو يدور مع مصالحهم حيث دارت. مهما بلغت قذارتها.
و نظام مبارك كان يقدر له هذه التجارة التي أبرمها معه و إخلاصه في التملق للنظام البوليسي الذي يديره، و لذلك فحتى عندما كان يمتعظ حتى العلمانيون من بعض تصريحاته المستفزة و المقرفة للأذواق، و التي جلبت على الإسلام و منظومته الأخلاقية متاعب في حملات مسعورة،على رسول الله و على الجماعة المسلمة ، كان نظام مبارك يتغاضى عليه، و يحافظ على تقريبه إليه للخدمات الجلى التي يقدمها له.
علي جمعة من أبرز نماذج علماء البلاط في العصر الحديثـ ،بل أسوأ من علماء البلاط هم علماء العسكر!! و هو من أبرزهم إلى جانب آخرين مثل أمد الطيب مثلا.
إنه عالم الجنيرالات الدمويين الانقلابيين. يبرر لهم قتل المصلين و هم ركعا أو سجدا لله. يبرر لهم الفظاعات التي لم تعرف في تاريخ مصر كله حتى في عهد الفراعنة، يبرر لهم إحراق الأجساد المتوضئة الطاهرة و هي حية ، و يلصق صفة الخوارج بالشهداء ليبرر قتلهم و تجيير أحاديث نبوية عليهم.
أية جريمة أفظع من هذه؟
صدق الله العظيم الذي يقول في محكم تنزيله:
" ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار"
إذا لم يكن ما قام به السيسي و قتلته من الظلم، بل من أبشع أنواع الظلم في التاريخ كله،و إذا لم يكن ما نافق به علي جمعة جينيرالاته العسكريين الانقلابيين الدمويين هو من الركون للظالمين بل مشاركة الظالمين في ظلمهم ، فلا معنى لأي شيء في هذا العالم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق