الجمعة، 21 يونيو 2013

موقف الأمة من علمائها


قبل أيام اجتمع مآت من العلماء تحت قيادة كبار علماء الأمة على الإطلاق مثل العلامة القرضاوي،و العلامة محمد حسان،و الدكتور محمد العريفي و صفوة حجازي و عشرات من علماء الأزهر، و علماء مكة و المدينة و علماء سوريا و العراق و فلسطين و الباكستان و أندونسيا و غيرهم.
و خرجوا بقرارات تاريخية منتظرة من أي عالم مخلص لأمته ينبض قلبه على وقع نبض أمة الإسلام، و يصاب جسده بالسهر و الحمى إذا أصاب الأمة بأس ..
و قد استقبلت غالبية أفراد الأمة هذا الموقف المشرف لعلماء الأمة بالإكبار و التقدير،
لكن حالة التسيب التي عليها كثير من أبناء الأمة اليوم للأسف ، و عدم الانضباط و غياب الاحترام و التقدير لمكانة العلماء الربانيين المجاهدين من أجل إعلاء كلمة الله، قد أفرزت - مع ذلك- حالة من الشذوذ في المواقف لدى بعض التائهين. بالرغم من أن الأغلبية الساحقة حيَّت موقف العلماء في مؤتمر القاهرة. إلا أن بعض الشواذ أخذوا  يتفذلكون بسخافات و إسهالات لغطية  و يهرفون في أمر الدين و السياسة بما لا يعرفون. ضاربين بإجماع علماء الأمة على وجوب نصرة المظلوم عرض الحائط.
و ضاربين بقول الله تعالى:
 

 " وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا - النساء(75)  عرض الجداروانقسم  أصحاب هذه المواقف الشاذة المتبجحة على هامش مسيرة الأمة إلى فرق ثلاث رئيسية:
1-  فريق السذج الطوباويين الغارقين في البلاهة السياسية حتى أعناقهم يقولون:
كيف يدعو هؤلاء العلماء إلى الجهاد في سوريا مع أن القتال هناك هو بين مسلمين و مسلمين!! و أن القرآن يقول: " و إن طائفتان من المومنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما"
و قال فريق أسميه ب فريق الرعاع المتسيِّسين : 

كيف يصدر هؤلاء العلماء الفتاوي بالجهاد ضد سوريا و لم يصدروا فتاوى ضد إسرائيل!!
و قال فريق ثالث يمثل  جوقة المحور الإيراني الحاقد:
من اجتمعوا في القاهرة هم علماء الناتو جمعتهم إسرائيل تحت إمرة " عملاء بني صهيون" في دولة مرسي الذي أصبح بقدرة قادر مجرد عميل للأجنبي!!!!  ليصدروا فتاواهم المدفوعة الأجر  مسبقا من طرف المخابرات الأمريكية!! ضد "الجمهورية الإسلامية".!!!
و إلى فريق السذج الطوباويين الغارقين في البلاهة السياسية حتى أعناقهم أقول:
إذا لم تكن كل هذه الجرائم و المذابح التي يقوم بها نظام البعث في سوريا و معاونوه من إيرانيين و كلاب حزب اللات و مرتزقة العراق كافيا لتدركوا أن مثل تلك الأعمال لا يقوم بها مسلم ضد شعب آمن في مدنه و قراه.إذا لم تكن كل تلك البشاعة في التعذيب و القتل على أسس الطائفية الدينية و السياسية و الحزبية كافية لتنفضوا أيديكم من "إنسانية" المحور الإيراني الصفيوني، و إذا لم تكن كل هذه القوافل من الشهداء التي بلغت أكثر من 100 ألف شهيد و شهيدة ، إذا لم يكن كل هؤلاء الملايين الذين عجروا من أوطانهم بفعل القصف الهمجي الأعمى للمدن و القرى السورية، إذا لم يكن أكثر من 6500 طفل و طفلة الذين قضى أغلبهم مسحوقا أو مخنوقا أو ممزقا تحت الأنقاض بفعل طائرات الميج و الصواريخ الباليستية التي يطلقها النظام السدي الجزار بدعم و مشاركة من حلفائه الإيرانيين و كلابهم في لبنان و العراق و اليمن، إذا لم يكن كل هذه الفظاعات و جرائم الحرب كافية لإيقاظ ضمائركم ، فإنه لا أمل في شفائكم.
و حتى لو انطلت عليكم حيلة النظام النصيري انتماء و العلماوي عقيدة فظننتموه لجهلكم مسلما، فإن تتمة قوله تعالى :" و إن طائفتان من المومنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما"  تدعوا لقتال حتى المؤمن إذا بغى و تجبر.".....فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله "
فهو أمر قرآني بقتال البغاة حتى يرعوُوا، و إلا أزحناهم عن طريق الأمة. و خير من يعلم ذلك و يقدره هم الفقهاء و العلماء العاملون. و إذا لم تكونوا ترون كل هذه الفظائع الغير مسبوقة في التاريخ، فأنتم قد تودِّع منكم. أسأل الله لكم الحياة بعد هذا الممات!
و أقول لفريق الرعاع المتسيسين:
أن أولئك العلماء لا يمكن أن يتطرق الشك إلى مواقفهم من فلسطين، فكثير منهم زار فلسطين و غزة مواسيا و مشجعا و مساعدا، و ألقى مآت الخطب و الدروس في فضح الجرائم التي يقوم بها الكيان الغاصب على أرض فلسطين. و كثير منهم ألف الكتب و مآت المقالات عن تاريخ فلسطين، و وجوب الجهاد لتحريرها،فلا يمكن للمتكئين على أرائك الكسل و العبث، و السادرين في ظلمات الجعل بالدين و أحكامه، أن يزايدوا على علماء الأمة في مثل هذه المواقف التي هم رجالها.
و إلى فريق جوقة المحور الإيراني أقول:
كل إناء بما فيه يطفح.
نحمد الله تعالى أن فضحكم في زماننا ليسلم من سمومكم أبناؤنا و بناتنا، فلقد تهاوى كل ما بنيتموه في عقول السذج منا من دعايات و أكاذيب في عام واحد عندما بعتم الأمة كلها من أجل سفاك أثيم هو بشار الأسد و نظامه النصيري.
لقد كان في عالمنا الملايين من المغفلين يهتفون باسم نصر اللات،و يرفعون أعلامه، و اليوم تلك الملايين تهتف بلعنه و لعن ملالي إيران الخبثاء الذين أهدروا دم الشعب السوري
لقد استطعتم بخداعكم، و تقيتكم أن تخدعوا بعض علمائنا فبالأحرى بعض الدهماء منا، و اليوم نفس من كانوا يؤيدونكم أمسوا يلعنونكم.
و ما تندلق به ألسنتكم من سباب و فحش ضد علماء الأمة لا يضيرهم في شيء. بل يزيدهم شرفا. فمن دواعي شرف المرء أن بيبه السفهاء و  يقع في عرضه الخبثاء الجبناء. فقد قلتم أكثر من ذلك في حق أطهر الخليقة، زوجات نبينا ص و في أحباب رسولنا من أصحابه،و في المصلحين من الأمة عبر تاريخها، فما عكرتم صفو صفحتهم البيضاء الناصعة إلا كما يعكر صفوَ البحر لعاب ُالمسعور.
قل موتوا بسعاركم.
قريبا سنحتفل بهزيمتكم

0 التعليقات:

إرسال تعليق