قصيدة من الشعر المنثور في مدح من بُعث بالنور
وتلاميذه من أصحاب السرور
للفقير إلى ربه أحمد الرواس
نورُ النبوة أضاءت الأرض شمسُه
ومحمد تجلى بين الأنـــام بــدْرا
قمرُ الهداية ينشر حولــــــه ضياء
و أصحابه كواكب تلمع أنـــوارا
يا خير معلم لخير جيــل ظهـــــــر
و يا خير مرسل لخير أتباع أمر
كلماتك أنوار الوحــي تـــدفَّقــــــت
و على ظمإ قلوبهم وقعت بِشـرا
أحاديثُك العلويــــةُ كانـــــت لــــهم
صيبا في غسق ليل بهيم ظـــهر
أحْيَت أنوارُها مَوَاتَ قلوبهم كما
أحيى الأرضَ الميتةَ مزنُ المطر
لم يسعد نبــــــي بأتبــــاعه كـــــما
سعدت يا محمد بصحِبك الأبرار
حملوا للأنام بعدك مِشْعل الهـُــدى
واكْتسحوا جحافل ليل الأمصـار
فما كاد يدور الحول بعدك حتـــى
عم الرشدُ الجزيرةَ وهلك الأشرار
من في النبيين قبلُ كان له مثـــلُ
أصحابك،و أنى لهم كالفاروق عمر
رجل قد صار صِنْو العدل مثـَـلاً
و جيوش فتحه
قد عمت الأقطـار
و من في الأوليــــــن قبلك كان له
كالصديق تَفانيا في امتثال الأمْـــر
بذل ثـــراءه لرياض الإســــــلام
فازدهر بـه، و
لخير العبيـد حـــرر
أم من كان له كالحييِّ عثمــــان جوداً
و كـان لك خير الأنام صِهْرا
ما ضرَّ عثمانَ ما فعل بعد اليـــوم:
بُشراك له يوم
جهَّز جيشَ العُسرة
ومن في حوارييـــه كأبي الحسنَين
زوجِ الزهراء
وهب للإسلام عمرَه
كواكبُ أربعةُ فاق الثريَّا سمــوُّهمُ
و خلافةُ الرشـد بهم رقَت أطـْــوارا
و دونهمُ كوكبةُ من صحب الرسول
أنعــم بهــم مهاجـــرا و أنصــارا
حكمَ العليـــمُ في الأزل بفضلهــــــــمُ
و آي مدحهم في
ســور نُثرت دُرَراً
فواعجبا لمن عَمِي عن ذكر الرحمن
وتبع من قلبه مُلئ حقدا مُنْكــــــــرا
بطاعتهم فازوا منـــــه برضــــــــوان
غايةِ القرب ومنتهى ما يُبتغى أجرا
طوبى لمن شرَح الله قلبـَــه بحبِّهـــمُ
فلا إيمان لمن لا ينشرح بهم صدْرا
و يا ويل من أظْلم قلبـُــه ببغضهــم
أنْذر الجبـــار من يغتاظ منهمُ كفــرا