نظرية التطور و تحدي أسرار العلوم
2/ مناقشة دعوى الطفرات الجينية
بعد أن تبين لنا بالملموس العلمي،
زيف القول بالصدفة في تكوين الخلية الأولى، و تبين لنا استحالة ذلك رياضيا حتى على
مستوى صناعة بروتين واحد بعدد متوسط من الأحماض الأمينية هي 150 ،و رأينا في
الحلقة الماضية أن ذلك الاحتمال يساوي رقما خرافيا يزيد أكثر من الضعف عن عدد
الذرات المتواجدة في الكون كله ! حيث أن الر قم الذي وصلنا إليه هو 10 أس 164 أي رقم 1 يتبعه 164
صفرا !!! فإنني أنتقل إلى دعوى أخرى يلتجئ إليها أغلب
أنصار الداروينية الحديثة،Neo-Darwinisim و أنصار نظرية التطور
المعارضين لفكرة أن يكون هناك تصميم ذكي وراء الكون و ما فيه.
إنها نظرية الطفرات الجينية.Genetic Mutations . ولنبدأ بالسؤال التالي:
إنها نظرية الطفرات الجينية.Genetic Mutations . ولنبدأ بالسؤال التالي:
لماذا يلتجئ
أنصار التطور إلى هذا المنحى؟
و الجواب لا يخطئه من يطلع على إنتاجات التطوريين. و
هو عدم قدرتهم على تفسير كيفية انتقال الكائنات الحية من نوع إلى نوع آخر، في ظل
غياب الحلقات المفقودة، أو الأشكال الانتقالية transnational forms كما يدعوها داروين في
كتابه : أصل الأنواع On the Origin of Species . و هو غياب كافي وحده لتفنيد
هذه النظرية و إلى الأبد، لأنه لا يعقل خلو الأرض من هذه الأشكال الانتقالية سواء
و هي حية تعيش فوق الأرض، أو هي مدفونة في الصخور، و تحت طبقات الأرض على شكل
حفريات و مستحثات، و هذا الأمر لا يمكن تعقله إلا إذا افترضنا خرافيا أن الأرض و
تاريخها الجيولوجي قد حبكوا مؤامرة ضد الداروينيين فأخفوا كل الوسائط و الحلقات
المفقودة الحية منها و البائدة المنقرضة !
فما هي هذه
الطفرات التي تمثل التَّعلة التي يتعلل بها التطوريون كلما أحرجوا بأسئلة
السائلين؟
الطفرة لغة هي
الوثبة ،فقد جاء في لسان العرب ج 9 حرف الطاء ما يلي:
طفر : الطفر : وثبة في ارتفاع كما يطفر الإنسان حائطا أي يثبه . والطفرة : الوثبة .
طفر : الطفر : وثبة في ارتفاع كما يطفر الإنسان حائطا أي يثبه . والطفرة : الوثبة .
فالطفرة بهذا المعنى هي تلك الوثبة
أو التطور الذي يأتي فجاءة، أو هو التغير المفاجئ الغير معهود في الوسط، هذا هو
البعد اللغوي باختصار شديد. أما في علم الإحياء، و في فرع علم الأجنة بالخصوص
فمعنى الطفرة هو حصول تغيير في الجينات يستلزم ظهور تطورات على غير النسق المتبع و
المتوقع في سلسلة نَسخ الشفرة الوراثية، أو انقسام الخلية بحيث تظهر آثار في
الأجيال الاحقة مختلفة عن سالفتها بعدما أحدثت الطفرة الجينية ترتيبا آخر في نظام
الجينات، أو في صناعة البروتينات.
كيف تحدث الطفرات
الجينية؟
أغلب الطفرات الجينية تحدث بسبب
الإشعاعات النووية، مثل أشعة غاما، أو أشعة ما فوق البنفسجية ، أو الأشعة السنية،
أو بسبب تدخل كيميائي، أو خطإ في ترتيب القواعد النيتروجينية في الحمض النووي
أثناء إنقسام الخلية. فالمعلوم أن نظام الحمض النووي على صغره فهومكنون في حصن
حصين داخل النواة. و لا تؤثر عليه مختلف العوامل البيولوجية أو الجوية . لكن
الإشعاع النووي يستطيع النفاذ إلى داخل هذا
الحصن، و يحدث خللا في ترتيب الجينات بما يخالف الأوامر الصادرة من الخلية.
بحيث يقع خطأ في نسخ المعلومات المُشَفَّرة في الحمض النووي ، أو يقع خطأ في
قراءة الشفرة الوراثية، سواء في مصنع البروتينات داخل الخلية و الذي يدعى بالرايبوزوم ،Ribosome أو عند
أي من أعضاء و أجهزة الجسم الخادمة لطلبات الخلايا. و المستقبلة للرسائل
البروتينية المشفرة من قبل الخلايا.
لكن هذه العوامل تبقى نادرة جدا إذا
ما قورنت بالسير العادي للنظام البيولوجي في الإنسان، إذ المُسَلَّم أن الإنسان
يتعرض لقدر من الإشعاعات النووية الطبيعية و التي يكون مصدرها غازي الرادوم و غاز
الثورون Radon، Thoron المتواجدان في الغلاف الجوي، و كذلك في التربة،
و الأخشاب، و الصخور، خصوصا الرخام. و في الغالب الأغلب فإن ما يتعرض له البشر من إشعاع طبيعي المنبعث من هذه
المصادر لا يتجاوز المعدل الطبيعي الذي يعتبر آمنا و هو 300 + ميليريم. و بالتالي
فلا تقوى هذه النسبة على اختراق حصن الخلية و الإضرار بنظامنا الجيني. و في دراسة
أعدتها اللجنة الأمريكية للترتيبات النووية تحت عنوان: Fact
Sheet on Biological Effects of Radiation و رقة عن حقيقة التأثيرات البيلوجية للإشعاع أظهرت فيه أن 50%
من الإشعاعات التي يتعرض لها البشر هي من فعل البشر أنفسهم من خلال محطات الطاقة
النووية، و أجهزة الكشف بالأشعة، و المعالجات النووية الطبية، و غيرها. بينما يشكل
الرادون و الثورون 37% و لا يشكل الإشعاع الوافد من الكون
الخارجي سوى 2,5% و هذه النسبة مساوية لما ينبعث من إشعاع من مركز الأرض.
و خلاصة القول في هذا أن الكائنات الحية تتعرض لقدر من الإشعاعات المختلفة بشكل
شبه دائم، لكن أغلبية الإشعاعات غير ضارة،
غير أن بعضها يكون ضارا و يؤثر على تركيبة الحمض النووي، و كذلك ترتيب الأحماض
الأمينية المركبة للبروتين مما يسفر عنه نتائج تتفاوت في خطورتها، و قد تبقى بعض
عوارضها السلبية متراكمة في نظامنا الجيني بالرغم من أن النظام الجيني نفسه له
آلية معقدة جدا لإصلاح ما تفسده الطفرات الضارة. و مع كل هذا يتراكم في نظامنا
الجيني المعقد آثارُ ما ورثناه من نقائص و عيوب في ترتيباتنا الجينية، و نورثه نحن
بدورنا خلال نسلنا للأجيال القادمة مما يرسم أمام مستقبل النسل البشري مُنْحنى
نازل قد يصلح معيارا لتوقع اندثار هذا الكائن العجيب في دهر من الدهور المستقبلية.
لماذا يركز أصحاب
نظرية التطور على الطفرات الجينية؟
الجواب لا يخفى على من متتبع
لسير هذه الفئة و نشاطاتها، و دعواتها. بل و هيمنتها الشبه كاملة على مراكز
الأبحاث، و الجامعات، وحتى الإعلام. و هي أنهم لم يجدوا غير هذا الجانب ليتعلقوا
به بعد أن عقِمت الأرض و ما حوت من حفريات أن تزودهم بما يبشرون به من الحلقات
المفقودة، أو الكائنات الانتقالية كما دعاها داروين. و في مقالي الأول في هذه
السلسلة بعنوان: ما ذا بقي من نظرية داروين، تكلمت بقليل من التفصيل المسموح به عن هذه
المسألة. و أضيف هنا جملة و هي أن عدد أنواع الكائنات الحية يصل إلى 8.5 مليون نوع.
2.2 مليون بحرية و 6.5 مليون برية. حسب مركز إحصاء الحياة البحرية : the Census of Marine Life
كما أشارت المجلة العلمية Science Daily هذا رابطها: http://www.sciencedaily.com/releases/2011/08/110823180459.htm
و بالتالي فإن
من المفروض أن تكون هناك الملايين من هذه الحلقات المفقودة، أو هذه الأشكال
الانتقالية سواء حية بيننا، أو في الحفريات. فكل نوع لا بد له من وسيط انتقل
بواسطته إلى النوع التالي ! و لكن لا شيء من ذلك تحقق أبدا. فلم يفلح علماء الآثار في الظفر
بحلقة واحدة بين أي نوع و آخر. مما دفع
بعض اليائسين إلى تلفيق بعض المستحثات، و الحفريات. و هذه العمليات التزويرية من
الكثرة بحيث يمكن أن يُفرد لها مقال مستقل قد أوفق لكتابته لاحقا. و هذا الأمر –
أي عدم وجود هذه الحلقات المفقودة- وحده أكثر من كافي لإبطال نظرية التطور.
هذا هو الداعي
إلى تشبث أنصار نظرية التطور بنظرية الطفرات. فما هي أنواع الطفرات ؟
أنواع الطفرات الجينية:
الطفرات
الجينية تحدث بطرق أربعة رئيسية هي
باختصار :
1عن طريق:
الاستبدال substitution بحيث تستبدل قاعدة نيتروجينية بأخرى فتحل( Adenine) A في محل(Thymine) T أو العكس.
2 – بطريق الإدخال
أو الإدراج Insertion بحيث يتم إضافة زوج من القواعد
النيتروجينية لسلسلة الحمض النووي
3 – بطريق الإلغاء
Deletion أو الإسقاط بحيث يُفقد جزء من سلسلة
الحمض النووي، أو يتم إلغاؤه.
4 - إنزياح
الإطار Frameshift
مثل أن يقع انزلاق في سلسلة القواعد
النيتروجينية فتحل الحروف الأولى من كل خانة ثلاثية تدعى بال: Codon في مؤخرة الخانة السابقة بما يشبه ما يُدعى
علميا بانزياح الظفيرة Strand Slippage فيضيع معنى الشفرة الوراثية، و تتكون بروتينات
غير ذات جدوى. و كمثال تقريبي لهذا النوع من الطفرات أضرب هذا المثال: قال علي
أنا مجد. و تمثل كل مفردة مكونة من 3 حروف خانة جينية codon مثل : ATC CGA GCC إلخ. تصبح بعد انزلاق قدره
حرف واحد كما يلي : الع ليأ نام جد.
و كما أن الجملة الأخيرة لا معنى لها و لا يمكن أن تفي بأي غرض دلالي، فكذلك النسق البروتيني الناتج عن مثل هذا الضرب
من الطفرات. بل قد يؤدي إلى نتائج مدمرة
للكائن الحي . و على سبيل المثال لا الحصر أنه في الحالة الأولى
التي هي : الاستبدال و التي هي مجرد تبديل قاعدة نيتروجينية مكان أخرى،
ينتج عنه مرض خطير هو فقر الدم الهلالي Sickle cell anemia و الذي يؤدي بصاحبه إلى الهلاك المحتم ما لم
يخضع لعلاج مكثف.
الطفرات الجينية عوامل دمار و ليس ارتقاء.
لو سلمنا جدلا
بأن الطفرات لها تلك الفعالية المتخيلة التي يتصورها التطوريون برغم الأرقام التي
أثبتها أعلاه. فإن الطفرات هي في واقع الأمر عامل تدمير، و انحراف جيني في
الكائنات و ليس عامل تطوير و ارتقاء. و إن ما يلحق الكائنات من ضرر و انحراف في
شفرتها الوراثية أكبرُ بكثير مما يمكن لِما يدعونه بالانتخاب الطبيعي أن يتداركه.
إذ المعلوم أن الطفرات إن وقعت فإن عقابيلها تتراكم في الجينات، و تورث للأجيال
التالية. و بالتالي فمآل الكائن الحي- حسب هذا الخيار- هو التقهقر في سُلَّم
الترقي و ليس العكس.
إن عالم الحمض النووي، و ما يقوم به من دور استراتيجي في بناء و بقاء الكائنات مَثَّلَ إغراء لا يقاوم للتطوريين إذن، لكنهم
غفلوا على حقيقة كبيرة و هي أن الطفرات لا تضيف جينات جديدة، و إنما تعبث بالتي هي
أصلا موجودة. و معلوم أن أنواع الكائنات الحية تختلف فيما بينها من حيث عددُ
الجينات، و ما يسمى بالخانات الجينية. و
على سبيل المثال لا الحصر، فإن عدد القواعد الجينية المزدوجة في كائن بسيط مثل
الفأرة هو 2600 مليون ! بينما لا يتعدى 100 مليون في دودة الأرض. و بالتالي فإن هذه
الدودة تحتاج إلى 2500 مليون قاعدة جينية إضافية كي تصل إلى طبقة الفئران في سلم
التطور المفترض. فكيف لها أن تحصل على كل هذا العدد الهائل، مع العلم أن
الطفرات لا تضيف جينات جديدة كما أسلفت، و كيف يمكن بواسطة الطفرات العشوائية
الغير منظمة، تشق طريقها في مسار مادي أعمى غير موجه –كما يصر الداروينيون الجدد -
أن تبني هذا النظام الجيني الذي حارت في
دقته و صرامته، و كماله عقول العلماء !؟ هذا الأمر يستحيل علميا. و الفأرة ليست إلا كائنا من بين 4587 من
الكائنات الثديية المعروفة.
إن الاتجاه
الذي تسير فيه الطفرات هو في عكس اتجاه نظرية التطور. ذلك أنه من المسَلم أن الطفرات
غالبيتها الساحقة تكون ضارة أو محايدة. و أكثر العلماء تفاؤلا قالوا بأن
النسبة الضارة و المدمرة من الطفرات بالنسبة للمحايدة أو النافعة هو 70%. و هناك آخرون زادوا النسبة إلى ما
يقرب من 99% . أما عالم الجينات
الشهير إكس ماجور فقد قال بأن نسبة الطفرت الصحية لا تزيد عن 1/1000000 أي واحد في
المليون .وخير من كتب في هذا الموضوع بالضبط هو عالم
الجينات المتميز الأمريكي جون ستانفورد في كتابيه: The Genetic Entropy و كتاب: Down not Up حيث ينتهي من بحثه العميق إلى نتيجة مفادها أن
النسل البشري و الحيواني يتجه نحو الانحدار و ليس نحو الارتقاء. و ذلك بسبب ما
يتراكم في الجينوم البشري من السلبيات، والنقائص التي تـخَلفها الطفرات المختلفة.
و تورثها الأجيال لبعضها البعض. و في الفصل الأخير من كتابه the Genetic Entropy أو الاضمحلال الجيني يقول ما أترجمه كما يلي:
"تخيل وجود سجل يضم عشرات الالاف من صفحات التعليمات، بحيث تحدث تغييرات اعتباطية كل مرة يتم نسخ تلك التعليمات. مَن سيُبقي ثقته في تلك التعليمات؟ و كم من التغييرات سيتطلب الأمر قبل ان يصبح سجل تلك التعليمات بدون فائدة؟ كم يتطلب من الوقت كي يمسي ذلك السجل غير قادر على إحداث أية فعالية؟ إنها شهادة في حق طبيعة نظامنا الجيني الذي أبقانا أحياء على الرغم من مستوى الاضمحلال الذي نتعرض له .
"تخيل وجود سجل يضم عشرات الالاف من صفحات التعليمات، بحيث تحدث تغييرات اعتباطية كل مرة يتم نسخ تلك التعليمات. مَن سيُبقي ثقته في تلك التعليمات؟ و كم من التغييرات سيتطلب الأمر قبل ان يصبح سجل تلك التعليمات بدون فائدة؟ كم يتطلب من الوقت كي يمسي ذلك السجل غير قادر على إحداث أية فعالية؟ إنها شهادة في حق طبيعة نظامنا الجيني الذي أبقانا أحياء على الرغم من مستوى الاضمحلال الذي نتعرض له .
Imagine an instruction
manual of tens of thousands of pages in which random changes have been made
every time it is copied. Who would trust such a manual? How many changes would
it take to make the manual unusable? How long before the manual no longer makes
a functional product? It is a testimony to the nature of our genome that we are
still alive in spite of the level of decay.
John Sanford, from
Cornell University, is the inventor of the "gene gun" among other
ways to get foreign genes ...
و يقول الدكتور ايانتش Lyanch : "حتى
لو أخذنا بأضعف مدى في الطفرات، فإننا نتدهور بنسبة 1 إلى 5 % في كل جيل !
و يقول الدكتور كوندراشوف:" لا أحد من
علماء الجينات يشك في أن النسل البشري في انحدار."
و عبر الدكتور
كرو Crow عن هذه الحقيقة بقوله:
"إننا اليوم أدنى( رُقيا) من إنسان الكهوف"We are inferior to caveman
و يشبه علماء
الجينات إحتمال توقع الارتقاء، و التقدم من خلال الطفرات باحتمال ازدياد فعالية
محرك السيارة إذا أطلقت عليه النار برصاصة ! أو كمن يقذف جهاز التلفاز التقليدي بالحجارة و يتوقع منه أن يتحول
بسبب ذلك إلى تلفاز بلازما مسطح.!!
و على ضوء هذه
الحقائق يمكن فهم تصريحات بعض كبار علماء الجينات التالية أسماؤهم. قمت بترجمة
حرفية لأقوالهم:
دايفيس و
كينيون: " لا يوجد دليل على أن الطفرات تخلق هياكل جديدة، و إنما دورها على
وجه التحديد يظهر في تغيير ما هو موجود أصلا" Pandas and man ص 11
"إن الزعم أن الطفرات حتى إلى
جانب الانتخاب الطبيعي هي الأسباب الجذرية في وجود 6.000.000 ( 6 ملايين) من أنواع
الكائنات المختلفة و المعقدة بشكل مذهل هو استهزاء بالمنطق، و إبطال لقيمة
البرهان، و رفض لأساسيات علم فرع الاحتمالات في الرياضيات" الدكتور كوهين في
كتابه: داروين كان مخطئا: دراسة في قانون الاحتمالات ص 81
« To propose and argue that
mutations even in tandem with ‘natural selection’ are the root-causes for
6,000,000 viable, enormously complex species, is to mock logic, deny the weight
of evidence, and reject the fundamentals of mathematical probability.”
Cohen, I.L. (1984) “Darwin Was Wrong: A Study in Probabilities “p. 81.
Cohen, I.L. (1984) “Darwin Was Wrong: A Study in Probabilities “p. 81.
يقول سورين لوفتراب في
كتابه: الداروينية تفنيد أسطورة:
"إن الطفرات الدقيقة تحدث
بالفعل، و لكن النظرية التي تسند إليها التغيير الارتقائي إما أنها مفندة علمية أو
أنها غير قابلة للتفنيد العلمي و بالتالي فهي من النظريات الماورائية. هب أن لا
أحد ينفي أنه من المؤسف فعلا أن يصبح فرع كامل من العلوم مدمنا على نظرية باطلة، و
لكن هذا ما حدث في علم الإحياء. أعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تصنف فيه أسطورة
الداروينية كأكبر خديعة في تاريخ العلوم، عندما يحدث ذلك كثير سيستغربون و يقولون:
كيف أمكن حدوث ذلك؟"
Micro-mutations do occur, but the theory that
they can account for evolutionary change is either falsified or else it is an
unfalsifiable, hence metaphysical, theory. Suppose that nobody will deny that
it is a great misfortune if an entire branch of science becomes addicted to a
false theory. But this is what has happened in biology:… I believe that one day
the Darwinian myth will be ranked the greatest deceit in the history of
science. When this happens, many people will pose the question; How did this
ever happen?” …
Soren Lovtrup, (1987) Darwinism: The Refutation of a Myth, London: Croom Helm, p. 422
Soren Lovtrup, (1987) Darwinism: The Refutation of a Myth, London: Croom Helm, p. 422
و يقول ماير إيرنيست في كتابه:
الأنظمة و أصل الأنواع ص 296:
إنه لمن دواعي السذاجة نسان أن يتخيل
أن هذه الأنظمة الدقيقة التوازن، مثل الحواس( عين الفقاريات، أو ريش الطيور) يمكن
أن تتحسن عن طريق الطفرات الاعتباطية ! "
It is a considerable strain on one’s credulity to assume that finely balanced systems such as certain sense organs (the eye of vertebrates, or the bird’s feather) could be improved by random mutations. This is even more true of some ecological chain relationships.
Mayr, Ernst (1942) Systematics and the Origin of Species, p. 296
و يقول بيير بول جراس في
كتابه: تطور الأنظمة الحية ص 87:
"ما هو جدوى طفراتهم
الامتناهية إذا لم تنتج لنا تطورا ارتقائيا؟ في المحصلة فإن الطفرات في الباكتيريا
و الفايروسات هي محض تقلبات وراثية حول موقع وسط، رجحة ذات اليمين و رجحة ذات
اليسار و لكن بدون أثر تطوري نهائي"
What is the use of their unceasing mutations, if they do not [produce evolutionary] change? In sum, the mutations of bacteria and viruses are merely hereditary fluctuations around a median position; a swing to the right, a swing to the left, but no final evolutionary effect. (Pierre Paul Grasse, Evolution of Living Organisms, 1977, p. 87)
و يقول ستيفين جاي جولد :
" لا يمكنك الحصول على أنواع حية جديدة ( كائنات نوعية )
بواسطة تطفير الأنواع. فالطفرة ليست سببا للتغيير التطوري الارتقائي."
Stephen Jay Gould:
“You don't make new species by mutating the species. . . . A mutation is not the cause of evolutionary change”.
Stephen J. Gould, speech at Hobart College, February 14, 1980.
“You don't make new species by mutating the species. . . . A mutation is not the cause of evolutionary change”.
Stephen J. Gould, speech at Hobart College, February 14, 1980.
إذن من خلال هذا البحث المتواضع تتبين
لنا حقيقة لا مراء فيها أبدا و هي أن الطفرات الجينية لا يمكن أبدا أن يعول عليها
في الانتقال من نوع إلى نوع آخر، فهي قد تحدث بعض التغييرات في الكائن الحي الواحد.
و في الغالب الأغلب تكون هذه التغييرات ضارة. بل
و مهلكة بسبب الفوضى الذي تحدثه في نظم الحمض النووي DNA . فعملية انقال نوع إلى نوع في اتجاه ارتقائي صعودا من الأدنى إلى الأعلى تتطلب إضافة سيل من
الجينات الجديدة. و كمية هائلة من المعلومات الجينية الصارمة و الدقيقة بحيث لو
كتبناها في سجلات ورقية لاحتجنا إلى
البلايين من المجلدات في الكائن النوعي الواحد. و معلوم مسبقا –كما أسلفت- أن
الطفرات لا تضيف جينات جديدة. و الجينات هي بنك المعلومات و بالتالي فهي لا تضيف معلومات من خارج نظام DNA . فلا يوجد أي نسق
و مسار بيلوجي ملاحظ ، بواسطته يمكن إضافة المعلومات الجينية إلى الشفرة الوراثية
للكائن الحي من خارج نظامه للحامض النووي DNA . و على سبيل المثال لو ألقينا نظرة خاطفة على زعم الداروينيين
الجدد الذين يذهبون مع النظرية العتيقة المفترضة لكون الحيونات البرمائية Amphibian أصلها أسماك ! فكيف لبيض البرمائيات المائع و السَّلَوِي
القشرةOmniotic ، و الذي هو مُعَدُّ
للوضع و التفقيس في الماء ، و إذا ما وضع على البر جف و تلاشى، و بالتالي تتعرض
البرمائيات إلى الانقراض، كيف للطفرات أن تحوله من بيض مائع رخَوي القشرة إلى بيض
قاسي القشرة بحيث يتحمل حرارة الشمس و يقاوم التبخر الداخلي.؟ و الأمر لا يتعلق
بقشرة البيض فحسب. بل ذلك جانب واحد فقط من صفات فيسيلوجية 8 رئيسية معقدة لا بد
من تجذيرها في نظام الحمض النووي، و كل واحدة من هذه الصفات الفيسلوجية تتطلب
الملايين من السنين بمقاييس التطوريين كي تكون جاهزة. فما بالك ب 7 صفات
فيسيولوجية معقدة أخرى. و إلا لن تتمكن
البيضة من التفقيس ، و يتعرض الحيوان البرمائي إلى الانقراض كنوع.
و
كثيرا ما يشفع أنصار الداروينية الجديدة القول بالطفرات بالانتخاب الطبيعيNatural selection . زاعمين أن ما
تحدثه الطفرات من انحراف يتكفل به الانتخاب الطبيعي، و مفهوم البقاء للأقوى Survival of the fittest لكن إذا كان لديك معلومات جينية مبعثرة غير
منتظمة بسبب ما أصابها من طفرات، فمن أين ستنتقي الطبيعة و تنتخب غير هذا الواقع
الذي تسوده الفوضى في ترتيب المعلومات الجينية . و إذا ما أخذت معلومات مصابة
بفوضى الطفرات فماذا بقي معك غير معلومات مخربة جينيا و غير صالحة، ففاقد الشيء لا
يعطيه. و بالتالي تبطل نظرية الطفرات كمتكإ آخر يعتمد على منساته الداروينيون
الجدد في القول بنظرية النشوء و الارتقاء.
في
الحلقة القادمة سأبحث في موضع الأعضاء الضامرة Vistigial Organs و التي كثيرا ما اتكأ عليه التطوريون لدعم
نظريتهم.
بعض المراجع:
. (Pierre Paul Grasse, Evolution
of Living Organisms
Mayr, Ernst (1942) Systematics
and the Origin of Species,
Soren Lovtrup, (1987) Darwinism: The
Refutation of a Myth
Cohen, I.L. (1984) “Darwin Was Wrong:
A Study in Probabilities
Genetic Entropy ; John stanford
Down not Up : John stanford